

خاص ميديا البلد:: علي العاملي
خبران شيعيان شغلا بعضاً من الرأي العام اللبناني خلال اليومين الماضيين. الأوّل هو خبر عن ابن وزير المال، النائب عن مرجعيون والوزير الأبرز في حركة “أمل”، علي حسن خليل، اتّهمه أحد الناشطين بأنّ فاتورة شرائه ثياباً لـ”صاحبتو”، من Aishti، فاقت 11 ألف دولار أميركي، أي ما يزيد عن راتب والده الشهري كوزير.
الخبر الثاني ما قاله نائب الأمين العام لحزب الله، والمسؤول عن ملفّ الانتخابات النيابية، الشيخ نعيم قاسم، في خطبة عاشورائية، طلب خلالها من الأهل منع أولادهم عن معاشرة من يختلطون بالفتيات أو يستمعون إلى الأغاني، ومنع الفتيات من استعمال فيسبوك وتويتر وواتساب، وعرّج على السخرية من “المعلّمات المطلّقات”، باعتبارهنّ “مليئات بالمشاكل ولا يستطعنَ تقديم النصائح للطلاب”.
الخبران يندى لهما الجبين. وفي حين نفى ابن وزير المال وبدأ بملاحقة قضائية لمن سرّب الخبر ومن روّج له، يبقى على كاميرات متاجر Aishtiوموظفيه أن يدلوا بأقوالهم أمام المحقّقين كي نعرف من يكذب. لكنّ ما قاله نعيم قاسم موثّق بالصوت والصورة ولا يمكن إنكاره.
الخبران يتعلّقان بالإناث. واحد يدفع ما لا يستطيع إثبات كيفية حصول والده عليه، لفتاة يرافقها، وآخر يهاجم المطلّقات ويطالب بقمع الفتيات والفتيان على حدّ سواء. كلّ هذا على أبواب الانتخابات النيابية، التي سيكون المقصودان في الخبرين، الوزير والشيخ، مسؤولين عنها أكثر من غيرهم.
هذان هما من سيوجّهان الناخبين الشيعة في الانتخابات النيابية المقبلة. واحد ابنه الذي لا يعمل يشتري في ساعة واحدة ثياباً لفتاة تعجبه بما يعادل 20 مرّة الحدّ الأدنى لأجور أكثر من نصف اللبنانيين، وآخر يتحدّث بلسان يخالف نمط حياة أكثر من 80 % من اللبنانيين، ويريد إبعاد كلّ من يمون على أهلهم، عن أقربائهم وأصدقائهم وجيرانهم، إن لم يكونوا بعقول “مظبوطة”. ذلك أنّ من لديه “لايف ستايل” مختلف عن إملاءات الشيخ نعيم قاسم، يكون “عقلو خربان”، بحسب “خطبة المطلّقات” التي أتحفنا بها.
لا شكّ بأنّ شبكة الولاءات معقّدة جداً داخل محازبي نعيم قاسم وعلي حسن خليل، لكنّه ليس صعباً الدعوة إلى عدم انتخاب لوائحهم واختيار مرشّحين شباب يشبهون الأغلبية العظمى من الشيعة، أغلبية الذين طفح كيلهم من “السرقات” و”النهب” و”الفساد”، والذين سئموا العيش مع من لا يتحمّل اختلاط التلاميذ في المدارس أو الاستماع إلى الأغنيات…