

لم يخطر ببال ناديا يوماً أن تصبح أماً وهي داخل سجن، أم لطفل عمره اليوم 5 اشهر.
من داخل زنزانتها في سجن بعبدا، تروي ناديا لموقع الجديد المراحل السوداوية التي عاشتها إلى أن أصبحت أماً، شعورها بالأمومة حوّلها من إمرأة مدمنة سجينة إلى سيدة تتلقى العلاج كي تتفرغ لتربية إبنها بسلام عقب إنتهاء مدة محكوميتها.
عام 2015 القي القبض على ناديا، بتهمة ممارسة الدعارة وحيازة المخدرات، دخلت السجن لأول مرة ومكثت داخله سنة. وعن هذه المرحلة تقول “بعدما أصبحت مدمنة محترفة كنت أحصل على المال من أهلي لأدفع ثمنها، بدأت عائلتي تشك في سلوكي هربت من المنزل وسكنت بمفردي مع صديقة هي أيضاً مدمنة. كنت بحاجة الى ثلاث مرات في الأسبوع لجرعات مخدرة، هنا لجأت لممارسة الدعارة مع أي شخص من أجل المال”.
بعد أول فترة سجن، قررت ناديا الخضوع الى العلاج فلجأت إلى جمعية متخصصة، وفعلاً نجحت في ذلك، إلا أنها عادت واستسلمت للمخدرات، وعادت الى الإدمان عام 2017 بعد تعرفها على صديق عاشت معه عدة أشهر. ألقي القبض عليها مجددا وأحيلت الى سجن بعبدا.
بعد أشهر من وجودها في السجن شعرت بحالة غثيان وتعب شديدين، فتم نقلها إلى المستشفى ليتبين أنها حامل من دون معرفة جنس الجنين. قررت إجهاض جنينها، رغم محاولة والدتها ثنيها عن فعلتها، وبعد صراع طويل، تراجعت عن قرارها وأبقت على جنينها الى أن حانت ساعة الولادة، فنقلت الى المستشفى وأنجبت طفلها.
ثلاثة أشهر عاش طفل ناديا معها داخل الزنزانة، واليوم تقوم والدتها بتربيته الى حين خروجها من السجن.
أهل صديقها يرفضون الفكرة، وبحسب ناديا هم لا يريدون أي صلة بها، لأسباب عدة أبرزها الإختلاف الديني، طريقة العيش المختلفة، وطبعاً كونها مدمنة أقامت علاقة غير شرعية مع إبنهما. أما هي، فتنتظر خروج صديقها من السجن كي يتزوجا رسمياً ويسجلا إبنهما في الدوائر المختصة، كما تؤكد لموقع الجديد.
أما في حال رفض صديقها الاعتراق بالطفل، تقول ناديا “لن أتخلى عن طفلي وسأبقى معه بعدما مثلت للشفاء تماماً من المخدرات، وما زلت أتابع العلاج مع جميعة الاب مروان غانم، الآن بات للحياة معنى آخر”.
المصدر : الجديد