

لا يختلف اثنان على أن الناشط عباس زهري هو من الشخصيات اللبنانية المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما موقع “تويتر”، وقد برز اسم “زهري” الملقّب بـ “زعيم الهاشتاغ” مؤخرا من خلال مواقفه المثيرة للجدل، فأصبح محطّ أنظار بعض وسائل الاعلام التي استضافته في أكثر من مقابلة واتاحت له الفرصة للخروج من خلف شاشة الهاتف الذكي الى شاشة التلفزيون.
مواقف زهري السياسية جعلته عرضة لانتقادات واسعة من قبل نشطاء السوشيل ميديا، وخصوصا من أبناء بيئته الذين لم يعجبهم ان يكون متخبّطاً سياسيا ما بين حزب الله وحركة أمل، الا أن خصومه الأشد ضراوة هم مناصرو “التيار الوطني الحر” الذين لم يتوقّف زهري عن انتقادهم بشتّى الطرق وأقسى الأساليب.
لـ “قائد الجيش الالكتروني” كما يحلو للبعض تسميته، صولات وجولات مع الوزير جبران باسيل، إذ تلقّى “زهري” أكثر من استدعاء من قبل مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية، بدعوى مقدّمة من محامي “باسيل” حين كانت المقدّم سوزان الحاج تشغل منصب رئيس الفرع آنذاك، الى ان انتهى مشوار التحقيقات المتكررة بتوقيعه تعهدا بعدم التعرض للتيار الوطني الحر على صفحات السوشيل ميديا، لكنّ عباس “المشاكس” تحايل على القانون، واستبدل اسم معاليه بـ”وزير خارجية شيكوسلوفاكيا” واستمر في هجومه بين الغمز واللمز، وما على الرسول الا البلاغ حتى يتنافس نشطاء تويتر على “التلطيش والتزريك” والشاطر يفهم!!
اكثر من ثماني حسابات لعباس زهري على تويتر، تمّ إغلاقها رسميا من قبل إدارة الموقع، ويعزو النشطاء السبب في ذلك الى أن استفزازه المستمر يمر من دون ان يترك أثرا يلاحق من خلاله قانونيا، وهو ما جعل مناصري “الوطني الحر” يجهزون عليه من خلال التبليغات المكثفة لتطيير حساباته، لكن “زهري” لم ييأس يوما على مبدأ “بتسكروا حساب بفتح عشرة ووراكم والزمن طويل”.
يتضامن اليوم النشطاء على السوشيل ميديا مع عباس، مطلقين “هاشتاغا” باسمه، ومرددين عبارة “كلنا عباس زهري”، معتبرين أن سياسة كمّ الأفواه وصلت ذروتها، وان الديمقراطية في لبنان تفوح منها رائحة الديكتاتورية المستترة، فحرية الرأي يكفلها الدستور، و”فشة الخلق” على مواقع التواصل هي أضعف الايمان للتعبير عن مدى استياء الشعب اللبناني من واقع السلطة التي، وبحسب مغرّدين، قد تمادت في سياسة القمع لإسكات الاصوات المعارضة.
لم يسلم حرٌّ ابدا من يد “العهد القوي”، بحسب هؤلاء، بدءا من الإعلامي مارسيل غانم وقضيته الشهيرة، مرورا بالناشط رشيد جنبلاط الذي صدر بحقه قرار السجن لمدة 6 أشهر مع غرامة مالية بسبب تعرضه للوزير باسيل عبر صفحته الشخصية على فايسبوك، وصولا الى عباس زهري على تويتر والقائمة تطول!
اما عن موقف تيار المستقبل، حليف العهد وصديق الوزير باسيل، فقدّ شنّ بعض مناصريه هجمات على “زهري” و”الشماتة” سيدة الموقف، ربما نسي هؤلاء الملاحقات بحقّ اسماء بارزة من نشطاء “المستقبل” واستدعاء بعضهم بتهم التجريح والتحقير، او أنّ الانتخابات صابون القلوب!
الانقسام السياسي في لبنان عكس تأثيره على مواقع التواصل، فما بين داعم وشامت بعباس تماوجت الآراء، لكن يبدو ان “المشاغب” استطاع في فترة قصيرة أن يحصد محبة الآلاف من المغردين على اختلاف انتماءاتهم السياسية، الأمر الذي جعل من “زهري” نجما على وسائل التواصل، إذ يرى البعض أن “اجواء تويتر باردة بلا عباس” رجل “الأكشن” بلا منازع.
كان معكم #عباس_زهري مباشرةً من مقره المؤقت في السيارة مخاطباً جمهور التويتر بعد ان توقف حسابه مؤقتاً pic.twitter.com/9TTXBJ8FOg
— 🇩🇪 Ali Wehbi 🇩🇪 (@Alii_Wehbi) August 3, 2017
لبنان24