«بطوط اتقتلت».. حكاية امرأة أذلها الفقر وقطعها زوجها بسكين ….تفاصيل مؤسفة

اسمها «فاطمة.م»، والدلع «بطوط»، كسرت حاجز الثلاثين عاما من عمرها، متوسطة الجمال، تنتمي لأسرة بسيطة فى المرج، تحظى بحب جيرانها وأهل منطقتها، تخرجت فى كلية تجارة جامعة عين شمس، ضمن قائمة المتفوقين، حلمت بأن تصبح محاسبة في البنك الأهلي، كل أحلامها كانت مشروعة لولا أن القدر سطر لها مصيرا مأساويا وسقطت في براثن زوج أذاقها الذل قبل الفقر وفي النهاية شيعها للآخرة بطعنات قاتلة تاركة طفين في عمر الزهور.

ذات ليلة كان قمرها يتوارى خلف الغيوم، خرجت «بطوط» ذات يوم لشراء بعض مستلزمات المنزل، وأثناء ذلك مر شاب اسمه «سعودي.ف» 35 عاما، كهربائي لمحها بطرف عينيه، أحبها من النظرة الأولى، أعجب بأدبها والتزامها في الحديث مع إحدى البائعات بسوبر ماركت، خفق قلبه من لحظة وقعت عيناه عليها، تسمرت قدماه في مكانه، رحلت الفتاة واقترب الشاب من البائعة وسألها عنها، فأبلغته عن عنوانها، فى اليوم التالي فوجئت الفتاة به يقابل والدها ويتقدم لخطبتها.

كانت «فاطمة» سعيدة لكنها لم تبد أي رغبة، لأنه شخص مجهول بالنسبة لها وبعد السؤال عنه، وافق والدها على تزويجها منه وتمت الخطبة وبعدها وسط مباركة الأهل والأصدقاء تزوجا، وعاشا مع بعضهما، في سعادة وهناء توجا بطفلين «يوسف» و«أحمد»، حتى زحفت مشكلات المعيشة والغلاء وقلة الدخل فعكرت صفو أيامهما.

مرت السنوات وبدأت الخلافات تنشب بينهما، الزوج يعود فى توقيت متأخر للبيت، دب الملل في قلب الزوجة من حياتها، كما أن والد ابنيها لم يعد قادرا على الإنفاق عليها وعلى طفليها، كانت الزوجة تصمت حينما تراه ينفجر فى وجهها ويوجه لها السباب والشتائم، تبتعد عنه لأنه حينما يغضب يفقد مشاعره، يضربها ويظل يسبها، كما كان يهددها بأشد العذاب إذا ما أبلغت أسرتها بضيق ذات يده، كانت تصمت حرصا منها على ألا تهدم بيت الزوجية.

كانت أم الطفلين تسيطر عليها حالة من الخوف حينما تطلب أموالا من زوجها أو المصاريف الشهرية وتفضل الصمت، تمر الأيام والزوجة تمل من العيشة ترى طفليها أمام عينيها يطلبان منها مصاريف المدارس ولا تستطيع أن تلبي احتياجاتهما، تشجعت الزوجة هنا وطلبت منه أموالا، كان رد الزوج أنه ليس معه أموال، فزادت المشاجرات التى كانت تنتهي “بعلقة” ساخنة للزوجة.

ولأن لكل شيء نهاية فقد وصلت الزوجة لآخر حبال الصبر، لم تعد تحتمل العيش في كنف زوجها، فى اليوم الأخير علم الزوج أنها أبلغت والدها وأسرتها بتقصير زوجها ناحيتها فى الإنفاق عليها وطفليها وتحدث معه والدها، وطلب منه الالتزام مع ابنته، وأثناء الحديث كان الزوج يستشيط غضبا لكنه كتم ما بداخله.

فى نهاية اليوم عاد والد الطفلين، وتشاجر مع زوجته، وبعد مشادة كلامية ضربها، انفعلت وواجهته، أثناء المشاجرة بينهما، استل سكينا من المطبخ وطعنها فى رقبتها، سقطت «فاطمة»، وسط بركة من الدماء، تنظر لزوجها بذهول، لكن «سعودي» لم يرحمها وقام بطعنها فى بطنها عدة طعنات حتى تأكد أنها فارقت الحياة.

جلس القاتل إلى جوار جثة من كانت زوجته، يتحدث إليها، شعر بالندم، ودار بينه وبين جثتها حوار «إنتي السبب».. دموعه تنهمر، وهو يقول: «أنهيت الحياة معك.. أرحتك من هموم الحياة»، طفلاه كانا يجلسان في الحجرة المجاورة، لم يشاهدا الجريمة، فقط حالة من الصمت كانت تسود المكان ورائحة الدم تملأ فضاء الغرف.

اعتقد الطفلان أن المشاجرة انتهت مثل كل يوم، لكنهما لا يمتلكان الشجاعة للخروج خوفا من والدهما، بينما الأخير يبحث عن طريق لإخفاء معالم جريمته، راودته فكرة شيطانية، قطع رأس زوجته وكفيها، وضعهما داخل جوال، حمله وألقى به داخل صندوق قمامة أسفل الدائري بالمرج، ثم عاد للمنزل، ووضع جثة زوجته داخل جوال آخر، وألقى بها داخل صندوق قمامة فى مكان آخر حتى يبعد الشبهة عنه، وحينما عاد للمنزل أخفى آثار الدماء، ونظف المنزل.

كارتونة مغطاة بالدم لفتت انتباه شاب مار على الطريق، توجه إليها وفتحها لتصطدم عيناه برأس وكفين «اترعبت من المنظر وقعدت أقول (الحقوا الحقوا في حد ميت هنا)، وتجمع الأهالي في المكان» هكذا روى االشاب روايته مع الأشلاء.

«منه لله قتلها بعدما استحملت معاه الفقر وركبها المرض وفي الآخر قتلها ويتم عيالها» كانت صرخة «هالة»، شقيقة المجني عليها، وأضافت أن أختها كانت تشتكي لها من أفعال زوجها وتصرفاته وإهانته لها، وفقره، وكانت دائما تقول لها «أنا ساكتة ومستحملة علشان خاطر عيالي»، وتابعت «كنت على طول بقولها ربنا يعينك يا “فاطمة” لحد ما حصلت المصيبة، وجالي تليفون يقولي الحقي بطوط أختك اتقتلت».

رجال مباحث قسم شرطة المرج، تلقوا بلاغا بالعثور على جثة بشارع إبراهيم المهدى من شارع محمد نجيب بالمرج، وبالانتقال والفحص عثر على جثة لسيدة “مجهولة الهوية” مبتورة العنق والكفين وملفوفة داخل جوال بلاستيك وعليها بطانيتان، وعباءة حمراء اللون داخل كارتونة.

وبتكثيف التحريات أمكن التوصل إلى أن زوج المجنى عليها وراء ارتكاب الواقعة، تم إعداد الأكمنة بالأماكن التى يتردد عليها، وأسفرت عن ضبطه بمنطقة الموسكى، وبمواجهته اعترف بارتكابه الجريمة، وأضاف أنه حدثت مشادة كلامية بينهما، فتعدى عليها بسلاح أبيض “سكين” وفصل رأسها عن جسدها، وقطع الكفين فى محاولة لإخفاء معالمها.

وأشار المتهم إلى أنه تخلص من الجثة بمكان العثور عليها، وتخلص من الرأس والكفين والسلاح الأبيض المستخدم فى الواقعة بإلقائها بأحد مقالب القمامة أسفل الطريق الدائري.

وأضاف القاتل أنه فى وقت لاحق نقل أثاث مسكنه واصطحب ابنيه “يوسف 7 سنوات، وعبد الرحمن 5 سنوات” وتوجه لبلدته قرية أبو رميح ـ مركز منفلوط بأسيوط وتركهما بصحبة أهله، وحضر إلى القاهرة للعمل بمنطقة الموسكى.

اخبارنا