وزارة الدفاع تحت المنشار: من ابتلع الـ 3 مليار دولار؟

بعنوان “وزارة الدفاع تحت المنشار: من ابتلع الـ 3 مليار دولار؟”، كتب ألكسندر سيتنيكوف، في “سفوبودنايا بريسا”، عن مصير 95 ألف سيارة و174 مليون دولار ثمن بنزين.

وجاء في المقال: نشر مكتب المفتش العام في وزارة الدفاع الأميركية (DOD IG) تقريرا مثيرا عن مدى السرقة واستغلال السلطة والاحتيال في توزيع الأموال لدعم الجيش والشرطة وأمن الدولة في أفغانستان.

على مدى السنوات الثلاث الماضية، نشرت 8 تقارير لـ DOD IG حول هذا الموضوع، لكن استنتاجات التقرير الأخير كانت الأكثر مدعاة للقلق بالنسبة للولايات المتحدة. يمكن التعبير عن الفكرة الرئيسية للوثيقة في ثلاث كلمات: الاحتيال، التبديد، الاستغلال.

عندما بدأ المحاسبون العسكريون لدى DOD IG يدققون الأرقام والأوراق والوقائع، فإنهم ذرفوا الدموع بالمعنى الحرفي: على مدى السنوات الثلاث الماضية، تبخرت اعتمادات حكومية تبلغ 3.1 مليار دولار. وحصل هذا في “أفضل جيش في العالم”.

من غير الواضح أين اختفت 95 ألف سيارة قيل إنها سلمت إلى الجيش الأفغاني. اختفى أيضا مبلغ 174 مليون دولار، مخصص للوقود وصيانة هذه الآليات. فخلال الفترة 2015-2017 ، فقدت ذخائر قيمتها 700 مليون دولار من مخازن القوات الحكومية الأفغانية التي يحرسها الأميركيون، وعند السؤال عن المكان الذي ذهبت إليه الذخائر والقذائف والصواريخ، لم يتمكن مسؤولو اللجنة المذكورة من تقديم تفسير شفوي، ناهيك بالحديث عن تقرير خطي.

بالحكم من خلال حجم المسألة، فلا تثق لجنة CSTC-A ولا النخبة الأفغانية بشكل خاص بأنه سيكون من الممكن إبقاء البلاد تحت سيطرتها. لقد ساهم الاحتيال إلى حد ما في الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها القوات الحكومية في المعارك مع قوات طالبان. تمكن المسؤولون من شطب أموال ضخمة على مبدأ: كلما قتل أكثر من “لحم المدافع” كلما كان من الأسهل إخفاء نهايات الخطوط.

يتبادر إلى الذهن تساؤل: مالنا وللاختلاس في الولايات المتحدة، ففي نهاية المطاف، في روسيا يسرقون لا أقل من ذلك. ولكن هنا يجب أن نتذكر أن الولايات المتحدة هي التي قوضت عملية تشكيل دولة متحضرة في أفغانستان بمساعدة الاتحاد السوفييتي. فاليوم في معظم مناطق جمهورية أفغانستان الإسلامية، تعمل الشريعة ويتم قطع الرؤوس، بينما خلال ما سمي “بالاحتلال السوفيتي”، حصل 45٪ من الرجال المحليين و 15٪ من النساء على تعليم ثانوي وعالي. علما بأن نسبة الأمية بين النساء، قبل إدخال قوة محدودة من الجيش السوفيتي، كانت 96.3 ٪ ، وحوالي 90.5 ٪ بين الرجال.

(روسيا اليوم)