

نشر موقع “المونيتور” الأميركي تقريراً تناول فيه الأحاديث عن قرار روسيا استبدال سفيرها في سوريا، ألكسندر كينشاك، بسفيرها لدى الإمارات العربية المتحدة، ألكسندر يفيموف، الذي عمل سابقاً في السفارة الروسية لدى الأردن وفي قسم شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية، متسائلاً عما إذا كانت هذه الخطوة تحمل في طياتها تغييرات في السياسية الروسية إزاء سوريا.
وأوضح الموقع أنه سيتم تعيين كينشاك- الذي عُيّن سفيراً لدى سوريا منذ كانون الأول العام 2014 وسفيراً لدى الكويت بين العامين 2008 و2013 وعمل في السفارة الروسية في بغداد وقسم شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الروسية- مديراً لقسم شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية بدلاً من سيرغي فيرشينين، الذي تم تعيينه نائباً لوزير الخارجية الروسية ليحل محل غينادي غاتيلوف، الذي تولى منصب مندوب روسيا الدائم لدى هيئات الأمم المتحدة في جنيف.
وانطلاقاً من تلميح بعض التقارير الإعلامية الروسية إلى أنّ قرار موسكو استبدال كينشاك، الذي قلّده رئيسه فلاديمير بوتين وسام الشجاعة الروسي لعمله في العراق، يأتي في ظل ضغط وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لتعيين سفير “صانع سلام” في سوريا، رأى الموقع أنّ هذه الخطوة تدل إلى حاجة موسكو إلى مقاربة شاملة تعتمدها لمرحلة ما بعد الحرب في سوريا.
وكشف الموقع أنّ كينشاك كان ديبلوماسياً “حلالاً للمشاكل” بالنسبة إلى روسيا في المنطقة، إذ لعب دوراً فاعلاً في قيادة جهود بلاده الديبلوماسية في سوريا، حيث أجرى محادثات مع دمشق بخصوص تزويد المنشآت الروسية في حميميم وطرطوس بالسلاح، وخاض مفاوضات مع الأكراد والأميركيين، مذكراً بأنّه حذّر في شباط الفائت، أي قبل الضربة الأميركية-الفرنسية-البريطانية، من هجمات أميركية وشيكة على سوريا، “بهدف تقويض جهود التسوية السياسية (في البلاد)”.
وفيما لفت الموقع إلى أنّ الاهتمام بكينشاك كسفير انخفض تدريجياً مع تبدّل الأوضاع في الميدان السوري، بيّن أنّ خلفه يأتي من خلفية مختلفة ويحمل عدّة عمل مغايرة، ففي أبو ظبي ركّز يفيموف بشكل أساسي على التعاون الاقتصادي بين البلدين وساعد على تأسيس صندوق استثماري مشترك بقيمة 7 ملايين دولار.
وعليه، رأى الموقع أنّه من شأن خبرات وعلاقات يفيموف أن تفيد روسيا الساعية إلى الحصول على تمويل إقليمي ودولي لإعادة تأهيل سوريا، معتبراً قرار موسكو تغيير دور سفيرها في دمشق من “مدير حربي” إلى “مدير اقتصادي” خطوة في سياق عملها مع سوريا على تطوير خارطة طريق اقتصادية لمرحلة ما بعد الحرب.
وفي تعليق على التغييرات الديبلوماسية التي تجريها موسكو، نقل الموقع عن مصدر في الخارجية الروسية نفيه أن تكون أهداف سياسية كبرى تقف وراء سلسلة التعيينات الجديدة، إذ قال:”إنّه إجراء تقني فحسب”.
(ترجمة “لبنان 24” – Al-Monitor)