انتخابات 2018: سجالات ومقايضات ونشر غسيل.. ولوائح تجمع الأضداد

تنتهي منتصف الليلة مهلة تسجيل اللوائح الانتخابية، لينطلق السباق نحو محطة 6 أيار الانتخابية، وفي الطريق مزيد من السجالات وتبادل الاتهامات بين التيارات السياسية سعياً لشدّ عصب الناخبين ولو من خلال نشر التضليل والتحريض وقلب الحقائق.

وكتبت “الجمهورية”: “فيما تستمرّ المخالفات الفاضحة لقانون الانتخاب على كلّ المستويات بلا حسيب أو رقيب متمثّلةً بصرفِ نفوذٍ هنا وضغوطٍ على ناخبين هناك، وصولاً إلى التهديد بقطعِ الأرزاق وفبركةِ ملفات قضائية لهذا الموظف ورئيس البلدية أو ذاك، فضلاً عن استخدام ممتلكات عامة لغايات ومصالح انتخابية مثل استخدام رئيس الحكومة احدى طائرات الهليكوبتر التابعة لسلاح الجو اللبناني للقيام بجولة انتخابية في طرابلس، وفضلاً عن استخدام مرشحين مقرات رسمية لنشاطات انتخابية في ما تمنع على آخرين، يُقفل منتصف ليلِ اليوم باب تسجيل اللوائح الانتخابية التي يكتمل تشكيلها فصولاً اليوم، ليبدأ العدّ العكسي للمعارك الانتخابية التي ستبلغ ذروتَها يوم الأحد الكبير في 6 أيار المقبل، حيث ستجري الانتخابات في الدوائر الخمسَ عشرةَ في يومٍ واحد، ويتوقّع أن تشهد “أمّهات معارك” بين بعض القوى السياسية الكبرى في بعض هذه الدوائر”.

وأشارت “الجمهرية” إلى أنه وقبلَ ساعات على انتهاء مهلة تسجيل اللوائح الانتخابية في وزارة الداخلية منتصف الليل الآتي “تساقطت” اللوائح الانتخابية، الواحدة تلوَ الأخرى، وسَقطت معها المبادئ الوطنية، وارتفعت حدّة التوتّر والتراشق السياسي وعلا الصراخ والضجيج، وبرَزت عناصر عدة للطعن بنتائج الانتخابات، وليس آخرها: تحيُّز الدولة في تقديم خدماتها، تعييناتها العشوائية، استعمال أجهزتها وإمكاناتها ووسائل نقلِها، إستعمال ماليتها وممتلكاتها، عدم تكافؤ الفرص أمام الناخبين وانعدام الرقابة على صرفِ المال الانتخابي.

الحريري و”الوصاية”.. وردود لم تتأخر

وتوقفت الصحف أيضأً عند سلسلة المواقف التي أطلقها رئيس مجلس الوراء سعد الحريري خلال إعلان لوائح “المستقبل للشمال” في دائرة الشمال الثانية و”المستقبل لعكار” في دائرة عكار، وإشارته إلى أن هناك من “يحنّ لزمن الوصاية” ويجهد لتركيب لوائح تضم في توليفتها رموزاً من تلك الحقبة وحلفاء لها أينما استطاع إلى ذلك سبيلاً سواءً في العاصمة أو في سائر المحافظات”، وتشديده على أنّ معركة “تيار المستقبل” هي مع لوائح حلفاء الوصاية السورية و”حزب الله”!

ورأت “اللواء” أن إعلان لوائح المستقبل في طرابلس والضنية والمنية وعكار تميز بمواقف سياسية للحريري، حيث هاجم خصومه المرشحين، لا سيما الرئيس نجيب ميقاتي ووزير العدل السابق اللواء اشرف ريفي، معتبراً ان المعركة مع حزب الله في كل اللوائح في لبنان، وان دور السنة في المعادلة الوطنية اقوى من أي سلاح، ومن كل سياسات الممانعة، موضحاً ان مشروع قانون العفو عن الإسلاميين، سيرى النور قريباً.

وأشارت”الجمهورية” إلى أن ردُّ ميقاتي على الحريري لم يتأخّر كثيراً، فأكّد أنّ “ذاكرةَ اللبنانيين عموماً وأبناء طرابلس خصوصاً ليست ضعيفة، ولا تزال في بالهم وقائعُ ليلة 19 كانون الأوّل 2009 التي شهدت احتضانَ الوصاية”.

أمّا ريفي فقال لـ”الجمهورية”: “المرجَلة بوجه “حزب الله” والنظام السوري على المنابر الانتخابية في عكّار وطرابلس، تتناقض مع الاستسلام للحزب على طاولة مجلس الوزراء في بيروت، فهي شعبَوية ازدواجية بالمعنى السلبي تتوهّم أنّها تستطيع الضحكَ على ذقون اللبنانيين، فمَن سلّمَ الرئاسة والحكومة وقانونَ الانتخاب وقرارَ البلد لـ”حزب الله”، لا يحقّ له المزايدة والهوبَرة على المنابر في عكّار وطرابلس، ومَن غطّى معركة “حزب الله” في جرود عرسال، ومَن قال إنّ “حزب الله” يشكّل عاملَ استقرار ولا يَستعمل سلاحه في الداخل، لن يصدّقه اللبنانيون، فمواقفُه هي مجرّد حملة إعلاميّة دعائية وليست معركة سياسية في وجه مشروع إيران في لبنان”.

ودعا ريفي الحريري إلى مناظرة أمام الرأي العام “الذي إليه نَحتكم”، وذلك بعدما اتّهَمه بأنه “يحاول تضليلَ الناس اليوم وتصويرَ الأمر وكأنه خلافٌ شخصيّ وهو يحاضر بالوفاء، فيما يَعرف الجميع أنّ خلافنا سياسيّ لأننا رَفضنا الخيارات الخاطئة التي كرّست الوصاية على لبنان”.

عزوف الحسيني

لاحظت “اللواء” ان “التيار الوطني” أعلن أسماء اللائحة المدعومة منه في دائرة بعلبك- الهرمل، وضمت: ميشال ضاهر، غادة عساف، حسين الحسيني، علي زعيتر، محمّد حيدر، شوقي فخري، عباس ياغي، علي صبري حمادة، سعد الحجيري، عبد الله الشل.

وأفادت معلومات “اللواء” ان تسمية هؤلاء ومن بينهم اسم الرئيس الحسيني، كانت من ضمن العوامل التي دفعت بالرئيس السابق لمجلس النواب إلى إعلان عزوفه عن الترشح، وبالتالي خروجه من السباق الانتخابي، واصفا الانتخابات بأنها ليست نيابية بل استنيابية، وان الدعوة إليها هي دعوة إلى التصويت على تمثيل حكام الأمر الواقع وعلى اقتناصهم الصفة الشرعية، معتبراً بأن القانون انطوى علي تشويه للنظام النسبي بخلاف ما نصّت عليه وثيقة الوفاق الوطني والدستور، فضلاً عن تشريع الرشوة.

سجال باسيل ـ الخازن

أشارت “الجمهورية” إلى أن كلام الوزير جبران باسيل خلال إعلان لوائح “التيار” لم يمر مرورَ الكرام عند المرشّح عن المقعد الماروني في كسروان فريد هيكل الخازن ولا عند “المردة”، فخاطب الخازن باسيل قائلاً: “أمّا أنتَ أيّها الوريث المكروه إرثُك في البترون، إخجَل من صفقاتك، تنعّم بثروتِك، واترُك كسروان لأهلها”.

كذلك ردّ الوزير السابق يوسف سعادة على باسيل القائل: “نحن السياحة الدينية وهم البينغو، نحن خطة السير والنقل المشترك وهم رخص الـ Fume نحن الغد وهم الأمس..”. فقال سعادة في تغريدة: “أنتَ لستَ “مبارح” وبالتأكيد لن تكون “بكرا”، أنت مجرّد عابر سبيل أوجدَته الصُدفَة”.

الياس المر يستنهضَ المتنيّين

وأشارت “الجمهورية” إلى أنه وعشيّة تقديم زعيم المتن نائب رئيس مجلس الوزراء السابق ميشال المر لائحتَه المتنية، نشَر رئيس مؤسسة “الإنتربول” الوزير السابق الياس المر على حسابه “إنستغرام” صورةً لوالده وقال: “كلنا حدّك أبو الياس – راجع لكُون حدّك، وكُون إلى جانب كِل يلّي وقِفت حدّن، مبارح، واليوم، وبُكرا. ويلّي ما حدا قدُن، نِحنا قدُن. وإنّ الله على نصرهم لقدير”.

ولفتت “الجمهورية” إلى أن كلامُ المر استنهضَ المتنيّين واستنفر السياسيين وأثار الشكوكَ في صفوف المغرِضين وأقلقَ المنافِسين وطمأنَ المحبّين المناصرين، ووجَد صداه سريعاً في بنشعي، فغرّد رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجيّة، قائلاً: ‏”كم نحترم دولة الرئيس ميشال المر الرَجل الرَجل في الأيام الصعبة”.

لوائح انتخابية بلا دسم سياسي

لفتت مصادر سياسية مواكبة عملية تأليف اللوائح، لـ”الحياة” إلى أن بعض التحالفات القائمة تجمع الأضداد في لوائح واحدة، ما يعني أن ما يهم المشرفين على تركيبها الحصول على مزيد من المقاعد النيابية بصرف النظر عن الخلاف السياسي بين هؤلاء.

وأكدت مصادر”الحياة” أن السمة الرئيسة في تركيب اللوائح الانتخابية تكمن في أنها تجمع تحت سقف واحد الكثير من الحسابات الرقمية والقليل من البرامج السياسية، وهذا ما يصح معه القول إن بعض اللوائح تفتقر إلى الدسم السياسي وتكاد تخلو منه.

ولفتت مصادر “الحياة” إلى أن قانون الانتخاب الجديد الذي جاء على أنقاض “شيطنة” قانون 1960، دفع معظم الأطراف إلى التركيز على الحسابات الرقمية لتأمين الحاصل الانتخابي والصوت التفضيلي على الســواء، على رغم أن المرشحين على لائحة واحدة يسعون لضمان الصوت التفضيلي لهم وحجبه عن الآخرين في اللائحة نفسها. وبكلام آخر، ووفق مصادر”الحياة”، فإن المرشح سيضطر إلى شهر خنجره ليطعن زميله، لمنعه من أن يتقدم عليه بـ “الصوت التفضيلي”، خصوصاً إذا كانا ينتميان إلى المذهب نفسه.

واستغربت مصادر”الحياة” خريطة الطريق التي اتبعها معظم القوى السياسية الرئيسة لتركيب اللوائح الانتخابية، وتــســـأل في هذا الســـياق عن مصير “إعلان النيات” الذي وقعه العماد ميشال عون قبل أن ينتخب رئيساً للجمهورية وبالنيابة عن “التيار الوطني الحر”، مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في وقت أفضى تركيب اللوائح في الدوائر المشتركة إلى غياب أي شراكة بينهما في تركيبها. وسألت مصادر “الحياة”عن مصير موقفَي “التيار الوطني” و “القوات” قبل انغماسهما في تركيب اللوائح، لجهة قولهما إن الاتفاق سيحصل في بعض الدوائر وإن المنافسة ستدور بينهما في دوائر أخرى.

وترى مصادر “الحياة” أن تعذر التفاهم بين “التيار الوطني” وحزب “الكتائب” أمر طبيعي، بسبب التباين العميق القائم بينهما حول عدد من القضايا السياسية، لكنْ ما هو المانع الذي حال دون توافق “الكتائب” على الحد الأدنى من التفاهم الانتخابي مع الحزب “التقدمي الاشتراكي”، على رغم أن الأخير لم يضع عقبات تحول دونه، ما يلقي المسؤولية على عاتق رئيس “الكتائب” النائب سامي الجميل، الذي قرر أن يخوض الانتخابات بحملات شعبوية بالتعاون مع شخصيات من الحراك المدني.

في السياق ذاته، لفتت مصادر “الحياة” إلى أنه هناك وجود تعاون بين “القوات” و “الكتائب” في ثلاث دوائر انتخابية: زحلة، بيروت الأولى، والشمال الثالثة (زغرتا، بشري، البترون، الكورة) فيما تعاون “القوات” وتيار “المستقبل” بات محصوراً في دائرتي “بعلبك الهرمل” وعكار، هذا إذا ما استثنيا الائتلاف الثلاثي في “الشوف- عاليه” الذي ضمهما في لائحة واحدة مع “التقدمي” الذي يعود إليه الفضل في الوصول إلى تفاهم بعد أن قرر “التيار الوطني” الخروج منه.

وكــشفت مصادر”الحياة” أن “التيار الوطني” لم يكن من ضمن الوسطاء الذين حاولوا إصلاح ذات البين بين الوزير طلال أرسلان والوزير السابق وئام وهاب، وتؤكد أن مقياسه الوحيد لخوض الانتخابات في “الشوف – عاليه” يكمن في رهانه على حصد أكبر عدد من المقاعد النيابية لمصلحة “التيار الوطني”، وهذا ما اعتمده لدى تركيب اللائحة الانتخابية في دائرة المتن الشمالي، إضافة إلى طلاقه مع حليفه في “ورقة التفاهم”، أي “حزب الله” في دائرتي “صيدا- جزين” و “جبيل- كسروان”.

وقالت مصادر “الحياة” إن كفة تفاهم “المستقبل” و “التيار الوطني” كانت أرجح من تفاهم الأخير مع حلفائه قبل أن يصيب الوهن قوى “14 آذار” وتتموضع الأطراف التي كانت وراء تأسيسها في مواقع متباينة تحول دون أن يعاد الاعتبار إلى دورها في الحياة السياسية.

وقالت مصادر “الحياة” لا بد من الإشارة إلى أن رئيس “التيار الوطني” الوزير جبران باسيل يتعامل مع التحالفات في الانتخابات، أكانت دائمة أم ظرفية، من زاوية الخدمة السياسية التي تقدمها له ليتزعم أكبر كتلة نيابية في البرلمان العتيد من شأنها أن تمهد له الطريق لبلوغ طموحاته الرئاسية.

ولفتت مصادر “الحياة” إلى أن باسيل يخطط الآن لخوض “حرب إلغاء” على جبهتين، الأولى تتعلق بإضعاف مَن يمكن أن ينافسه رئاسياً، والمقصود بهما زعيم تيار “المردة” سليمان فرنجية ورئيس “القوات” سمير جعجع، والثانية تستهدف بعض من يضعهم على لائحة خصومه السياسيين لإخراجهم من المعادلة السياسية، ويأتي في طليعة هؤلاء نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر في المتن الشمالي، والنائب الكتائبي نديم الجميل في بيروت الأولى.

ونقلت مصادر “الحياة” عن عدد من المرشحين الذين يتوزعون بين جبل لبنان والشمال وبيروت الأولى، أن باسيل يستثمر نفوذه داخل الدولة انتخابياً، وأن جهات محسوبة على “التيار الوطني” لم تتوان عن اتباع ســـياسة الترهيب والترغيب لعدد من رؤساء البلديات، وخصوصاً في المتن الشمالي، وهم بأكثريتهم على علاقة جيدة بالمر، والتلويح لهم بفتح ملفاتهم إذا لم يعيدوا النظر في “سلوكهم” الانتخابي لجهة فك ارتباطهم بالمر صاحب النفوذ الأكبر في هذه البلديات منذ حوالى ثلاثة عقود.

وأكدت مصادر “الحياة” أن “التيار الوطني” يخوض حالياً حرب إلغاء ضد المر لإنهاء الظاهرة التي يمثلها في المتن الشمالي، وتقول إن ضغوطاً مورست على بعض المرشحين لمنعهم من الانضمام إلى لائحته الانتخابية التي يفترض أن ترى النور اليوم مع تسجيلها لدى الداخلية. وكشفت مصادر “الحياة” أن رئيس الجمهورية كان يشجع عندما التقى المر، على ضرورة الوصول إلى تحالف يجمعه و”التيار الوطني” وحزب “الطاشناق” وتقول إن لقاءات عدة عقدت بين المر ورئيس حزب “الطاشناق” هاغوب بقرادونيان وأمين سر”تكتل التغيير والإصلاح” إبراهيم كنعان، لكنها سرعان ما انتهت بضغط مباشر من باسيل الذي وضع الطاشناق أمام خيارين: حصر تحالفه معه أو فرط تحالفهما في بيروت الأولى وزحلة.

وأكدت مصادر “الحياة” أن مسؤولين في “التيار الوطني” تبرعوا بتقديم “هدايا” لبعض المرشحين في حال انسحابهم، وتحديداً في المتن الشمالي وكسروان، وانما ستعطى لهم فور انتهاء الانتخابات وهي تتوزع بين إسناد مناصب وزارية وأخرى إدارية في مواقع حساسة في الدولة. وسألت مصادر “الحياة” ما إذا كان في مقدور باسيل أن ينجح في إلغاء المر متنياً بعد أن حاصره بمنع مرشحين من الانضمام إليه، أو في التخلص من نديم بشير الجميل، وتقول إن كلمة الفصل ستكون لما ستحمله صناديق الاقتراع من نتائج من دون غض الطرف عن استغلال نفوذه داخل السلطة على رغم أنه أقصى مسؤولين في “التيار الوطني” عن الترشح، خصوصاً من هم على تباين معه، ورأى أن الظروف مواتية الآن لتصفية حسابه معهم.

وعليه، خلصت “الحياة” بأن أقل ما يقال في بعض التحالفات النيابية، ومن خلالها تشكيل اللوائح، إنها حملت أشكالاً وألواناً متعددة وخلت من أي دسم سياسي.

مقايضة أرسلان – “القومي”

أشارت “الحياة” إلى أن إعلان اللائحة الائتلافية عن دائرة “الشوف – عاليه” المدعومة من “التيار الوطني الحر” والحزبين “الديموقراطي اللبناني” و “السوري القومي الاجتماعي”، لا يزال عالقاً على نتائج المفاوضات الجارية بين الوزير طلال أرسلان وقيادة “القومي” التي تربط انضمام مرشحها الماروني سمير عون إلى اللائحة بتجاوب أرسلان مع طلبها سحب ترشيحه وسام شروف عن المقعد الدرزي عن قضاءي حاصبيا ومرجعيون، بذريعة أنه يحجب عن مرشحه النائب أسعد حردان الأصوات التفضيلية، في الوقت الذي سيجير “القومي” أصوات محازبيه ومؤيديه لمصلحة اللائحة الائتلافية في “الشوف- عاليه”.

وعلمت “الحياة” من مصادر مواكبة اللقاءات التي تعقد حالياً بين قيادات “التيار الوطني” و “الديموقراطي اللبناني” و “القومي” لوضع اللمسات الأخيرة على أسماء المرشحين للائحة الائتلافية في “الشوف- عاليه”، أن ما تردد عن انسحاب عون من اللائحة ليس رسمياً، وأن القرار النهائي في شأن ترشحه يتوقف على تجاوب أرسلان بسحب مرشحه شروف عن دائرة “مرجعيون حاصبيا”.

ولفتت مصادر “الحياة” إلى أن مصير ترشح القيادي في “القومي” حسام العسرواي عن أحد المقعدين الدرزيين في عاليه ينسحب على الموقف النهائي لأرسلان. وقالت إن الأخير كان وراء تعذر التفاهم على خوض الانتخابات في الشوف وعاليه على لائحة واحدة تضم “التيار الوطني” وأحزاب “قوى 8 آذار” وتعزو السبب إلى إصراره على عدم التعاون مع رئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب. وأكدت أن عدم خوض الانتخابات على لائحة واحدة كان وراء تغييب البرامج السياسية لبعض القوى المنتمية إلى “8 آذار” وحلفائها لمصلحة أنه يعطي الأولوية لضمان حصوله على مزيد من المقاعد ولو على حساب البرنامج السياسي.

وكشفت مصادر “الحياة” أن المشرف على إدارة الملف الانتخابي في “حزب الله” نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، لم ينجح في إقناع أرسلان بطي صفحة خلافه مع وهاب، وقالت إن موقفه شكل إحراجاً لـ “القومي” الذي كان يفضل أن تتوحد “8 آذار” في لائحة واحدة.

لذلك، رأت المصادر “الحياة” أن الوقت لم يعد يسمح بتمديد المشاورات، وأن هناك ضرورة لحسم الخلاف في الساعات المقبلة من أجل تسجيل اللائحة لدى وزارة الداخلية، لأن آخر مهلة للتسجيل تنتهي منتصف ليل اليوم الإثنين.