اخبار بارزة لبنان

تقرير لـ”Foreign Affairs”:حرب على ثلاثة جبهات..كيف يمكن للولايات المتحدة الاستعداد لها؟

ذكرت مجلة “Foreign Affairs” الأميركية أنه “في عهد الرؤساء باراك أوباما، ودونالد ترامب، وجو بايدن، ارتكزت استراتيجية الدفاع الأميركية على فكرة متفائلة مفادها أن الولايات المتحدة لن تحتاج أبدًا إلى خوض أكثر من حرب في وقت واحد. لكن اليوم، الولايات المتحدة متورطة حالياً في حربين، حرب أوكرانيا في أوروبا وحرب إسرائيل في الشرق الأوسط، في حين تواجه احتمال خوض حرب ثالثة حول تايوان أو كوريا الجنوبية في شرق آسيا. وتعتبر المسارح الثلاثة حيوية لمصالح الولايات المتحدة، وكلها متشابكة. وقد أدت الجهود السابقة لتقليل أولوية أوروبا والانفصال عن الشرق الأوسط إلى إضعاف أمن الولايات المتحدة”.

وبحسب المجلة، “أول جهد يجب على الولايات المتحدة وحلفائها تكثيفه هو الإنتاج الدفاعي. لقد كان الغرب منذ فترة طويلة موطناً لأكثر الأسلحة قدرة وتطوراً في العالم، لكن في الوقت الحالي، فهو ببساطة لا يصنع ما يكفي من المواد. ولقد أظهرت الحروب في كل من غزة وأوكرانيا أن الصراع الحديث يستخدم الذخائر بشكل مكثف وطويل الأمد. ويطلق الجيش الأوكراني آلاف القذائف المدفعية يوميا، وهو ما يفوق في بعض الأحيان القدرة الإنتاجية لمورديه. إن الجهود الحربية الأوكرانية والإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة ترقى إلى مستوى الإنفاق الذي تكافح شركات الذخائر الغربية من أجل الوفاء به. ونتيجة لذلك، كان على الولايات المتحدة وحلفائها اتخاذ خيارات صعبة بشأن نوعية الذخائر التي يمكنهم إرسالها إلى أصدقائهم وأي منها يجب عليهم الاحتفاظ بها لأنفسهم”.

وتابعت المجلة، “باعتبارها العضو المركزي في التحالف ومزود الأمن الرئيسي، يجب على الولايات المتحدة أن تكون قادرة على تلبية احتياجات القوات المسلحة الخاصة بها والقوات المسلحة لحلفائها.واتخذ الكونغرس خطوة مهمة في هذا الاتجاه العام الماضي، عندما سمح للبنتاغون بشراء ذخائر تكفي لعدة سنوات، مما يوفر للمصنعين عقودًا طويلة الأجل. ولكن من خلال الفشل في تمرير الميزانية على الفور، فقد قوض الكونغرس هذه المحاولة الجديرة بالثناء لخلق طلب ثابت على الذخائر. يجب على الكونغرس أن يفرض على وزارة الدفاع تحديد الحد الأدنى من مستويات مخزون الذخائر وإنشاء آلية لإعادة المخزون تلقائيًا بمجرد بيعها أو إنفاقها لتحقيق التوازن بين العرض والطلب”.
وأضافت المجلة، “لدى الولايات المتحدة الكثير من الأسلحة التي يمكنها بيعها لأصدقائها، فهي رائدة في مجال الطائرات المقاتلة المتقدمة، والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، والقدرات الفضائية، والبرمجيات، ويتعين عليها أن تعمل على تطوير العديد من هذه القدرات بهدف تصديرها. ويجب أن تضمن سياسة الولايات المتحدة أن يكون لدى القادة السياسيين الأميركيين خيار توفير مثل هذه الأنظمة المتقدمة لحلفائهم المقربين”.

وبحسب المجلة، “تمتلك الولايات المتحدة شبكة لا مثيل لها من القواعد العسكرية العالمية، وهي الشبكة التي سمحت لها بإظهار القوة لأكثر من قرن من الزمان. وتقع بعض هذه القواعد على الأراضي الأميركية، من غوام في غرب المحيط الهادئ إلى ولاية ماين على الساحل الشرقي للولايات المتحدة. كما ويوجد البعض الآخر على أراضي الحلفاء، بهدف طمأنة أصدقاء الولايات المتحدة وردع الأعداء. لكن كل هذه القواعد أصبحت أكثر عرضة للخطر، بعد أن اكتسب الخصوم القدرة على الضرب بدقة على مسافات كبيرة، تماماً كما فعلت إيران وروسيا خلال الأشهر الستة الماضية”.

وتابعت المجلة، “تحتاج الولايات المتحدة وشركاؤها إلى التعاون بشكل أوثق في مجال الذخائر والقواعد العسكرية وصناعة الدفاع على نطاق أوسع. وسوف يحتاج الغرب أيضاً إلى القيام بعمل أفضل في التوصل إلى مفاهيم واستراتيجيات مشتركة. ويجب أن تجري واشنطن محادثات صريحة مع حلفائها للمساعدة في توضيح الافتراضات حول الأهداف والاستراتيجية والأدوار والمهام والتوصل إلى فهم أفضل لأفضل السبل للعمل الجماعي. فخلال الحرب الباردة، طور الجيش والقوات الجوية استراتيجيات لكيفية صد الهجوم السوفييتي على حلف شمال الأطلسي في أوروبا الوسطى، ولا يزال بعضها قيد الاستخدام. واليوم، يعمل الجيش الأميركي على تطوير سلسلة من المفاهيم التشغيلية الداخلية الجديدة المصممة خصيصًا للحرب الحديثة. لكن يجب على واشنطن أن تفتح هذه العملية أمام الحلفاء المقربين، للتعلم منهم ولضمان أنهم في وضع أفضل للعمل مع الولايات المتحدة في أوقات الصراع. على سبيل المثال، يتعين على الولايات المتحدة وحلفائها الرئيسيين مثل أستراليا واليابان والفيليبين أن يتوصلوا إلى كيفية العمل معاً لمواجهة تهديد العدوان الصيني ضد تايوان”.

وختمت المجلة، “لا تستطيع الولايات المتحدة، بطبيعة الحال، أن تتشارك كل شيء مع شركائها، لكن التاريخ يظهر أن أداء الأميركيين يكون أفضل عندما يقاتلون جنباً إلى جنب مع حلفائهم.وبينما تواجه واشنطن مخاطر متزايدة في ثلاث مناطق، يجب عليها أن تتعلم كيفية التعاون والمشاركة بشكل أفضل مع أصدقائها الكثيرين. ففي الحروب الكبرى، لا تستطيع أي دولة، ولا حتى أقوى دولة في العالم، أن تخوض غمارها بمفردها”.

المصدر: “لبنان 24”