

ما زالت قضيةُ الإشكال الذي وقع بين الصحافية إيفون صعيبي وعناصر قوى الأمن الداخلي عند حاجز النهر – بيروت، تتفاعل. مساء أمس الأربعاء، وبعد الإشكال بساعاتٍ قليلة، إقتادت دورية من “قوى الأمن” صعيبي إلى فصيلة كورنيش النهر لإجراء التحقيقات معها وكشف ملابسات الحادثة.
وبحسب معلومات “لبنان 24″، فإنَّ “صعيبي، وهي صحافية كانت تعمل في جريدة “الأخبار”، وصلت إلى الفصيلة قرابة الساعة السابعة مساء، وأودعت في نظارتها على ذمة التحقيق”. وقبيل نقلها بلحظات إلى المركز الأمني، كانت صعيبي سردت تفاصيل الإشكال في إتصال مع “لبنان24″، وكرّرت الرواية نفسها خلال التحقيقات، مشيرةً إلى أنَّها “تعرضت لإعتداءٍ من قبل ملازم أول في قوى الأمن الداخلي، عوضاً عن قيامه بصدم سيارتها من الخلف”.
اليوم الخميس، خرجت “قوى الأمن الداخلي” ببيانٍ صدر عنها، موضحةً تفاصيل الحادثة. تقول رواية القوى الأمنية أنّه “أثناء إقامة حاجز من قبل عناصر سرية سير بيروت في محلة تقاطع النهر/ الدخولية، صودف مرور سيدة (إيفون صعيبي) كانت تتحدّث عبر الهاتف أثناء قيادتها سيارة من نوع بورش لون أحمر، فطلب إليها الضابط المسؤول عن الحاجز التوقف عن التكلّم إلى الهاتف والتوجه نحو عنصر التفتيش (جهة اليمين)، غير أنها خفّفت من سرعتها وتوجهت بسيارتها يميناً ولدى اقترابها من عنصر التفتيش عادت وانطلقت بسرعة، فطلب الضابط من أحد الدراجين ملاحقتها، حيث تمكن الأخير من التوقف أمام سيارتها بعد مسافة قليلة، وحاولت الرجوع إلى الوراء للفرار ثانيةً، فكان الضابط قد وصل وتوقف خلفها مانعاً إياها من الهروب”.
وأشارت “قوى الأمن” إلى أنَّ “الضابط طلب من صعيبي هويتها، ولكنها رفضت ذلك موجهة له الإهانات،ما اضطره الى سحب المفتاح من السيارة، فما كان منها الا أن أظهرت تصرفات عنيفة بحق العناصر”. وأكدَ بيان “قوى الأمن” أنَّ “العناصر لم يتعرّضوا للسيّدة بأي سوء، بل هي من كالت لهم الشتائم، وهذا ما وثّقته الكاميرات المثبّتة في المحلة، إضافةً الى الشهود العيان. مع العلم أيضاً أنها رفضت الخضوع للمعاينة الطبية الشرعية بخلاف ما سبق وصرّحت به كونه لا يوجد أي آثار كدمات أو ضرب على جسمها”.
ماذا عن عقوبتها؟
حالياً، فإنَّ صعيبي، ما زالت قيد التوقيف. يقول مصدر أمني لـ”لبنان24″ أنّه “تمّ تحويل ملفها مع محضر التحقيق إلى النيابة العامة العسكرية، وأصبح بعهدة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية”.
قانونياً، فإنَّ تهمة صعيبي هي معاملة عناصر قوى الأمن بشدّة وشتمهم، الأمر الذي يضعها أمام جلسات محاكمة لدى المحكمة العسكرية. وفي هذا الإطار، توضح مصادر قضائية لـ”لبنان24″ أنَّ “النيابة العامة العسكرية تدعي على صعيبي أمام المحكمة العسكرية الدائمة، بجرم إهانة عناصر قوى الأمن”، مشيرةً إلى أنَّ “القضية أصبحت في عهدة القضاء العسكري، كون الإشكال وقع مع عناصر عسكرية رسمية، وبالتالي تحدد المحكمة العسكرية موعد جلسات محاكمة لصعيبي، وتفرض عليها غرامة مالية قيمتها 300 ألف ليرة لبنانية”.
إلى ذلك، أبدت المصادر إستغرابها من تمديد مدة توقيف صعيبي، لافتةً إلى أنَّه “في هذه الحالات، فإنَّ مدة التوقيف تترافق مع مدة التحقيقات، وبعد ذلك من المفترض إطلاق سراحها، وتبليغها بموعد المحاكمات أمام المحكمة العسكرية”.
#PT فيديو يوثق لحظة تحرّك سيارة الضابط تلقائياً وملامستها سيارة أ. ص. ويظهر عدم صحة ادعائها لجهة صدم سيارتها عمداً. #قوى_الأمن pic.twitter.com/xGFtCvcigc
— قوى الامن الداخلي (@LebISF) May 31, 2018
لبنان24