دخلت المنطقة مرحلة جديدة وسط ترقب لرد “محور الممانعة” على إسرائيل في الساعات القليلة المقبلة، خاصة وأن المعلومات التي وردت منتصف الليلة الفائتة تشير الى ان الأقمار الصناعية والرادارات الغربية رصدت خروج صواريخ باليستية وطائرات مسيرة من أراضي إيران واليمن والعراق باتجاه إسرائيل، وسط تأكيد الايرانيين ان ردهم سيكون سريعا على استهداف رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران.
وعلى ضوء ذلك يترقب لبنان ما ستؤول إليه الأوضاع الميدانية بعد رد حزب الله على إسرائيل لاستهدافها ضاحية بيروت الجنوبية واغتيالها القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر وسقوط وعدد من الشهداء المدنيين والجرحى جراء الضربة الإسرائيلية.
وفي السياق اشارت مصادر مطلعة مقربة من “محور المقاومة” الى أن رد المحور سوف يوجع إسرائيل وسوف يخلف خسائر فادحة بداخلها”.
واعتبرت المصادر “ان هذا الرد سوف يضبط إسرائيل التي ستجد نفسها عاجزة عن استيعاب الضربة التي في الوقت نفسه لن تؤدي إلى حرب اقليمية مفتوحة، مع تشديد المصادر على أن الرد سوف يربك الدفاعات الجوية الإسرائيلية”.
أما في ما خص رد حزب الله، فتشير المصادر إلى أنه سيأخذ بعين الاعتبار كل الاعتبارات التي تتصل بتوجيه ضربة قوية لإسرائيل وفي الوقت نفسه عدم الانجرار لما تريده حكومة بنيامين نتنياهو.
وأشارت المصادر إلى أن اتصالات دولية نشطت بعد ضربة الضاحية من أجل ثني إسرائيل عن توسيع الحرب، فالولايات المتحدة الأميركية التي كانت على علم بعملية الاغتيال التي نفذتها إسرائيل في الضاحية، تريد تجنيب المنطقة حرب شاملة.
وعلم بأن قيادة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان طلبت من جميع عائلات الموظفين الاجانب السفر الى خارج لبنان كتدبير احترازي.
وفي اطار التحركات الديبلوماسية، عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في حضور وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، اجتماعاً في السرايا مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وهم سفراء كل من الولايات المتحدة الاميركية، فرنسا، بريطانيا الصين وروسيا، وممثلي الدول الأعضاء غير الدائمين الموجودين في لبنان، وهم سفراء الجزائر، اليابان، سويسرا وكوريا الجنوبية. وخلال الاجتماع تم تأكيد الثوابت اللبنانية في ما يتعلق بالوضع في المنطقة، واهمها تأكيد اولوية تطبيق قرارات الامم المتحدة ولا سيما القرار1701.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن السفراء ابدوا حرصهم على استقرار لبنان، وتأكيدهم على اولوية حل النزاع بالوسائل السياسية، وضرورة تجنب لبنان اي وقائع خطيرة.
وقال الرئيس ميقاتي، في كلمة له بمناسبة عيد الجيش من اليرزة: “إننا، في مواجهة التصعيد الإسرائيلي الممنهج والخطير، لا يسعنا سوى التأكيد على حقنا في الدفاع عن أرضنا وسيادتنا وكرامتنا بكل الوسائل المتاحة، ولا تردد في هذا الخيار مهما غلت التضحيات».
وأفاد البنتاغون امس بأن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أطلع إسرائيل على التغييرات الجارية والمستقبلية في القوات الأميركية بمنطقة الشرق الأوسط، رغم أنه لم يتخذ بعد قرارا بشأن القدرات الدفاعية المتوقع نشرها.
الى ذلك، دفعت الضربة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية بعدد من الأحزاب وحركات المقاومة والمجموعات الفلسطينية الى اتخاذ تدابير احترازية كبيرة حيث أخلى البعض منها مراكزه تحسبا.
وفي مقابل كل هذه العتمة، سطع امس نور من بكركي، حيث أقيم القداس والاحتفال المهيب بإعلان البطريرك اسطفان الدويهي طوباويا.
وحضر حفل التطويب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي عقد خلوة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبيل بدء قداس التطويب.
المصدر: لبنان 24