في كلمة منتظرة ونوعاً ما جاءت مقتضبة، لم يعلن رئيس تيار المردة فرنجية انسحابه علنية، وإنما اكتفى بإعلان الاستعداد للتنحي لأي اسم قادر على ملء فراغ قصر بعبدا.
فرنجية، الذي أوصل “لطشاته” عن الوفاء والأصدقاء وعن الطائفة المارونية والحفاظ على موقع الرئاسة، ربما أراد أن يقول للطامع بكرسي بعبدا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إنّ الظرف أكبر من المزايدات، وإنّ لبنان يجب أن يكون قبل المصالح الشخصية وقبل المكاسب والطمع بكرسي من هنا أو هناك.
وفيما ما نأى فرنجية بنفسه عن موضوع سوريا، مكتفياً بتمني الخير لها ولشعبها، دفعته صراحته المطلقة للمطالبة برئيس للجمهورية بحجم الشهيد رفيق الحريري.
وبالعودة إلى تفاصيل الكلمة، أكد فرنجية على “أهمية وجود شخصية بحجم رفيق الحريري للطائفة المارونية ولبنان ككل”، مشدداً على أن مستقبل الطائفة المارونية بات في الواجهة، وأنّ مستقبل لبنان مرتبط بشكل مباشر بشخصية الرئيس الذي سيقود البلاد.
وفي السياق الإقليمي، أعرب عن تمنياته لسوريا بالازدهار والوحدة، مؤكداً ضرورة بقائها دولة موحدة لكل مواطنيها وعربية الهوية.
وفي بداية الكلمة، تطرق فرنجية إلى الظروف المحلية والإقليمية والدولية المتقلبة، مشيراً إلى أنها تغيرت رأساً على عقب في الآونة الأخيرة. وذكّر أنهم كتيار كانوا يدركون منذ سنة ونصف أن الأمور معقدة، حيث تلقوا مقترحات لتصورات مختلفة حول الانتخابات الرئاسية. وأكد أنهم منفتحون على النقاشات، لكنهم طالبوا بتصور واضح ومبني على أسس، مشيراً إلى أن الأولوية هي لانتخاب رئيس لديه حيثية وقوة حقيقية قادرة على نقل لبنان إلى مرحلة جديدة.
وأشار فرنجية إلى النقاشات التي جرت في السابق، سواء في بكركي أو مع الحلفاء، حيث شدد على تمسكه بمبدأ أن يكون الرئيس بحجم الموقع لا بحجم الكرسي فقط. وأكد أن المردة سيظل ملتزماً بمواقفه الوطنية ولن يختلف مع حلفائه، مشيراً إلى أن الظرف الحالي لا يحتمل التفرقة أو الاختلاف.
وأشاد فرنجية أيضاً بالشبان والشابات الذين ساهموا خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان في مد يد العون إلى المهجّرين، مؤكداً أنهم جسّدوا القيم الإنسانية والوطنية التي يتحلى بها الشعب اللبناني.
وأوضح أن تيار المردة، الذي وصفه البعض بـ”أهل الذمة”، إنما هو مدفوع بالقيم والأخلاق وليس بالمصالح، وسيبقى شامخاً وقادراً على رفع رأسه في أي منطقة بلبنان.