بعد الواقعة الحزينة التي شهدتها محافظة الإسكندرية المصرية، أمس الأربعاء، حيث تسبب انقطاع التيار الكهربائي في وفاة عازف ساسكفون أثناء مساعدته سيدة وطفليها للخروج من المصعد بعد توقفه، روى شقيقه تفاصيل جديدة.
فقد تحدث شقيق العازف محمد علي نصر، المتوفى في الواقعة، والذي يعمل خارج مصر في إحدى دول الخليج، لبرنامج “يحدث في مصر” المذاع على قناة “إم بي سي مصر”، مشيراً إلى أنه صدم لدى تلقيه الخبر وحجز أول تذكرة إلى الإسكندرية ليلحق بإجراءات الدفن والجنازة.
يسكن في الطابق الـ19
وأوضح شقيق عازف الساكسفون، أنه بحسب الجيران وشهود الواقعة، انقطع التيار الكهربائي كما هي العادة مؤخراً في مصر، حيث إجراءات تخفيف الأحمال، واستخدم شقيقه المصعد ليصل إلى شقته في الطابق الـ19، حيث يعمل المصعد في حالات انقطاع الكهرباء بمولد خارجي.
كما لفت إلى أن المولد توقف فجأة عن العمل، ما أوقف المصعد بدوره، وكان بداخله العازف محمد، وسيدة وطفلاها، حيث أجروا عدداً من الاتصالات لطلب المساعدة لإخراجهم من المصعد الذي توقف بين الطابقين العاشر والتاسع.
حاول تهدئة الأطفال
إلى ذلك حاول عدد من الجيران وحارس العقار فتح باب المصعد ليدخل الهواء إلى ركابه، كما حاول العازف تهدئة الأطفال من الذعر الذي انتابهم.
وبعد أن طال الوقت، حاول محمد إخراج الأطفال ووالدتهم من المصعد من فتحة في الأسفل حيث تعطل بين طابقين، وبالفعل نجح في الأمر وخرج الجميع، إلا أنه لدى محاولة خروجه من ذات الفتحة، فلتت قدماه ليسقط في بئر المصعد بدلاً من أن يلامس الأرض، وسط دهشة وصدمة الجيران وصرخاتهم وبكاء الأطفال.
ضحى بنفسه من أجل الأطفال
كما قال شقيق محمد علي نصر، إن شقيقه متزوج وليس له أبناء، ومعروف بحسن الخلق ومساعدة الغير، ومحبوب من الجميع.وأكد أنه لا يزال في صدمة غير مصدق لما حدث، ويشعر أنه في كابوس، فيما قال إن عزاءه الوحيد أن شقيقه مات أثناء مساعدة أطفال وإنقاذ حياتهم، قائلاً “ضحى بنفسه عشان الأطفال تعيش”.
ووجه الشقيق المفطور، بضرورة توعية المواطنين بكيفية التصرف في مثل هذه الحالات، مثل موقف تعطل المصعد وبداخله ركاب وأطفال، حتى يتفادى الغير مثل هذه المأساة التي حدثت بحق شقيقه.
شهيد الكهرباء
وأثارت الحادثة غضب الكثيرين الذين عبروا عن استيائهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطلق بعضهم على العازف الضحية “شهيد الكهرباء”، وأطلق عليه آخرون لقب “بطل الأسانسير”.
فيما طالب الكثير منهم بضرورة الانتهاء من مسألة تخفيف أحمال الكهرباء، وانقطاع التيار الكهربائي، التي لا تليق بدولة بحجم مصر والعدد الكبير لشعبها، فيما قال آخرون إن على الحكومة إيجاد حل لهذه المشكلة في أسرع وقت ممكن حتى لا يسقط ضحايا آخرون.
تخفيف الأحمال ينتهي قبل نهاية العام
من جانبه عبر أيمن حمزة، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، عن خالص عزائه لأسرة عازف الساكسفون المتوفى.
وقال متحدث الوزارة إن عمليات تخفيف الأحمال مرتبطة بزيادة درجات الحرارة، حيث كسر الاستهلاك حاجز 35 ألف ميغاوات الثلاثاء فقط، وهو ما يعد رقما كبيرا في مثل هذه الفترة من العام.
وبيّن أن تخفيف الأحمال سيتم الانتهاء منه بالكامل قبل نهاية العام الحالي.