تصاعدت المخاوف من اشتعال الوضع في المنطقة، على خلفية الحرب في غزة، والتوتر بين إيران وإسرائيل، والمؤشرات حول اقتراب لحظة ردّ “حزب الله” على إسرائيل وما يستتبعه ذلك من احتقان يضع المنطقة برمتها أمام احتمال انفجار إقليمي.
وزاد إعلان إعلام “حزب الله” عن كلمة سيلقيها أمينه العام السيد حسن نصرالله في الخامسة عصر غدٍ الثلاثاء في ذكرى أسبوع القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر الذي اغتالته إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت، الغموض في التقديرات حيال توقيت الردّ المحتمل للحزب على اغتيال شكر، ولو أن هذه التقديرات رجحت أن تسبق كلمة نصرالله الردّ.
ورجحت مصادر مطلعة في حديث ل”الديار” الا يتجاوز انتظار الرد منتصف الاسبوع الجاري وان يكون ردا مشتركا من طهران وحزب الله وحلفائهما، لافتة الى ان “الاسبوع الحالي سيكون مفصليا بتحديد مصير المنطقة وبخاصة ان الكرة ستعود بعد الرد المرتقب الى ملعب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فاما يقرر توسعة الحرب واشعال المنطقة ام يرضخ للضغوط الدولية الكبرى التي تمارس عليه للعودة الى مسار الهدنة والمفاوضات”.
قال مصدر مطلع لـ «الأنباء الكويتية» ان «هناك محاولات لإبقاء الوضع تحت السيطرة من خلال رد محدود على عملية الاغتيال الإسرائيلية لشكر في ضاحية بيروت الجنوبية، بما يحول دون تدحرج الوضع نحو حرب قد لا تتوقف في أيام أو أسابيع في ظل أجواء الشحن الإقليمي والتهديدات المتبادلة وتدفق الأسلحة على مختلف المستويات». وتابع المصدر قائلا: «هناك دول عربية وإقليمية، تسعى لإبعاد شبح الحرب الواسعة عن لبنان، وتحييده عن هذه الحرب (الإقليمية) فيما لو وقعت، خصوصا انه يعيش أزمات متشعبة سياسيا واقتصاديا في ظل انقسام غير مسبوق على مختلف المستويات. ويتوقع ان تتبلور المواقف خلال الأيام المقبلة من خلال المسار الذي ستتجه إليه الأمور».
وأرخى التوتر القائم قلقاً دولياً تمثَّل في دعوة دول عربية وأجنبية رعاياها للخروج من لبنان. وذكرت السفارة السعودية في بيروت، في بيان على منصة «إكس»، أنها «تُتابع من كثب تطورات الأحداث في جنوب لبنان، وتُجدّد السفارة دعوة المواطنين السعوديين لمغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري؛ التزاماً بقرار منع السفر إلى لبنان»، المفروض منذ ايار 2021. ومنذ نشوب الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، مطلع تشرين الأول الماضي، وما تلاها من تبادل شِبه يومي للقصف عبر الحدود بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني، جدّدت المملكة دعوتها لرعاياها بمغادرة لبنان، والتقيّد بقرار منع السفر إليه مرات عدة، كان آخِرها نهاية حزيران الماضي.
تأتي الدعوة السعودية بعد خطوات مماثلة من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ودول عربية مثل الأردن وسلطنة عمان، دعوة رعاياها للمغادرة، في حين كانت السويد قد أعلنت إغلاق سفارتها في بيروت، ودعت مواطنيها إلى المغادرة.
وأوصت وزارة الخارجية الفرنسية الرعايا المقيمين في لبنان، وخصوصاً المسافرين في رحلات ترفيهية، إلى اغتنام فرصة استمرار الرحلات الجوية حتى الآن للمغادرة. في حين قال جوناثان فاينر، نائب مستشار مجلس الأمن القومي الأميركي، الأحد، إن الولايات المتحدة قررت نشر مزيد من القوات في الشرق الأوسط، في إجراء وقائي ودفاعي.
وعبر منصة «إكس»، دعا وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، اليوم الأحد، الإيطاليين الموجودين مؤقتاً في لبنان إلى عدم السفر إطلاقاً إلى جنوب البلاد، وإلى العودة إلى إيطاليا في أقرب وقت على متن رحلات تجارية؛ «نظراً للوضع المتدهور». وأضاف: «ندعو أيضاً الإيطاليين إلى عدم التوجه إلى لبنان في رحلات سياحية». وعلّقت بعض شركات الطيران رحلاتها إلى بيروت، أو قامت بتعديل مواعيدها؛ ومنها الخطوط الجوية الكويتية التي علّقتها إلى أجل غير مسمّى. وقالت شركة الخطوط الجوية الفرنسية «إير فرنس»، أمس السبت، إنها وشركة ترانسافيا التابعة لها ستُمدّدان تعليق رحلاتهما بين باريس وبيروت حتى السادس من آب الحالي على الأقل، مع احتدام التوتر بالمنطقة.
يشار في سياق متصل إلى أن ثلاثة مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، توقعوا أن تهاجم إيران إسرائيل اليوم الإثنين وفق ما نقله موقع “أكسيوس”الإخباري. وأوضح المسؤولون أنهم لا يعرفون ما إذا كانت إيران و”حزب الله” سيشنان هجومًا منسقًا أو سيعملان بشكل منفصل. ويعتقدون أن إيران و”حزب الله” ما زالا يعملان على وضع اللمسات النهائية على خططهما العسكرية وإقرارها على المستوى السياسي. كما يتوقعون أن يكون انتقام إيران من قواعد الهجوم نفسه الذي شنته إيران في 13 نيسان الماضي، والذي استهدفت طهران فيه جنوب إسرائيل وخاصة قاعدة سلاح الجو “بنيفاتيم”، ولكن من المحتمل أن يكون أكبر في نطاقه، كما يمكن أن يشمل أيضاً “حزب الله” في لبنان.
وذكر وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت أمس أن “قوات الجيش الإسرائيلي مستعدة للرد على أي هجوم براً وجوا”. وأضاف: “إذا قرر “حزب الله” وإيران الهجوم سيدفعان ثمناً باهظا”. وتابع: “قواتنا جاهزة للتحرك بسرعة إذا تعرضت إسرائيل لأي هجوم”.