نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركيّة تقريراً جديداً كشفت فيه تفاصيل جديدة عن عمليّة اغتيال القياديّ الكبير في “حزب الله” فؤاد شكر، وذلك إبّان استهداف إسرائيلي لمبنى سكني في الضاحية الجنوبيّة لبيروت.
وذكرت الصحيفة أن ما يبدو هو أن عملية الاغتيال تضمنت اختراق الشبكة الداخلية لـ”حزب الله” بالإضافة إلى مكالمة هاتفية أوصلت شكر إلى الطابق السابع من المبنى الذي يعيشُ ويعمل فيه أيضاً.
وقالت الصحيفة إنَّ إسرائيل “قتلت شبحاً”، في إشارة إلى شكر، مشيرة إلى أنَّ الأخير كان “أحد أهم الشخصيات في تاريخ حزب الله، لكنهُ عاش حياة تكادُ تكون غير مرئية”، وأردفت: “لقد ظهر الرجل قليلاً في التجمعات الصغيرة للحزب مع كبار المسؤولين. وفي وقتٍ سابقٍ من هذا العام، حضر شكر جنازة ابن أخيه الذي قضى خلال المواجهات مع إسرائيل، علماً أنه شارك في هذه المراسم لبضع دقائق فقط. كذلك، كان وجه شُكر مجهولاً إلى حدّ أن الشبكات الإعلامية اللبنانية نشرت صوراً مزيفة له بعد وفاته”.
التقرير يكشفُ أيضاً أن شُكر أمضى يومه الأخير بمكتبه ضمن الطابق الثاني في المبنى الذي قصفته إسرائيل في الضاحية الجنوبية، بينما كان يعيشُ في الطابق السابع بنفس المبنى وذلك لتجنب الحاجة إلى التنقل كثيراً.
“وول ستريت جورنال” تقول أيضاً إنّ أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله ذكر أنّ شكُر تحدّث معهُ قبل ساعات فقط من اغتياله، وأضافت: “عشية تنفيذ عملية القتل، قال مصدر في حزب الله للصحيفة إن شكر تلقى اتصالاً هاتفياً من شخص قال له إنه سيأتي إلى المبنى الذي يقطنه وتحديداً إلى شقة الطابق السابع، وحوالى الساعة الـ7.00 مساء يوم 30 تموز، قصفت إسرائيل المكان، ما أسفر عن وفاة شكر وزوجته وسيدتين أخريين وطفلين”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر “حزب الله” قولهُ إنَّ طلب صعود شكر إلى الطابق السابع، حيث يسهل على إسرائيل قصفه، جاء من “شخصٍ ربما اخترق شبكة الاتصالات الداخلية لحزب الله”.
كذلك، ذكرت الصحيفة، بحسب المصدر، أن “حزب الله وإيران يواصلان التحقيق في الفشل الاستخباراتي الذي حصل، ويعتقدان أنّ إسرائيل تمكنت من التغلب على دفاعات الحزب باستخدام تكنولوجيا وأدوات قرصنة أكثر تقدُّماً”.
ويتابع التقرير: “منذ بدء القتال بين إسرائيل وحزب الله، اتخذ التنظيم إجراءات أمنية مشددة بين أفراده، كما أمر نصرالله قادة حزب الله وعائلاتهم بعدم استخدام الهواتف. إلى جانب ذلك، بدأ الحزب باستخدام لغات البرمجة أيضاً في شبكته الداخلية وليس فقط في الشبكة الخارجية”.
وأكمل: “في صباح اليوم الذي تم فيه اغتيال على شكر، أمر حزب الله كبار قادته بالتفرق خوفاً من تعرضهم للخطر – بسبب تهديدات إسرائيل بالرد على إطلاق صاروخ على بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل. وبعد الهجوم، لم يكن من الواضح ما إذا كان قد تم القضاء على شكر، فقد اعتقد البعض أنه امتثل لأوامر الإخلاء، وبالتالي تضاربت أيضًا العديد من التقارير حول مصيره. إلا أن ما تبين هو أن جثته، طارت إلى مبنى مجاور”.
المصدر: “لبنان 24”