اخبار بارزة لبنان

ادّعى “يهودية جنوب لبنان” وقتله “حزب الله”.. من هو زئيف إيرليش؟

منذ أكثر من 40 عاما، يزعم المستوطن “الباحث” الإسرائيلي زئيف إيرليش وجود دلائل على يهودية جنوب لبنان، وبعد عقود، دخل في حماية الجيش الإسرائيلي، إلى المنطقة بدعوى فحص مواقع أثرية، بصحبة صديقه العقيد يوآف ياروم رئيس أركان لواء غولاني، كما اعتاد سابقا عند اقتحامه مواقع أثرية بالضفة الغربية، لكن المختلف هذه المرة كان استهدافه من عناصر حزب الله ليسقط قتيلا.

لا تتوقف مزاعم زئيف عند وجود دلائل أثرية على يهودية الضفة الغربية، بل وصل بنظرياته غير المثبتة ليقول إن المسجد الكبير داخل قطاع غزة هو بالأساس أثر إسرائيلي، مقدّماً هذه النظريات بوصفه باحثاً في التاريخ والجغرافيا، من خلال ما يقول إنها أوراق علميّة حول ما يدّعى أنها “أرض إسرائيل”.. فمن هو زئيف إيرليش وما هي مزاعمه ومزاعم الإسرائيليين حول أحقيتهم بأراض في لبنان والضفة الغربية وقطاع غزة؟

في حماية الجيش الإسرائيلي دائما
مع قوات لواء غولاني التي تقاتل في جنوب لبنان، عبر المستوطن السبعيني زئيف إيرليش، بدعوى فحص موقع أثري عبارة عن قلعة لبنانية أثرية، بإذن رئيس أركان القوة وصديقه يوآف ياروم، لكنه فجأة وجد نفسه أمام عناصر من حزب الله فتحوا النار عليه ليُقتل وجندي آخر معه.

أصيب يوآف ياروم، الذي كان يرافق إيرليش، بجروح متوسطة في تبادل إطلاق النار مع عناصر حزب الله، كما أصيب قائد سرية في الكتيبة الثالثة عشرة في لواء غولاني بجروح خطيرة في نفس الحادث.

دخل إيرليش إلى جنوب لبنان مسلحا مرتدياً زي الجيش الإسرائيلي، رغم أنه لم يكن جندياً في الخدمة الفعلية أو في الاحتياطية، إذ إنه، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلي عبر بصفته مدنياً دون إذن الجيش الإسرائيلي.

مقتل إيرليش، قوبل من اليمين المتطرف الإسرائيلي المشارك في الحكومة بعاصفة من العزاء، إذ قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إنه يشعر بالألم بسبب الخسارة، وكتب على “آكس”: “ساهم زئيف كثيرا في أمن البلاد. ساعده كبار الضباط على مر السنين في تحليل وفهم المنطقة وأهميتها للأمن والعمليات الجارية”.

كذلك، قال وزير التراث الإسرائيلي، عميخاي إلياهو، إن إيرليش كان “يبلغ من العمر 71 عاما ويتمتع بطاقة مراهق يبلغ من العمر 17 عاما”.

واعتاد زئيف، الذي يعد أحد مؤسسي مستوطنة عوفرا في الضفة الغربية المحتلة، الدخول للمواقع الأثرية في حماية الجيش الإسرائيلي حتى تلك التابعة للسلطة الفلسطينية ومفتوحة للجميع.

ففي حماية لواء مستوطنة بنيامين، التي كان يسكن بها، دخل زئيف موقعا أثريا في منطقة قراوة بني حسان الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة والتابعة للسلطة الفلسطينية بموجب اتفاق أوسلو لتصويرها عام 2012 وكان هناك فعل مشابه له في العام الذي سبقه في قرية دير استيا المجاورة، بحسب يديعوت أحرونوت.

ويلقي إيرليش محاضرات للجنود والضباط في لواء بنيامين الذي دخل تحت حمايته، رغم إمكانية دخوله المنطقة بصورة عادية بموجب الاتفاقات، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

وحينما قتل، قال رئيس مجلس منطقة بنيامين، إسرائيل غانتس، إنه “كان من رواد الاستيطان وأحد أعمدة الاستيطان في مستوطنة عوفرا”، زاعما أن العديد سينشأون على “الاكتشافات والأفكار حول إسرائيل”، بحسب القناة 12.

مدعي “يهودية جنوب لبنان”
قبل 40 عاما، كتب إيرليش مقالة تحمل عنوان “المواقع اليهودية في جنوب لبنان” تزعم وجود بعض الآثار اليهودية في المنطقة، واعتمد عليها الكاتب إسرائيل شابيرا على موقع كيكار المتخصص في أخبار الحريديم، بين مصادر أخرى، في مقالة تدعي وجود مقبرة زبولون بن يعقوب، أحد الأسباط الـ12، في منطقة صيدا، من بين ادعاءات أخرى.

وحول هذا الأمر، كتب نائب مدير دائرة الاتصال السابق في إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقالة على صفحات جيروزاليم بوست، قال فيها إن جنوب لبنان هي في الحقيقة “شمال إسرائيل” زاعما أنها اقتطعت خلال معاهدة سايكس بيكو عام 1916 من “أرض إسرائيل”.

إضافة إلى ذلك فقد تأسست منظمة تدعى “أوري تسافون” أو “استيقظ، يا شمال” بهدف تشجيع الاستيطان اليهودي في جنوب لبنان، وقد دعت الحكومة للتحرك، وأرسلت بالونات في حزيران 2024 إلى سكان شمال إسرائيل تزعم أن الحل الوحيد لوقف الحرب الحالية هو استيطان جنوب لبنان، بحسب ما تشير تايمز أوف إسرائيل.

ادعاءات مزيفة حول الضفة وغزة
في آب 2024، شارك زئيف بورقة بحثية في مؤتمر يدعى دراسات الخليل ويهودا الرابع عشر، وعقد في مستوطنة كريات أربع، برعاية مؤسسة “الجالية اليهودية في الخليل وموقع التراث الكتابي”.

في هذا المؤتمر، شارك زئيف بورقة بعنوان “غزة التي تواجه الخليل” تزعم وجود زخارف يهودية قديمة على أحد أعمدة المسجد الكبير في غزة، بحسب ما تشير صفحة المؤسسة على فيس بوك.

كذلك، نشرت له مقالة في النسخة رقم 12 من هذا المؤتمر عام 2023، تزعم وجود بقايا لكنيس يهودي قديم في قرية السموع الفلسطينية الموجودة جنوب الخليل في الضفة الغربية المحتلة.

(بلينكس – blinx)