ما حقيقة ما حصل في جبل محسن.. ومن خطط؟

تحت عنوان ما حقيقة ما حصل في جبل محسن.. ومن خطط؟ كتب عمر ابراهيم في “سفير الشمال”: لم تكن حملات التشويه التي انطلقت بعد اعلان الرئيس نجيب ميقاتي عن لائحة العزم، سوى مقدمة لحملات تجني اكبر كان يحضر لها وما زال من قبل من “مواجهة زحف الرئيس ميقاتي في طرابلس مرورا بالقلمون وصولا الى المنية والضنية”.

بات واضحا ان الافرقاء السياسيين الممتعضين من الرئيس ميقاتي باتوا كثر بعدما باتت لائحته تهدد وجودهم في مناطقهم التي لطالما تغنوا بانها حصونهم المنيعة، وذلك بفعل سياسة التمدد التي يتبعها وتسير بخطى متسارعة، وأثبتت نجاحها، وهو ربما ما دفعهم الى تبديل خططهم التي كانت قائمة بداية على التشويه الإعلامي الذي رصدت له ميزانيات مالية ضخمة وسُخّرت له مواقع وصفحات وكتّاب.

من الواضح ان محاولة افتعال الاشكالات مع أعضاء لائحة العزم ودفعهم الى مواجهة مباشرة هو من ضمن الاستراتيجيات الجديدة التي وضعت بعد فشل سلاح الاعلام في تزييف الحقائق، ومنها التهم التي كانت تساق ضد الرئيس ميقاتي وتصف لائحته بأنها من أتباع الوصاية، فإذ بهم يناقضون أنفسهم ويتبنون شريط فيديو مسرب للإعلامي المقرب من حزب الله حسين مرتضى، ويتهم فيه الرئيس ميقاتي بدعم المجموعات المسلحة في سوريا، فيتحول فجأة المدافعون عن الثورة السورية ضد نظام الأسد الى حمائم سلام تنتقد الرئيس ميقاتي لدعم “المسلحين”.

يمكن القول ان فشل كل محاولات التشويه الإعلامي في تأليب الرأي العام، دفعهم الى اعتماد سلاح المواجهة في الشارع بدءا من القلمون وصولا الى الضنية، لكن فشل هذه المحاولات والاصرار على تطويرها وفق متابعين ربما دفعهم الى الجنوح نحو ما هو اسوأ، لا سيما انهم يواجهون سياسة ضبط نفس عالية من قبل أعضاء لائحة “العزم”.

لكن المفارقة الأكبر لم تكن بشريط الفيديو المسرب من الإعلامي حسين مرتضى، بل في توحد الجبهات بشكل علني بين تيار المستقبل ومحسوبين على حزب الله ومناصرين للنظام السوري وبعض المتضررين ضد لائحة العزم، وهو ما تجسد في الحملة التي شنت ضد الرئيس ميقاتي الذي كان يتحضر للمشاركة في مهرجان شعبي في جبل محسن.

آخر هذه الحملات ضد الرئيس ميقاتي كشفت عن تقاطع مصالح بين “المستقبلط وأحزاب محسوبة على النظام السوري وحزب الله، وربما تتطور الى تنسيق مع القادم من الايام لمواجهة خصمهم المشترك الرئيس ميقاتي.

ووفق المعلومات “فان حملة منظمة على صفحات التواصل الاحتماعي انطلقت في جبل محسن عشية المهرجان المقرر، وقد استخدم فيها فيديو الإعلامي مرتضى للتحريض على الرئيس ميقاتي على انه من داعمي “الثورة السورية”.

وتتابع المعلومات “هذه الحملة لا تُدار فقط من أنصار حزب البعث او الحزب العربي الديمقراطي، إنما شارك فيها مرشحون من جبل محسن محسوبين على معظم اللوائح، ومنهم المرشح بدر عيد الذي تردد ان مناصريه استغلوها لضرب خصمه الاقوى في جبل محسن مرشح “العزم” علي درويش، الذي تلقف الامر وطلب من الرئيس ميقاتي تأجيل الزيارة منعا من استغلالها في غير مكانها”.

وتؤكد المعلومات ان “جبل محسن الذي يعيش حراكا سياسيا قل نظيره، استغرب معظم سكانه محاولات توتير الشارع والزج به في خلافات داخلية على خلفية ملف الانتخابات، خصوصا ان مرشحي كل اللوائح يتحركون بأريحية في جبل محسن ومن بينهم مرشحة “المستقبل” ليلى شحود، ومرشح الوزير اشرف ريفي بدر عيد، فضلا عن قيام النائب السابق مصباح الأحدب بتنظيم مهرجان في جبل محسن رغم موقفه المعارض للنظام السوري وحزب الله”.

وتختم المعلومات ان “القصة اكبر من فيديو مسرب، او من الموقف من الصراع في سوريا، وهي تتعلق بالخوف من تمدد الرئيس ميقاتي الى جبل محسن، وتمكن مرشحه درويش من الفوز، وهو ما بدأ يلمسه كل المرشحين”.

(عمر ابراهيم – سفير الشمال)