تواصل فرق وزارة الأشغال العامة والنقل، بالتعاون مع الجهات المعنية، جهودها لإعادة فتح الطرق الجبلية التي أغلقتها العاصفة القطبية “آدم”، وسط استمرار موجة الصقيع التي تضرب لبنان وتؤثر بشكل خاص على المناطق المرتفعة.
وأفادت غرفة التحكم المروري عبر حسابها على منصة “إكس”، بأن طريق ترشيش – زحلة لا تزال مقطوعة أمام جميع المركبات بسبب تراكم الثلوج، في حين أن طريق ضهر البيدر باتت سالكة لجميع المركبات، باستثناء الشاحنات، التي لا تزال ممنوعة من المرور حرصًا على السلامة العامة.
وأوضحت مصادر وزارة الأشغال أن الفرق المختصة تعمل بوتيرة متسارعة لإزالة الثلوج عن الطرق الحيوية، لكن بعض المناطق الجبلية، خصوصًا تلك التي يتجاوز ارتفاعها 1000 متر، لا تزال تعاني من تشكل الجليد الكثيف، مما يجعل القيادة محفوفة بالمخاطر.
وقد أدى تراكم الثلوج إلى انقطاع بعض الطرق الحيوية، مثل طريق الهرمل – القبيات، فيما لا تزال طرق عيناتا – الأرز، المعاصر – كفريا، والهرمل – الضنية مقطوعة كليًا، ومن المرجح أن تبقى كذلك حتى حلول الربيع، كما يحدث سنويًا.
في الضنية، تسبب الجليد في حوادث انزلاق عديدة للسيارات العادية والمركبات رباعية الدفع في بلدات نمرين، بقرصونا، وبخعون، واقتصرت الأضرار على الماديات، من دون تسجيل إصابات بشرية.
وتزامن ذلك مع استمرار تدني درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة، حيث أشار المتخصص في الأحوال الجوية، الأب إيلي خنيصر، إلى أن لبنان شهد في الأيام الماضية ما يُعرف بـ”تسونامي ثلجي”، حيث تساقطت الثلوج على المناطق الساحلية في مشهد نادر الحدوث.
وأوضح خنيصر أن تساقط الثلوج سيستمر حتى مساء الإثنين، مع توقعات بموجة برد قارس، حيث قد تلامس درجات الحرارة درجة واحدة فقط على الساحل، فيما تنخفض إلى 10 درجات تحت الصفر في المناطق الجبلية والبقاعية. وأضاف أن تأثير الكتلة القطبية سيستمر حتى الأربعاء، قبل أن تبدأ درجات الحرارة بالارتفاع تدريجيًا.
في ظل هذه الأوضاع المناخية القاسية، دعت وزارة الأشغال المواطنين إلى توخي الحذر أثناء القيادة في المناطق الجبلية، والتأكد من تجهيز سياراتهم بمعدات الشتاء المناسبة، مثل السلاسل المعدنية، تفاديًا لحوادث الانزلاق. كما شددت على ضرورة الالتزام بتوجيهات القوى الأمنية وعدم المجازفة بالقيادة في الطرق غير المجهزة.
وقد وجهت جهات معنية نداءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تطالب المواطنين بتجنب التوجه إلى المرتفعات إلا في الحالات الضرورية، نظرًا لاستمرار مخاطر تراكم الثلوج والانزلاقات الجليدية.