ذكرت “العربية”، أنّ سكان مناطق أميركا الشمالية ينتظرون كسوف الشمس غداً الاثنين، إذ ستظلم السماء فوق مساحات شاسعة من القارة الشمالية لفترة وجيزة حيث يغطي القمر الشمس بالكامل.
ولمدة أقصاها 4 دقائق و28 ثانية على طول مسار يبلغ عرضه 185 كيلومتراً وطوله 16000 كيلومتر يمر عبر المكسيك والولايات المتحدة وكندا، سيغطي القمر الشمس بالكامل، والسماء ستظلم.
وعندما يقترب القمر نهائياً من الشمس في السماء، سيبدأ الضوء بالتدفق عبر الوديان والجبال والحفر والتضاريس الوعرة على حافة القرص القمري.
وهذا يخلق قطرات من الضوء على حافة قرص القمر تسمى “خرزات بيلي”.
وتم تسمية خرزات بيلي على اسم عالم الفلك الإنكليزي فرانسيس بيلي، الذي وصف الظاهرة في عام 1836.
كذلك من المفارقات أن بيلي قد لا يكون في الواقع مكتشف خرزات بيلي، حيث قام إدموند هالي بأول ملاحظات مسجلة لخرزات بيلي أثناء كسوف الشمس في 3 أيار 1715، كما وصف سببها بشكل صحيح.
وقد يترافق ظهور خرزات بيلي على حافة القمر مع ظاهرة ملفتة أخرى.
وتحدث “حلقة الماس” أثناء الكسوف الكلي للشمس قبل لحظات فقط من النقطة التي يغطي فيها القمر الشمس بالكامل، والمعروفة باسم الكسوف الكلي. ويحدث هذا بسبب تدفق ضوء الشمس الأخير عبر التضاريس الوعرة على حافة القرص القمري.
وخلال كسوف الشمس الكلي لعام 2024، يمكن لمراقبي السماء محاولة مراقبة “حلقة الماس المزدوجة” النادرة عندما تظهر نقطتان بارزتان من ضوء الشمس على حافة القمر.
كما تعد نطاقات الظل من أغرب التأثيرات المرتبطة بكسوف الشمس. يمكن أحياناً رؤية هذه النطاقات المضيئة والداكنة المتناوبة خلال هذه الأحداث على الأرض والمباني في مسار الكسوف.
وتظهر مجموعات الظل لأول مرة في وقت قريب من الكسوف الكلي، في البداية تبدو مضطربة وفوضوية ولكنها تصبح منظمة بشكل جيد وأكثر بروزًا مع اقتراب الكُلي.
في حين تنتج هذه النطاقات عن الاضطرابات الجوية فوق الأرض، والتي تسبب انكسار ضوء الشمس وتصادمه عندما يكون القرص الشمسي مغطى بنسبة 99%.
ويصعب تصوير نطاقات الظل لأنها تكون مرئية لفترة وجيزة فقط ولا تظهر في كل مكان في المسار الكلي. تنزلق النطاقات التي يتراوح عرضها من 2.5 إلى 5 سنتيمترات عبر الأرض والمباني بسرعة تبلغ حوالي 3 أمتار في الثانية.
وأثناء كسوف الشمس، سيرى العديد من مراقبي السماء أن الألوان تتغير، مما يعطي الأجسام المألوفة ألواناً غير عادية. ويحدث هذا التحول الطبيعي في إدراك الألوان بسبب تقلب مستويات الضوء الناتجة عن سواد الشمس.
الألوان التي تراها العين البشرية غنية ونابضة بالحياة في الضوء الساطع، مثل الأحمر والبرتقالي، تصبح باهتة مقارنة باللون الأزرق والأخضر، الذي يسطع في الضوء الخافت.
وإن التعتيم السريع للشمس أثناء الكسوف الكلي للشمس يزيد من حدة هذه الظاهرة، التي تسمى “تحول بوركينجي”، ما يجعل الكسوف حدثًا سرياليًا محتملاً تبدو فيه الأشياء المألوفة غريبة تقريباً.
وفي موازاة ذلك، يتم التحكم في سلوك الحيوان من خلال العديد من العوامل، أحدها هو الساعة البيولوجية الداخلية التي تتتبع “إيقاع الساعة البيولوجية”.
ويتم تحسين هذا الإيقاع عن طريق الضوء، حيث يتم دفع الحيوانات النهارية إلى النوم عندما تغرب الشمس وتحفيز الحيوانات الليلية على الشروق في نفس الوقت.
وهذا يعني أن الضوء الخافت للكسوف و”الغسق الكاذب” يمكن أن يحفز إطلاق الهرمونات المرتبطة بدورة النوم والاستيقاظ في الحيوانات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن انخفاض درجة الحرارة يمكن أن يسبب انخفاضاً في الضغط الجوي الذي يشعر الحيوانات وكأنه عاصفة تقترب، مما يجعلها قلقة أو خائفة.
كما قد يتوقع مراقبو الكسوف أيضاً سماع أصوات الفجر من الطيور مع انتهاء الكسوف، مما يخدع أصدقاءنا ذوي الريش في الاعتقاد بأن هذا يوم جديد.
وليست الحيوانات فقط هي التي من المحتمل أن تصاب بالفزع من السماء المظلمة للكسوف الكلي للشمس. يمكن أيضاً أن يتأثر البشر عاطفياً بهذه الأحداث. (العربية)