

في حادثة غريبة، قام مجهولون بنبش بعض القبور في “مقبرة الغرباء” في طرابلس واخراج الرفاة منها، بغية تحقيق مكاسب مالية من خلال عرض القبور للبيع من غير وجه حق او استئذان اصحابها، بحسب ما أفاد موقع “سفير الشمال”.
وأشار الموقع الى أن “هذه الحادثة وأيا تكن القبور التي تم الاعتداء عليها ان كانت لمسلمين سنة او علويين او حتى من غير الطائفة الاسلامية، او غير لبنانيين، هي تعتبر اعتداء على حرمة الاموات وانتهاك فاضح لكل القيم، ما يستدعي تحركا سريعا من قبل الجهات المعنية في دار الافتاء والاجهزة الامنية لملاحقة الفاعلين ومحاسبتهم، خصوصا ان بعضهم عرض هذه القبور للبيع، ما يعني ان الفاعل معروف او يمكن التعرف عليه والوصول اليه في حال كانت هناك نية صادقة لوضع حد لهذه الممارسات الخارجة عن كل الادبيات والمخالفة للدين”.
هذه الحادثة أعادت تسليط الضوء على هذه المقبرة الواقعة عند اطراف منطقة الزاهرية لجهة باب التبانة، وقد انشأت منذ عقود لتكون مقبرة للغرباء عن المدينة وأصبحت مؤخرا تستخدم من قبل مواطنين كثر، ومن طوائف اخرى غير إسلامية يوجد لهم عشرات القبور.
وبحسب الموقع، هذه المقبرة لم يقتصر دورها على دفن الاموات فقط، فقد تحولت وبفعل الحرب الاهلية والفوضى الى ملاذ لبعض الطرابلسيين وابناء الارياف من عكار والضنية ومن النازحين السوريين في الفترة الاخيرة، حيث شيدت فيها الغرف السكنية واصبحت مأوى لمئات العائلات الذين إعتدوا على هذه الارض وسيطروا عليها وحولوها الى مساكن لهم، تحت شعار “الفقر” وهو امر تدحضه كل المعطيات حيث قلة من سكان تلك المقبرة هم من الفقراء، في حين ان ابناء الارياف يملك بعضهم أراض في قريته وهو يلجأ الى هذا المكان الذي يوفر فيه ايجار منزل في المدينة وربما دفع فواتير الكهرباء.
وشدد الموقع على أن “قضية المقبرة وضرورة اخلاء الارض “المحتلة” كانت مطلبا من قبل الاهالي الذين يرفضون وجود سكن بالقرب من المقابر وما يترتب على ذلك من تداعيات على سبيل المياه الاسنة التي تتدفق من المنازل بسبب عدم وجود بنى تحتية، فضلا عن امور اخرى قد تسيء الى حرمة الاموات، الا ان كل مطالباتهم لم تجد اذانا صاغية وتحديدا من قبل دار الافتاء المسؤول مباشرة عن ايجاد حل لهذه المشلكة، ما يطرح تساؤلات حول الاسباب التي تدفع الافتاء ومعه القوى الامنية الى السكوت عن تلك المخالفات”.
( سفير الشمال)