لم يكن احياء ذكرى عاشوراء هذا العام مشابهاً للاعوام السابقة. فغزة كانت الحاضر الابرز في الضاحية الجنوبية لبيروت فيما اصرت بلدات حدودية على احياء المناسبة.
وكان اللافت رفع اعلام فلسطينية ضخمة على المباني في الضاحية الجنوبية، وكذلك حضر اهالي الشهداء الذين رفعوا صور ابنائهم مذيلة بعبارة ” شهداء على طريق القدس”. وارتفعت نسبة مشاركة اهالي البلدات الحدودية في الضاحية وسط تمنيات بالعودة القريبة الى المنطقة الحدودية .
وجاء في ” النهار”: لم يكن احياء مراسم العاشر من محرم هذا العام في الجنوب ولا سيما في البلدات الحدودية مشابهاً للعام الفائت ، فتلك البلدات باتت شبه خالية من السكان بعد اشتداد المواجهات على الحدود وكذلك تصاعد الاعتداءات الاسرئيلية على بلدات الحافة الامامية. وقرى الحافة الامامية ولا سيما تلك الممتدة من الناقورة الى كفرشوبا وشبعا مروراً بعيتا الشعب وعيترون وبليدا، وكذلك حولا وميس الجبل والعديسة ومركبا وكفركلا، احجمت بمعظمها عن احياء المناسبة فيما احيت بلدات حدودية ذكرى واقعة كربلاء ولكن بمشاركة متواضعة من الاهالي نظراً لنزوح معظم سكان تلك البلدات عن ديارهم ، ولكن كان الاهالي يوجهون رسالة تحد وهو ما استدعى تعليقات في الاعلام الاسرائيلي واستغراب لما يحدث في تلك البلدات فيما المستوطنات المواجهة لتلك البلدات ولا سيما المطلة وكريات شمونة ومسكاف عام خالية من السكان ولا يجرؤ سكانها على التحرك بشكل علني فيها.واعلن “حزب الله” الغاء المسيرات العاشورائية في مدينتي النبطية وصور وكذلك في بلدات اخرى بسبب الوضع الامني.
اما بالنسبة للتوتر الذي شهدته منطقة معوض في الضاحية فكان محط انتقاد وكذلك متابعة من جهات امنية وحزبية رفيعة بهدف احتواء التداعيات وخصوصاً بعد مقتل احد مسؤولي “حزب الله” خلال خلاف على مرور سيارة بالقرب من المجلس العاشورائي في معوض.
ونفى أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله في خطاب متلفز وجود اتفاق جاهز للوضع في جنوب لبنان ومؤكداً أن مستقبل الوضع على الحدود سيتقرر على ضوء نتائج هذه المعركة.
وقال: «لأول مرة في تاريخه يعيش الكيان الصهيوني أسوأ حالاته وأيامه كما يعترف قادته. لأول مرة يتحدثون عن الانهيار والزوال، لأول مرة تبدو إسرائيل عاجزة بعد 10 أشهر من القتال عن تحقيق أهدافها وتغطي فشلها بارتكاب المجازر البشعة بحق الأطفال والنساء».
وأضاف «نحن في لبنان منذ 8 أكتوبر دخلنا مرحلة مختلفة ونخوض معركة مختلفة، أعلنا فتح جبهة إسناد لبنانية نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم ونحن نعتقد أن ما قامت به المقاومة في غزة هو حق كامل لها وللأسف هناك ما زال من يسيء إلى المقاومة».
وجدد نصرالله موقف الحزب لجهة ربط جبهة الجنوب بجبهة غزة قائلاً: «جبهتنا لن تتوقف ما دام العدوان مستمراً على غزة والتهديد بالحرب لن يخيفنا وتمادي العدو في استهداف المدنيين في لبنان سيدفع المقاومة إلى إطلاق الصواريخ واستهداف مستعمرات جديدة لم يتم استهدافها في السابق».
ونفى نصرالله الحديث عن اتفاق جاهز في جنوب لبنان مشيراً إلى أن الدولة اللبنانية هي الجهة المسؤولة عن التفاوض وقال «في حال توقف العدوان، الجهة التي تفاوض باسم لبنان هي الدولة اللبنانية، وكل ما يشاع عن اتفاق جاهز للوضع عند الحدود الجنوبية غير صحيح، مستقبل الوضع في الجنوب سيتقرر على ضوء نتائج هذه المعركة».
وجدد وعوده لأهالي الجنوب بالمساعدة وإعادة إعمار المناطق الحدودية، قائلاً: «في جبهتنا اللبنانية أيا يكن الدعم الذي ستقدمه الدولة اللبنانية لأهلنا في القرى والجنوب، سنعمل وإياكم وبكل وضوح لإعادة إعمار بيوتنا ومنازلنا وسنشيد قرانا الأمامية كما كانت وأجمل مما كانت».