

إنها المجزرة الأكثر دموية في تاريخ مصر الحديث..
حتى كتابة هذا الخبر، بلغ عدد الضحايا أكثر من 280 شخصاً، يضاف اليهم مئات الجرحى، وهم بحالات حرجة، والرقم مرجّح للتصاعد، وفق المصادر المصرية.
مصر استنفرت على أعلى مستوى، أعلنت حالة الطوارئ، أطلقت عمليات أمنية وعسكرية في محيط الهجوم وأغلقت الطرقات الرئيسية، لا سيما تلك التي تربط العريش برفح.. لكنّ ذلك لن يعيد عقارب الارهاب الى الوراء، فحصيلة هذا الهجوم الدموي ستدخل التاريخ من أبشع أبوابه.
كذلك استنفر العالم لشجب تلك المجزرة، من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الى لبنان وفلسطين وسوريا وبريطانيا والامارات.. حتى السعودية وايران اتفقتا على ادانة الهجوم، فالارهاب الذي ضرب مصر اليوم يشبه الارهاب الذي ضرب فرنسا في تشرين العام 2015، حينما سقط 130 شخصاً من الشعب الفرنسي، ويشبه كذلك الهجوم الارهابي الذي ضرب المصلين في مسجدي التقوى والسلام في طرابلس في آب العام 2013 وأدى الى سقوط أكثر من 50 ضحية.. ويشبه اي هجوم ممكن أن يستهدف في المستقبل أي دولة أخرى.
ورغم أن مصر تبذل جهوداً حثيثة منذ سنوات لمحاربة الارهاب، ها هي اليوم تذود عن العالم أجمع بدفع الغالي والنفيس من أرواح أبنائها ثمناً باهظاً لهمجية الارهاب.
أبناؤها، الذين رفضوا توغّل المتطرفين بينهم ورفضوا “ولاية سيناء” التي أعلنها تنظيم “داعش” الارهابي على أرضهم، ولاية رابعة بعد الموصل والرقة وسرت الليبية.
أبناؤها دفعوا الثمن.. فضحوا بأرواحهم داخل مسجد الروضة، أثناء أدائهم الصلاة، كما ضحى أبناؤها أمس حينما استهدفهم الارهاب داخل كنيسة مار جرجس في طنطا.. فأي كفرٍ هذا الذي يسلب الناس حياتهم وهم يصلّون ويتعبدون لله!
مصر رفعت اليوم رايات الحداد، ورايات الثأر من المهاجمين، بحسب ما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رغم أن أي جهة لم تتبن حتى الساعة مسؤولية الهجوم، وأطلق الجيش المصري عمليات أمنية قد تتسع رقعتها ويطول أمدها، في معركة يبدو أنها باتت مفتوحة على كل الاحتمالات!
المصدر: لبنان 24