في لبنان: “كوكو” وابنها وشقّة “متّصلة” لفرز المخدّرات

لم يتمكّن أحد مروّجي المخدّرات من الإفلات من كمين نصبته دورية أمنيّة. فعلى رغم محاولته إطلاق النار باتجاه عناصرها والهرب منهم نحو جسر الضبيّة، إلّا أنّه تعثّر وارتطم بالساتر الترابي ما سهّل القبض عليه وسوقه الى مكتب مكافحة المخدّرات للتحقيق.

توقيف المروّج أتى بعد تحرّيات واستقصاءات نتيجة ورود اسمه في افادة أحد الموقوفين، والذي كان يعمل ناطوراً لدى تاجر مخدّرات ووالدة الأخير التي كانت تساعد ابنها في توضيب كافة أصنافها.

فصول القضية ذكرتها وقائع حكم قضائيّ بيّنت أنّ عناصر المخابرات في الجيش اللبناني أوقفت السوري “نعيم.س”، للإشتباه به  في الإتجار بالمخدّرات وترويجها وتعاطيها، بعد ما ضبطت معه مصفاة بلاستيكيّة تستعمل لغربلة الكوكايين، فاعترف بتعاطي حشيشة الكيف نافياً بيع المخدّرات.

تمّت إحالة الموقوف الى مكتب مكافحة المخدّرات المركزي للتوسّع بالتحقيق معه، فأدلى أنّ الآلة البلاستيكيّة التي ضبطت معه تستعمل لطحن الكوكايين ليصبح بودرة، غير أنّ نتيجة الفحص المخبري جاءت سلبية لجهة تعاطيه أيّ نوع من أنواع المخدّرات.

وتبيّن أن الموقوف كان يعمل ناطور بناء لدى المدعو “عباس.ز” في الفنار ولدى جدّ الأخير لأمّه المدعو “أبو مشرف.ز”، وقد ذكر أنّ “مراد.ز” يُحضّر مادة الكوكايين برفقة والدته الملقّبة “كوكو” وهي المتهمة “كلوديا.ز” والمتهم “فيصل.ز” و”بيار.ج” أي (المتهم بطرس.ج) والمدعوة ساشا. واعترف “نعيم” أنّ أشقّاء “كوكو” وهم “حسين.ز” الملقّب بالأسمر و”محمّد.ز” الملقب “أبو هيكل” و”حسن.ز” الملقّب “هادي” كانوا يشرفون على عملية بيع المخدرات داخل مستودع عائد لـ “مراد” وجدّه في الفنار، وأنّ أشخاصاً آخرين مثل “وسام” و”هيثم” و”علاء” (لم تُعرف هوياتهم) و”حسام” الملقّب “أبو ليلى” و”ابراهيم” الملقّب “أبو سنّ” و”حويشان.ر” كانوا يتواجدون داخل المستودع ويتولّون أعمال المراقبة وبيع المخدّرات.

ونفى المستجوب علمه في بيع المخدّرات، مشيراً إلى أنّ عملية طبخ المخدّرات كانت تتم في شقّة متّصلة بمنزل “مراد.ز”(توفي لاحقاً أثناء عملية دهم لمنزله من قبل الجيش) ويتم فيها تقسيم الماريجوانا والكوكايين والحشيشة لتصبح جاهزة للبيع، مضيفاً أنّ “كوكو” هي من كانت تعطيه أجره اليومي البالغ 25 ألف ليرة وأنّ عمله كان يقتصر على إطعام الكلاب ونقل النفايات وتنظيف البناء.

الى ذلك أوقفت دورية من مكتب مكافحة المخدّرات المركزي المتهم “بطرس.ج” في محلّة الضبّية، وضبطت معه مسدساً حربيّاً نوع “غلوك” مموّناً بطلق في حجرة النار، كان قد صوّبه على الأجهزة الأمنية قبل أن يحاول الفرار نحو الجسر ويُصاب برضوض جرّاء ذلك، فيما ضبطت بحوزته كميّات من الكوكايين وحشيشة الكيف ومادة “السالفيا” مقسّمة بحسب الصنف في أكياس خاصّة، وقد وردت على هاتف “بطرس” عدّة اتّصالات من أشخاص يطلبون منه شراء المخدّرات فأجاب عليهم بحضور القوى الأمنيّة وتمّ على أثرها توقيف عشرة أشخاص منهم فاعترفوا بتعاطي المخّدرات وشرائها من “بطرس” الذين يعرفونه بإسم “بيار”.

محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي عبد الرحيم حمّود وبعدما قرّرت فصل ملف “بطرس.ج”، أصدرت حكمها على الأخير وأنزلت به عقوبة الأشغال الشاقة المؤقّتة مدّة ست سنوات وغرّمته ستة ملايين ليرة.

 

لبنان24