ذكر موقع “الجزيرة” نقلاً عن صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية أن جيش العدو الإسرائيلي أعلن يوم السبت أنه أزال كافة التهديدات، وسيطر على الثلث الشمالي من قطاع غزة، ومن المتوقع الآن أن تدخل الحرب “مرحلتها الثالثة”، مع تركيز العمليات المستهدفة في بقية أنحاء قطاع غزة، إذ أصبحت المطالبات بخفض حدة القتال أكثر إلحاحا.
وأوضحت الصحيفة أن فصلا رئيسيا من الهجوم الإسرائيلي قد انتهى مع دخول الحرب شهرها الرابع يوم الأحد، وإعلان الجيش الإسرائيلي أنه “انتهى من تفكيك البنية العسكرية لحركة حماس في شمال قطاع غزة”، بعد أن دمر أحياء بأكملها، وشرد 85% من السكان، وتسبب في أزمة إنسانية غير مسبوقة.
ولا تزال بعض المناطق في شمال القطاع تمثل نحو 15%، خارج سيطرة الجيش الإسرائيلي، وفقا لمعهد دراسة الحرب الأميركي، لكنها “في نطاق إطلاق النار”، وعلى حماس “عدم المخاطرة فيها”، كما يفترض الضابط السابق غيوم أنسيل.
ويقول خبير شؤون الشرق الأوسط سيباستيان بوسوا “حتى لو استطاع مقاتلون الظهور فيها، فقد أصدر الجيش الإسرائيلي مرسوما بأن الهياكل المتبقية لم تعد قادرة على إلحاق الضرر به، وسحب الجيش عدة وحدات عسكرية من هذا الجزء من الأراضي”.
ويضيف أنسيل أنه “للحفاظ على السيطرة على هذه المنطقة التي مزقتها الحرب، والتي لم يبق منها سوى أنقاض، يجب على الجيش الإسرائيلي أن يجعلها منطقة عازلة عن طريق إنشاء قوة صغيرة مسؤولة عن ضمان عدم دخول أي شخص إليها، وجعلها أرضا محظورة، إذ يبدو أن عودة السكان النازحين غير واردة في هذه المرحلة”.
ومن المفترض أن تتركز الاشتباكات الآن في وسط وجنوب المنطقة في مدينة خان يونس، إذ أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الجيش الإسرائيلي “سيبدأ المرحلة الثالثة من الحرب في قطاع غزة”، وسيتخلى عن العمليات المكثفة والواسعة النطاق للاستفادة من مزيد من الهجمات المستهدفة.
وتتمثل المرحلة الثالثة المذكورة من الحرب، التي يضغط حلفاء إسرائيل الذين يخشون من اندلاع حريق إقليمي من أجلها، في عمليات “أقل فتكا”، دعا إليها وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الذي يزور إسرائيل، حاثا على “حماية المدنيين الفلسطينيين”، وعلى تنفيذ عمليات مستهدفة لمكافحة الإرهاب.
ويوضح غيوم أنسيل أنه من المفترض أن تؤدي خصائص هذه “المرحلة الثالثة” إلى تقليل عدد الضحايا في كلا الجانبين، و”تسريح جزء من الجيش الإسرائيلي، والحد من القصف، وتقديم مساعدات إنسانية ضخمة”. ولكن “سيستغرق الانتقال إلى المرحلة الثالثة بضعة أسابيع أخرى على الأقل” وفقا لقول المدير المشارك لمرصد شمال أفريقيا والشرق الأوسط، التابع لمؤسسة جان جوريس الفرنسية، ديفيد خلفا.