أفادت صحيفة “فورين بوليسي” بأن عملية “طوفان الأقصى” وتداعياتها على الإقليم، دفعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إعادة النظر في أولويتها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة في مقال: “منذ هجوم حماس ضد إسرائيل في السابع من تشرين الأول، وما نتج عنه من حملة عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة، بلغت التوترات والأعمال القتالية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط ذروتها. ومع ظهور مثل هذه الأزمة الإقليمية المعقدة، لا ينبغي أن يكون من المفاجئ أن تعيد إدارة بايدن النظر في أولوياتها العسكرية في المنطقة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “القلق الكبير من أن ينطوي ذلك على انسحاب كامل للقوات الأميركية من سوريا. وبينما لم يتم اتخاذ قرار نهائي بالمغادرة، قالت أربعة مصادر داخل وزارتي الدفاع والخارجية إن البيت الأبيض لم يعد مهتما بمواصلة المهمة التي يرى أنها غير ضرورية، وتجري الآن مناقشات داخلية نشطة لتحديد كيف ومتى يمكن أن يتم الانسحاب”.
وأضافت “فورين بوليسي” أنه “على الرغم من التأثير الكارثي الذي قد يخلفه الانسحاب على نفوذ الولايات المتحدة وحلفائها في الأزمة التي لم يتم حلها في سوريا، فإنه سيكون أيضا هدية لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
وأضافت “في العراق أيضا، اختفى تنظيم الدولة الإسلامية تقريبا، وتدهور إلى درجة أنه في عام 2023، بلغ متوسط عدد الهجمات التي شنها تسع هجمات شهريا فقط، بانخفاض عن حوالي 850 هجوما شهريا في عام 2014”.
وشددت الصحيفة على أن “الوضع في سوريا المجاورة للعراق أكثر تعقيدا. ومع وجود ما يقرب من 900 جندي على الأرض، تلعب الولايات المتحدة دورا فعالا في احتواء وتثبيط تمرد تنظيم الدولة الإسلامية المستمر في شمال شرق سوريا، والعمل جنبا إلى جنب مع شركائها المحليين، قوات سوريا الديمقراطية”.
وأشارت “فورين بوليسي”: “مع ذلك فإن التهديد لا يزال قائما. ففي وقت مبكر من يوم 16 كانون الثاني، شن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما صاروخيا على سجن تديره قوات سوريا الديمقراطية يضم ما يصل إلى 5000 سجين من تنظيم الدولة الإسلامية، مما أدى إلى محاولة هروب جماعية. وفي حين تم إحباط هذه العملية في نهاية المطاف، فإن الانتشار الأمريكي يلعب أيضا دورا حيويا في تحقيق الاستقرار في المنطقة”.
وأضافت: “في نهاية المطاف، وضعت الأحداث منذ أكتوبر الانتشار الأمريكي في شمال شرق سوريا على خيط متهالك، ومن هنا جاء النظر الداخلي الأخير في الانسحاب من سوريا”.
( روسيا اليوم)