لبنان يمنع فيلم الإمرأة الخارقة… الخبر إلى الصحف العالمية والناشطون يتفاعلون

بسبب مشاركة ممثلة إسرائيلية في دور البطولة, وقبيل ساعات من عرضه قررت السلطات اللبناني حظر فيلم “Wonder Woman” الأميركي في دور السينما اللبنانية.

الممثلة غال غادوت, التي قامت بدور البطولة في هذا الفيلم هي في الواقع مواطنة إسرائيلية كانت قد خدمت في السابق ضمن وحدات جيش الإحتلال الإسرائيلي, كما أنها حصلت في العام 2004 على لقب ملكة جمال إسرائيل, الأمر الذي أدى إلى إعتبار عرض الفيلم في لبنان بمثابة تطبيع مع الإحتلال.

القرار جاء بناءً على توصية من الأمن العام اللبناني ووزارة الإقتصاد والتجارة اللبنانية التي تقدمت بطلب لحظر عرض الفيلم كونها الجهة المكلفة بمراقبة حظر التعامل الإقتصادي مع إسرائيل. وقد إعتبرت الوزارة أن العدو الإسرائيلي يسعى للتسلل إلى داخل الأسواق اللبنانية من خلال هذا الفيلم.

هذا القرار – الذي فاجأ دور السينما التي كان من المقرر أن تقوم بعرض الفيلم – لم يفاجئ على ما يبدو الإعلام اللبناني والصحف الإلكترونية والناشطين عبر مواقع التواصل الإجتماعي, لاسيما أن هذا القرار سبقته الكثير من قرارات الحظر كانت قد إتخذتها السلطات اللبنانية بناءً على مواقف منها ما يتعلق بالأخلاق والآداب العامة ومنها ما يتعلق بالسياسة والأمن وغير ذلك من الأسباب.

قرار حظر فيلم المرأة الخارقة الذي قامت فيه بدور البطولة ممثلة إسرائيلية كان له نصيبه من الحديث والتعليقات سواء في الصحف أو عبر مواقع التواصل الإجتماعي في لبنان, إلا أن هذه المرة فقد تناولته أيضاً الصحف العالمية ومواقع التواصل الإجتماعي بشكل كبير سواء في أوروبا أو في القارة الأميركية.

وفي هذا الإطار إستهل موقع الـCNN الخبر بعنوان “المرأة الخارقة تصل إلى الشاشة الفضية.. لكن ليس في لبنان” حيث عرض للخلفيات والأسباب التي دفعت بوزارة الإقتصاد والتجارة لإتخاذ قرار حظر الفيلم لافتاً إلى أن فيلم “المرأة الخارقة” تم أنتاجه من قبل شركة وارنر بروس، التي تملكها الشركة الأم لـCNN تايم وارنر. بينما لم ترد وارنر بروس على الفور على طلب للتعليق حول الموضوع بعد قرار الحظر.

وقد نشر موقع الـCNN خبره عبر حسابه على فايسبوك حيث حصد حوالي 300 تعليق من قبل ناشطين من جنسيات مختلفة دافع عدد كبير منهم عن القرار اللبناني, على إعتبار أن لبنان وإسرائيل هما في حالة حرب ويحق للبنان إتخاذ هكذا قرار بالحظر بحسب أحد الناشطين, بينما قال آخرون بأن الممثلة كانت قد دعمت عبر مواقع التواصل الإجتماعي الحملات العسكرية التي يشنها جيش الإحتلال على الأبرياء والأطفال في فلسطين ولبنان بين الحين والآخر.

هذا وقد إستهجن بعض الناشطين قرار السلطة اللبنانية بحظر الفيلم إلا أن آخرين تساءلوا “هل كنتم لتروجون لفيلم في الولايات المتحدة الأميركية في حال كان بطل الفيلم قد قتل أطفالكم أو شجع على إبادتهم؟”.

من ناحيتها عنونت صحيفة El Periodico الكاتالونية الإسبانية خبر حظر فيلم المرأة الخارقة بالقول أن “لبنان يفرض حظر على فيلم المرأة الخارقة لأن ممثلته إسرائيلية”.

وإفتتحت الصحيفة الخبر قائلة: “قد أعلن الإجراء في يوم صدور الفيلم، بعد أن أعلنت وزارة الإقتصاد أنها بصدد مراجعة إمكانية حظر عرض فيلم المرأة الخارقة في دور السينما في البلاد. لبنان رسميا في حالة حرب مع إسرائيل وقد نفذ عدة إجراءآت مقاطعة ضد هذا البلد، وكذلك نهى مواطنيه عن السفر إلى الدولة المجاورة”.

خبر حظر لبنان لفيلم المرأة الخارقة وصل إلى البرتغال فعنونته صحيفة Diario de Noticias بالقول: “المرأة الخارقة ممنوعة في لبنان… الممثلة إسرائيلية”.

وقالت الصحيفة: “تم حظر فيلم جديد من دي سي كوميكس على أساس جنسية غال غادوت.

فقد حظر لبنان عرض الفيلم الجديد في دور السينما لأن الممثلة الرئيسية غال غادوت، إسرائيلية. وتم تبرير القرار، الذي وقعه وزير الإقتصاد, في حقيقة أن لبنان رسميا هو في حالة حرب مع إسرائيل”.

وختمت الصحيفة بأن “الترويج لفيلم المرأة الخارقة كان يجري بالفعل في البلاد، وكان قد تم وضع تاريخ رسمي لعرضه. وقد استخدمت شبكة جراند سينما في لبنان حسابها عبر “تويتر” للإبلاغ عن هذا الحظر”.

أميركا اللاتينية لم يغب عنها قرار الحظر فعنون موقع Terra البرازيلي الخبر بالقول: “المرأة الخارقة محظور في لبنان… فـ’غال’ إسرائيلية”.

وكشف الموقع بأن “الحظر وقع قبل ساعتين من ظهور الفيلم في دور السينما اللبنانية”. وتابع: “وضع لبنان حظراً رسمياً على فيلم المرأة الخارقة، قبل ساعتين من عرض الفيلم في دور السينما، على أساس أن بطلة الفيلم، غال غادوت، إسرائيلية”.

وتابع: “جاء الحظر بعد ضغوط من قبل مجموعة حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان منذ بداية هذا الاسبوع مما دفع الحكومة لإتخاذ هذا القرار”.

ولفت الموقع إلى أن “غادوت هي داعية للسياسات العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة المنطقة الساحلية في فلسطين والتي تديرها حركة حماس”.

وتابع: “بالفعل هذا الأمر هو انعكاس للكيفية التي تؤثر فيها عقود من العداء بين البلدين في المشهد الثقافي أيضاً”.

هذا الخبر لم يكن بعيداً أيضاً عن الإعلام الإيطالي فورد في صحيفة IL Post الإيطالية التي عنوته ومن دون إشارة إلى السبب بالقول: “لبنان يمنع المرأة الخارقة”.

غير أنها عادت وأشارت إلى سبب حظر الفيلم في المقال حيث قالت:لأن الممثلة الرئيسية في الفيلم، غال غادوت، هي مواطنة إسرائيلية وأدت خدمتها العسكرية الإجبارية في الجيش فقد أقدم لبنان على حظر عرض فيلم المرأة الخارقة رسمياً في دور السينما في البلاد”.

وتابع المقال: “والدافع لهذا المنع هو أن بطلة الفيلم غال غادوت – التي كانت قد لعبت دور المرأة الخارقة في باتمان ضد سوبرمان هي مواطنة إسرائيلية وجندية سابقة. وقبل أن تصبح ممثلة، كانت غادوت في الواقع قد خدمت لمدة سنتين في الجيش الإسرائيلي (المعروف بجيش الدفاع الإسرائيلية) في إسرائيل حيث أن الخدمة العسكرية النسائية إلزامية.

هذا وقد نشرت كل من The independent وThe Guardian أيضاً بالإضافة إلى مواقع أجنبية وعربية أخرى هذا الخبر بينما تفاوتت آراء الناشطين بين مستهجن ومؤيد له فيما عجّت مواقع التواصل الإجتماعي في لبنان بالتعليقات حول هذا الموضوع.

ويبقى السؤال هل نجح لبنان في لفت الأنظار العالمية إلى قضيته بالشكل الذي يفيدها؟

وسوم :