بالصور: ما لم يُروَ عن الطفلة “معجزة” الصويري.. استيقظت وعلى لسانها جملة واحدة!

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية تقريراً مفصلاً عن كارثة الصويري التي راح ضحيتها 15 نازحاً سورياً حاولوا الدخول إلى لبنان الشهر الفائت، مشيرةً إلى أنّ الطريق التي سلكوها والتي يسلكها المهربون عادة تحوّلت إلى مصيدة للأرواح إثر هبوب عاصفة ثلجية.

وأوضحت الصحيفة أنّ حادثة وفاة 15 نازحاً سورياً بسبب البرد سابقة، إذ تعرّض السوريون الفارون من الحرب للغرق أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا ولإطلاق النار عند الحدود التركية، وذلك وفقاً للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

وسلطّت الصحيفة الضوء على الطفلة سارة، البالغة من العمر 3 سنوات تقريباً، التي نقلت إلى مستشفى في شتورة، وظلت حية على رغم الحروق التي غطت نصف وجهها وغرقها في غيبوبة بسبب البرد.

وروت الصحيفة تفاصيل عن الطريق التي سلكتها عائلة السوري شهاب العبد (43 عاماً) وأكثر من 12 فرداً من عائلته الممتدة، من دير الزور، لافتةً إلى أنّه كان برفقة والدته وزوجته وبناته الـ3 وابنه و3 من أحفاده وزوجة أخيه (المتواجد في طرابلس) وابنتيها.

وشرحت الصحيفة بأنّهم تواصلوا مع مهرّب في لبنان وافق على إيصالهم بأمان، على أن يدفعوا 140 دولارا للشخص الواحد ويسيروا لمدة نصف ساعة على طريق يسيرة وقصيرة، مستدركةً بأنّه أخل بوعده مساء الـ18 من كانون الثاني، حيث طلب منهم اتباع سلسلة أنوارٍ متلألئة عند أعلى الجبل المجاور.

وتابعت الصحيفة بأنّ العائلة التقت هناك بمهرّب آخر يُدعى “أبو حشيش”، مشيرةً إلى أنّ والدة شهاب (70 عاماً) فقدت قدرتها على مواصلة السير آنذاك، ما دفع زوجته وشقيقتاه وابنتاه إلى البقاء معها، وذلك قبل أن تفقد العائلة “أبو حشيش” وبقية أفراد العائلة.

وأضافت الصحيفة بأنّ النساء شعرن بالتعب والنعاس وقررن أخذ استراحة آنذاك، لافتةً إلى أنّ العائلة فقدت الأم وغيرها من أفرادها، في حين واصل شهاب السير حاملاً إبنة شقيقه سارة بين ذراعيه وتسلق جبلاً قبل أن ينزلق ويكسر أضلاعه. وعندما بات شهاب عاحزاً عن السير، وضع الطفلة أرضاً وأكمل طريقه، وبعد 7 ساعات وصل وغيره من الناجين إلى أسفل الجبل، حيث علم بوفاة زوجته ووالدته وحفيده.

وبالعودة إلى سارة، أوضحت الصحيفة أنّ أحدهم نقلها إلى المستشفى حيث وُصفت حالتها بالحرجة وظلت غارقة في غيبوبة لمدة يومين في العناية المركزة، قبل أن تنطق بكلماتها الأولى في اليوم الرابع وتقول: “أريد ماما”.

وقالت الصحيفة إنّ والد سارة، حضر في اليوم الخامس وسأل عن طفلته، بعدما تعرّف إلى جثة زوجته وابنته من الصور التي انتشرت على “فيسبوك”، مبيّنة أنّ هذه المرة الأولى التي تلتقي به، نظراً إلى أنّه ترك سوريا وتوجه إلى طرابلس بعد أشهر على ولادتها.

وختمت الصحيفة ناقلة عن والد سارة قوله: “لا تعرفني ولا أعرفها”، مشيرةً إلى أنّها عادت لتكرر الكلمات الوحيدة التي نطقت لها منذ وصولها إلى المستشفى وتقول: “أريد ماما”.

(ترجمة “لبنان 24” – WP)