

بعد اتهام اميركا وبريطانيا وفرنسا سوريا باستعمال السلاح الكيمائي بأمر من الرئيس السوري بشار الاسد اطلق الرئيس الاميركي ترامب تغريدة خطيرة اذ قال “يا روسيا انتظري صواريخنا الآتية الى سوريا، وكلها حديثة وقوية”.
بدأت نبرة الرئيس ترامب عالية لحقت بريطكانيا بالنبرة العالية ايضا وعقدت رئيسة الحكومة القبريكانية السيدة ماي اجتماعا وقررت الاشتراك بقوة ثم قررت فرنسا الاشتراك من خلال قاعدتها في جيبوتي الجوية وقبول الاردن في استقبال 14 طائرة رافال فرنسية على ارضه لقصف سوريا، واستعمال القاعدة الجوية الفرنسية في ابو ظبي، اضافة الى حشد ما بين 14 الى 19 مدمرة وبارجة بحرية، مع حاملتي طائرات.
وقف بوتين في وجههم وقال اذا قررتم الحرب فالحرب ستقع، واعلموا ان روسيا موجودة في سوريا ليس شكلا، فلها قاعدة بحرية ولها قاعدة جوية ولها 62 الف جندي روسي مع ضباط منتشرين حول صواريخ بعيدة المدى اقامتها روسيا في سوريا. وسنقوم بواسطة منظومات الدفاع اس 400 واس 300 واس 600 باسقاط اي هدف جوي يضرب سوريا.
بدأ ترامب بالتراجع، ثم تراجعت بريطانيا ثم تراجع الرئيس الفرنسي ماكرون.
وفي هذا الوقت اتصل اللواء علي المملوك مدير مخابرات السورية العامة بمدير المخابرات الاردني معاتبا اياه وناقلا اليه رسالة كيف يسمح الاردن بان يكون منطلقا للطائرات الفرنسية كي تقصف سوريا، فلم يجب مدير المخابرات الاردنية لكن نقل الخبر الى الملك عبدالله الثاني الذي خفف وجود الطائرات الفرنسية من 14 طائرة رافال الى 4 طائرات فقط.
وصلت القضية الى حد الحرب بين روسيا والدول الثلاث بريطانيا فرنسا واميركا، التقطت الاقمار الاصطناعية الاميركية والبريطانية والفرنسية لاول مرة 6 سارامات العابرة للقارات منصوبة في سوريا، لكن لم يقل احد ان في رأسها سلاح نووي، اوقف الرئيس ترامب اندفاعه وبريطانيا وفرنسا، واجتمع ضباط اميركيون وفرنسيون وبريطانيون مع ضباط من روسيا وحددوا النقاط التي ستضرب وهي 4 مباني ومركز عسكري لحمص يستعمله الايرانيون وحزب الله، وتم تحديد تارتفاع واتجاه الطائرات والمجال الجوي الذي تدخل فيه كذلك مدة الضربة التي تم تحديدها بـ 50 دقيقة.
وباتفاق مع روسيا، حصلت الغارات الاميركية البريطانية الفرنسية تم تدمير 3 ابنية بدل 4 وقصف مركز عسكري في حمص يقال انه للايرانيين وحزب الله.
السؤال هو لماذا وافق الرئيس بوتين على هذه الضربة، بوتين يجري محادثات سرية كمع اميركا في شأن رفع العقوبات الاميركية عن روسيا، كذلك يجري محادثات مع اوروبا لرفع العقوبات الاوروبية عن روسيا، والرئيس الفرنسي ماكرون قال ان شرف اوروبا واميركا اصبح على المحك، وعلينا القيام بالضربة، عندها سمح الرئيس الروسي بوتين بالضربة واعطى خبرا للقيادة السورية باخلاء الـ 4 مباني والنقطة العسكرية في حمص. وهذا الذي حصل، وعند الساعة العاشرة ليلا دخلت الطائرات الفرنسية والبريطانية اجواء سوريا، يما بدأت صواريخ كروز توماهوك الاميركية تنطلق من البوارج في اتجاه اهداف في سوريا.
قامت قيادة الدفاع الجوي الروسي باسقاط 73 صاروخ غربي من اصل 123 اهمها صواريخ كروز توماهوك، ونفذت الطائرات الفرنسية والبريطانية غاراتها، ولكن في نقاط محددة، اما الجيش السوري الذي تبلغ من الرئيس بوتين اماكن الضربات فسحب كل الياته منها،
صحيفة موسكو فيسكي القريبة من الجيش الروسي قالت ان بوتين ابلغ اميركا وغيرها انه لن يسمح بعد اليوم في ضرب سوريا، وانه نتيجة الضربات قررت روسيا اعطاء الجيش السوري منظومة الدفاع اس 300 بعدما كانت اسباب سياسية واستراتيجية واسرائيلية تمنع اعطاء صواريخ اس 300، من روسيا الى سوريا.
السؤال لماذا جرت الضربة خفيفة وتراجعت اميركا وبريطانيا وفرنسا، ولماذا وقفت روسيا بكل قوتها ضد الضربات الكبيرة وسمحت بضربة صغيرة، ومن الذي استعمل السلاح الكيمائي، هل هو النظام ام المعارضة من جيش الاسلام، حتى الان وبعد 10 ايام لم يستطع مراقبو الامم المتحدة الدخول الى مدينة دوما، ودخل الجيش الروسي والجيش السوري وقالوا ان خزانات من غاز السارين الموجودة في مخازن جيش الاسلام، لكن المراقبين الدوليين لم يستطيعوا النزول الى مخازن الذخيرة في دوما بعد ان وصلوا للدخول حصل اشتباك باطلاق النار قيل انه بين فئات معارضة مما ادى الى عدم تنفيذ مهمتهم.
على كل حال، يمكن القول ان الرئيس بوتين سمح بآخر غارة غربية على سوريا مقابل الانتهاء من الملف الكيمائي، سواء على مستوى النظام ام على مستوى المعارضة، ولم يعد احد يبحث في شأن الموضوع الكيمائي لانه شبه انتهى.
اما الصفقة الحقيقية فهي التالية، تقوم اميركا وبريطانيا وفرنسا بضرب مراكز في سوريا، مقابلها تشترك اميركا وبريطانيا وفرنسا وقطر وتركيا بسحب كافة الاحزاب التكفيرية من مناطق دمشق فانسحب جيش الاسلام من دوما والليلة وامس انسحب جيش تحرير الشام من القلمون في اتجاه جرابلس في ريف ادلب وفي اتجاه ادلب.
اين نحن الان في حرب سوريا، هل تدوم كثيرا، هل تبقى جيوش دولية على ارض سوريا وهي الجيش الاميركي في الحسكة، والجيش الروسي في سوريا وخاصة على الساحل والجيش التركي على الحدود السورية ويحتل 12 في المئة من اراضي سوريا في مدينة عفرين ودائرتها، والجيش الايراني التي لا تظهر له قواعده مع حزب الله في سوريا.
الجواب هو ان الحرب طويلة في سوريا، ولن تنتهي الان، والاشارة الواضحة ان الحرب لن تنتهي الان هي زيارة وزير الدفاع الايراني الى العراق وانشاء تحالف عراقي – سوري وعلى ما يقال ونقلا عن وكالات ان ايران طلبت من العراق عدم التنسيق مع السعودية، والتخفيف من الاندفاع في العلاقة معها بعدما رأت ايران ان رئيس الوزراء العراقي السيد حيدر العبادي اندفع جدا باتجاه السعودية.
واذا كان سابقا قد تم اعلان ان ولي العهد السعودي سيزور النجف، فيبدو ان ايران هي التي منعت هذه الزيارة بطريقتها.