

وردَ في موقع “ردار سكوب”: مشهد الدماء السائلة في ارضية “مرسيدس” طارق فرنجية لم يُمسح من المُخيلة حتى الساعة. فرنجية رحل تاركًا وراءه فرضية انتحار رفضها كُثر وجريمة غامضة لا احد يعلم اسبابها الحقيقية الا مُرتكِبها ان كان هو نفسه ام مجهول مُحترف يُتقن فن القتل.
فبعد مرور حوالي الاسبوع على واقعة هزت بلدتي زغرتا وحدشيت معاً اثر العثور على ابن البلدة الاولى جثة هامدة داخل سيارته الـ”مرسيدس” في محلة مار الياس ببلدة حدشيت، بدأت خيوط الجريمة تنكشف شيئاً فشيئاً مع ظهور روايات أخرى، تتحدث عن جريمة قتل لا انتحار، مجهول متورط في الجريمة، رسالة كُتبت قبل وقوع الفاجعة وتُثير الريبة والشكوك ومعلومات ربما تكشف هوية القاتل او أقله تحسم حقيقة ما جرى.
وفي ظل تكاثر الاقاويل والشائعات المغلوطة، مُتابعون للقضية كشفوا لموقع “رادار سكوب” القُطب المخفية التي قلبت التحقيقات رأساً على عقب ورجّحت واقعة القتل على فرضية الانتحار، وما يُثبت صحة هذا الكلام هو ادعاء قاضية التحقيق الأولى في الشمال سمرندا نصار ضد مجهول في جريمة قتل فرنجية.
للتذكير بالرواية الاولية التي تناقلها البعض والتي افادت وقتها بأنّ طارق عُثر عليه جثة هامدة داخل سيارته من نوع “مرسيدس” في محلة مار الياس ببلدة حدشيت في 29 أيار الفائت والى جانبه سلاح صيد وسلاح فردي بعدما أقدم على الانتحار مطلقاً رصاصة على رأسه بواسطة مسدس حربي، مما أدى الى وفاته على الفور.
عائلة طارق المفجوعة، لا تقتصر مأساتها على فقدانها حبيبها فحسب، بل وصلت الى مواجهة الرأي العام اللبناني، الذي لا يرحم، فسرعان ما وجهت اصابع الاتهام نحو الضحية محملين سبب وفاته إلى اقدامه على الانتحار نتيجة مروره بمشاكل عدة منها زوجية حتى ان البعض ذهبت مُخيلته ابعد من ذلك مُحملين زوجته مسؤولية انتحاره وهنا الكارثة الأكبر.
وبحسب المعلومات الجديدة، فإنّ طارق مُتزوج منذ ثلاثة أشهر تقريباً، وكل ما يُحكى ويُشاع عن علاقة تربط زوجته بشخص آخر ما دفعه الى الانتحار لا صحة لها حتى الساعة اذ لم يثبت ايًا منها. كذلك فالخلافات بين الزوجين والتي تحدث عنها البعض صحيحة وقد تحدث بين اي اثنين ولكن في الوقت عينه هي الوحيدة التي تملك الرمز السري لهاتفه وهذا دليل نوعاً ما على الثقة بين الطرفين.
وأضافت المعلومات، فقد حاول البعض الايحاء بأن طارق يُعاني من اضطراب نفسي نتيجة المشاكل التي يمُر بها ما دفعه الى انهاء حياته فهل كل من يمر بظروف يقدم على الانتحار؟
والنقطة الابرز عن علاقته بإحدى الشركات العقارية التي عانت من مشاكل إدارية ومادية، وعلى الرغم من نفي البعض لذلك، الا ان الاخير تربطه علاقة بالشركة من جهة التعهدات وبيع البضاعة والسمسرة، حتى انه قد وقع بضيقة مادية نتيجة تراكم الديون عليه.
إذًا فرضية الانتحار لا تزال قائمة بالنسبة للبعض، ولكن الحسم النهائي لحكمة القاضية نصار التي تمكنت بفضل حنكتها من كشف خيوط اساسية وتوضيح بعض الالتباسات الغامضة التي لفت وقائع الجريمة. ويبدو ان الواقع مغاير تماماً للحقيقة اذ تبين بنتيجة التحقيقات ووفقًا لما كشفته مصادر خاصة ما يلي:
– عُثر على طارق جُثةً واضعاً حزام الامان، علماً ان كاميرات المُراقبة التي وجدت في المكان اظهرت عكس ذلك تماماً، اذ تبين ان طارق كان يتنقل في السيارة ذهاباً واياباً من دون ان يضع الحزام.
– بُقعة دم غيّرت مجرى الأمور، اذ عثر الامنيون على بُقعة على المقعد الأيمن المجاور للسائق.
– رسالة متروكة، كُتب فيها اولا “أنا لم انتحر بسبب زوجتي” ولكنه ما لبث ان شطبها ليكتب جملة اخرى “انا لم انتحر بسبب اضطراب عقلي” وايضًا حذفها مرة اخرى وكأنه يُحاول ان يوصل رسالة بأنه لم ينتحر.
– بصمة المُسدس. اذا سلمنا جدلاً انه اقدم على الانتحار فأين البصمة؟ اين وشم البارود على يده؟ ففي الواقع لا بصمة لطارق على زند المسدس ولا وشم بارود على يده حتى وهنا تغمز معلومات الى ان وجود احتمال بنسبة تتخطى الـ50 في المئة ان يكون طارق قُتل على يد مُحترف يرتدي قفازات.
– رصاصة في الرأس وأخرى في الفخد الأيمن. عملية انتحار برصاصتين قد تحدث ولكن بنسبة واحد بالأف!
(ردار سكوب)