اخبار بارزة لبنان

هوكشتاين في تل أبيب وبيروت.. “التزام بالقواعد ولا حرب مفتوحة”

يسجل المراقبون في الأونة الأخيرة تفوقاً واضحاً لحزب الله على إسرائيل في الميدان القتالي، بالمقارنة مع الأشهر الأولى التي برز فيها تفوق إسرائيلي تقني واضح أدى إلى استشهاد عدد كبير من عناصر حزب الله وقيادات عسكرية فيه ومدنيين ، وإلى صعوبات وتعقيدات ميدانية واجهت الحزب. في هذه المرحلة تبدو المنظومة الدفاعية الإسرائيلية وكأنها عديمة الفعالية أمام مسيّرات الحزب وصواريخه التي استهدفت معظم المواقع والثكنات العسكرية الإسرائيلية بعمق 20 كلم. وقد بدأت نتائج هذه المواجهة تؤدي دوراً ضاغطاً على إسرائيل في ما يتعلق بمستوطني الشمال وعلى مستوى الاستنزاف العسكري الذي يؤثر على جبهة غزة.

في تقييم الكثير من الخبراء بمن فيهم الخبراء الإسرائيليون، فإن أهداف حزب الله في الاشغال والاستنزاف قد نجحت تماماً، وأضاف إليها الحزب في الأسبوعين الأخيرين سياسة تدمير ممنهج للمستوطنات رداً على ما يقوم به الإسرائيلي تجاه القرى والبلدات اللبنانية. وتحدث الإعلام الاسرائيلي عن تمديد إقامة سكان الحدود مع لبنان في الفنادق لمدة سنة. ورأى اللواء المتقاعد في جيش الاحتلال يسرائيل زيف أن الحرب تنتقل الآن لأخطر مراحلها والكيان الإسرائيلي ينزلق ببطء نحو فقد المبادرة وحرب استنزاف.

يصح القول من زاوية تطور الموقف العسكري والتصعيد الميداني أن سياسة الإستنزاف للإسرائيلي بلغت ذروتها، وهذا ما يثير القلق في الأوساط الأميركية والأوروبية من أن تتدحرج الأمور نحو الحرب المفتوحة، إذ أنه للمرة الأولى، لا يقتصر الأمر على إطلاق إسرائيل التهديدات، بل تم تجاوزه، حيث وضع مجلس الحرب الإسرائيلي المصغر خيار الحرب على جبهة الشمال بنداً على جدول أعماله، وهذا يعتبر مؤشراً خطيراً للدلالة على تفاقم الأوضاع.

لقد كان لافتاً تصريح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عندما قال بأن إيقاف حزب الله لحربه في الشمال لم يعد وارداً ما لم تقف الحرب على غزة، كما أن تشكيل لجنة ثلاثية أميركية – فرنسية – إسرائيلية لدرس فرص احتواء الوضع في الجنوب يعتبر أيضاً مؤشراً ذا دلالة. وضمن هذا السياق تأتي زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب اليوم وبيروت غداً، وهي مخالفة بتوقيتها لموقف سابق أعلنه وربط به عودته إلى المنطقة بتوقف الحرب في غزة. والسؤال الذي يطرح لهم خلفية هذه الزيارة، هل هي ترتبط بالتمهيد لوقف إطلاق النار في غزة وهذا أمر مستبعد، أم أنه يحمل عرضاً جديداً لحزب الله؟

في زيارته السابقة لبيروت، لم يعط هوكشتاين جواباً إيجابياً لرئيس مجلس النواب نبيه بري بشأن التزام إسرائيل في إطار الصفقة التي كان يتم التداول بتفاصيلها حول امتناع الطيران الإسرائيلي من خرق السيادة اللبنانية. وفي هذه الزيارة تنقل بعض الأوساط المطلعة أن هوكشتاين ربما يحمل عرضاً يتصل بهذه النقطة تحديداً وأن الإدارة الأميركية تحتاج بصورة حثيثة، لأسباب انتخابية، إلى احتواء الوضع الجنوبي وعدم تدحرجه إلى مواجهة شاملة قد تأخد أبعاداً إقليمية خطيرة.

حتى لو صحت هذه المعلومات، فإن هذا العرض لا يمكن أن يشكل، بحسب مصدر سياسي، بديلاً عن شرط حزب الله بضرورة إيقاف الحرب على غزة على الرغم من أن ذلك لا يقلل من قيمة طرح هوكشتاين في حال صحته وربطه بالحل السياسي لليوم التالي لما بعد الحرب. لذلك من المرجح أن يعود هوكشتاين إلى واشنطن خالي الوفاض أو ربما أعاد التفاهم مع كل المعنيين على ضرورة أن تبقى المواجهة في إطارها القائم حالياً مع التزام الجميع بعدم الإنزلاق إلى الحرب المفتوحة.

المصدر: “لبنان 24”