

الاحداث المتسارعة في الاقليم بدءا “بعزل” قطر، ومحاولة “شطب” دورها، ومرورا بالهجمات الارهابية في ايران التي تعتبر اولى الضربات “تحت الزنار” في “الكباش” الاقليمي والدولي المفتوح منذ سنوات، هذه التطورات رفعت منسوب القلق في بيروت، بعد ايام على نصائح دبلوماسية اوروبية لعدد من القيادات اللبنانية، بأن يرتب اللبنانيون “بيتهم الداخلي” لان “العاصفة” قادمة لا محالة ولن تكون الساحة اللبنانية بمنأى عن تأثيراتها هذه المرة لان ما يرسم هذه المرة يبدو انه يتجاوز حدود كل “الموجات” العاتية التي ضربت المنطقة، كتبت صحيفة الديار تحت هذا العنوان تقول:
هذه الخلاصة، لم تأت من فراغ، فوفق تلك الاوساط، ما تم التفاهم عليه في قمة الرياض بين القيادة السعودية والرئيس دونالد ترامب، يتجاوز “الفاتورة” المالية الضخمة التي دفعتها السعودية، الى اتفاقات صاغها ولي ولي العهد محمد بن سلمان خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن، وصدّق عليها الملك سلمان مع الرئيس الاميركي. لم يكن دفع مليارات الدولارات دون مقابل، الادارة الاميركية حصلت على الاموال مقابل ان يقوم عنها الاخرون بالمهمة، وهذا ما قبل به السعوديون الذين حصلوا على “وكالة” حصرية تعيد لهم صفة الحليف الاول في الخليج والمنطقة.
وتلفت تلك الاوساط، الى ان البدء بترتيب “البيت الداخلي” ليس الا “رأس جبل الجليد” في خطة مبرمجة لاستعادة المبادرة بعد سلسلة من الاخفاقات على الساحات المشتعلة، ومن المتوقع ان يكون اليمن بعد قطر، ساحة الاختبار الثانية لهذا التفاهم، فيما وعدت الادارة الاميركية بمحاولة “لجم” الاندفاعة الايرانية في سوريا والعراق ومحاولة رسم “خطوط حمراء” للتقدم الميداني على الارض، للابقاء على الحد الادنى من التوازن.
اما الساحة اللبنانية، فليست فقط “هدفا” مشروعا للتفاهم الاميركي – السعودي الجديد، بل وضعت على جدول الاعمال الخاص بمسؤولي اجهزة استخبارات البلدين، بعد التوصل الى استنتاج مفاده، ان حالة “الاسترخاء” والهدوء التي يتمتع بها حزب الله “غير مقبولة” لانها تسمح له بالمضي قدما في “تدخلاته” الخارجية الحاسمة على جبهات العراق، وسوريا، واليمن، وقد ظهرت بصماته المؤثرة في خرق الحشد الشعبي لمناطق حدودية كانت “محظورة” مع سوريا، كما في هجوم “البادية” الحاسم، فيما يتطور اداء المقاتلين اليمنيين بفعل خبرات المدربين التابعين للحزب… هذا الوضع لم يعد مقبولا بالنسبة للسعوديين الذين يلعبون اليوم آخر “اوراقهم” في المنطقة، وطرحوا خلال اجتماعات الرياض “الجانبية” على الاميركيين ضرورة تجاوز الضوابط المعمول به الان على الساحة اللبنانية لان الوضع لم يعد مقبولا.
لم تدع تلك الاوساط، معرفتها بالخطوات التي تم الاتفاق عليها في هذا السياق، لكنها كانت واضحة من خلال حديثها مع المسؤولين اللبنانيين، عندما طلبت منهم ان ينظروا الى ما حصل مع قطر، وسئلوا عما اذا كان لبنان قادر على تحمل حصار دبلوماسي واقتصادي مشابه؟ طبعا دون التطرق الى المخاطر الامنية التي يمكن ان تحصل في بلد تعج به الاجهزة الاستخباراتية، ويتحمل عبء ملف اللاجئين الذي يشكل قنبلة “موقوتة” قابلة للانفجار حين يقرر احد ما الاستثمار فيه. ومن هنا كانت النصيحة بترتيب الاوضاع الداخلية سريعا لان ما يمكن ان تكون عليه الاحوال سيئ للغاية… وما “زاد الطينة بله” ان لبنان قدم للسعوديين نموذجا سيئا خلال مشاركته في قمة الرياض، بعد ان ظهر الى العلن الانقسام “الخطير” في المواقف ضمن الوفد الواحد، وهو عكس ما كان اوحى به رئيس الحكومة سعد الحريري للقيادة السعودية، عندما نجح في “كبح جماح” رد فعل رئيس الجمهورية ميشال عون بعد الاساءة السعودية، وامل في تقديم دليل حسي على “محاصرة” حزب الله في لبنان من خلال وجود وزير الخارجية معه في الوفد المرافق، لكن موقف الاخير من القمة وتأييد رئيس الجمهورية لكلامه، عقد الموقف، وعادت العلاقات الى “المربع الاول”.
لقراءة المقال كاملا اضغط هنا