جوزف عطيّة: سعادتي لا توصَف وأغنياتي كلّها لها

كتبت رنا اسطيح في “الجمهورية”: “الأغاني اللي عمِلتا إلك”، عنوان الألبوم الغنائي الجديد للنجم جوزيف عطية. عنوانٌ يختزل تحيّةً الى المرأة ملهمة الكتّاب والبطلة الأولى لهذا الالبوم تحديداً الذي تتنوّع موضوعاتُه وقوالبُه الموسيقية الشيّقة من خلال تعاوناتٍ جمعت النجمَ الشاب بعددٍ كبير من ابرز الشعراء والملحّنين والموزّعين الموسيقيّين، لتحصدَ كل أغنية ما يفوق المليونَ استماع على المنصات الرقمية بعد أيام قليلة على صدورها. جوزيف عطية يكشف كواليس صناعة أحدث إصداراته الغنائية ويعلن عن اسم الأغنية التي سيصوّرها على طريقة الفيديو كليب.

بعد أكثر من 12 عاماً من المشوار الفنّي المستمرّ بزخم استطاع جوزيف عطية أن يقلبَ الكثير من المعادلات الفنّية السائدة ويفرضَ اسمَه بفعل مجهود خاص من نجمٍ شاب ضخّ كلّ حبّه وشغفه في كل نوتة تمرجحت على حبال أوتاره الرنّانة.

وبصوتٍ متمكّن وأخلاقيات عمل صلبة لم يلِن صوت جوزيف عطية سوى في حنيّة الغناء أما في المواقف وفي الآراء فهو لا يساوم على قيمة المضمون الفنّي الذي يقدّمه كلاماً ولحناً وتوزيعاً وأداءً ما جعل عدداً كبيراً من أغنياته يعيش لفترة طويلة.

لكلّ زمن أغنية

في هذا الخصوص يعترف جوزيف عطية أنّ “كلّ فترة من الزمن تتطلّب نوعية أغاني معيّنة، فمثلاً لا أجد أنه كان مُمكناً إصدار الألبوم الأخير منذ 3 سنوات، أو إصدار ألبوم “موهوم” في الوقت الحالي مثلاً. ولكن بشكلٍ عام، ما زلتُ أقدّم الألوان الغنائية نفسها التي تعوّد عليها الناس بصوتي، وأحبَّوها، ولكن بتجديد، وبطريقة مختلفة”.

جوزيف الذي ينجح في أداء اللون الكلاسيكي الهادىء كما الأغنية الإيقاعية، نوّع في ألبومه الجديد بنحو كبير على صعيد الأنماط الموسيقية، حيث عكست الألحانُ حالاتِ الأغنيات المتنوّعة ما بين الحزن والشجن والفرح والأمل، كما لامست الحداثة وحاكتها ولم تهمل اللحن الشرقي الأصيل والمنحى الطربي لا سيّما في أغنية “إنت الليالي”.

وقد تعاون في الألبوم مع مجموعة كبيرة من الشعراء والملحنين منهم: إميل فهد، حياة اسبر، عادل رفول، رامي شهلوب، جهاد حدشيتي، كاترين معوّض، هشام بولس، وسيم بستاني، فضل سليمان وغيرهم الكثير.

هذه هي الحالة

هذا التنويع بالنسبة إلى جوزيف مقصود وليس وليد الصدفة، وعن سبب اختياره لعبارة “الأغاني اللي عملتا إلك” عنواناً للألبوم، يشرح: “«في النهاية الاغنيات كلها لها، للحبيبة والصديقة وللمرأة بكل حالاتنا معها كما أنه أيضاً لمشاعر الرجل إزاءَها وتعلّقه بها او تمرّده على فراقها.

وصراحةً العنوان ندهني بنفسه، فخلال استماعي لأحد الألبومات الغنائية الفرنسية وجدتُ أنّ عنوان الألبوم، هو تعريف عنه وليس عنوان أغنية محدّدة فيه. هكذا أخذت عبارة “الأغاني اللي عملتا إلك” من أغنية “تغيري” ووجدتُ أنها جملة تعبّر عن الألبوم وكأني أقول “هذا الألبوم عملتو إلِك”.

صورةُ المرأة في الأغنية

وبموازاة المرأة الحاضرة في كل أغنية من الألبوم يقول جوزيف: “هي دائماً موجودة وليس في هذا الألبوم فقط. كلّ ما أغنّيه هو تحية إلى المرأة والرجل وإلى الحب بشكل عام. كلّ حالة أغنيها، هي حالة يعيشها الناس في يومياتهم ونسعى لأن نعكسها بأرقى وأجمل طريقة من خلال الفن”.

وفي مقابل مناجاة المرأة بطريقة شعرية راقية في ألبوم عطيّة الاخير نجد أنّ صورة المرأة في عدد لا يُستهان به من الاغنيات اللبنانية الحديثة كانت صورة لا ترقى لأن تمثّلها بالشكل اللائق فكان في معظم الاحيان اعتماد الفنانين هو على العنوان النافر.

في هذا الخصوص يعترف صاحب أغنية “قلّي شو بتعمل بالناس”: “لم ألجأ يوماً إلى هذا الأسلوب وطيلة هذه الفترة كنت ضدّ هذه النوعية من معالجة الموضوعات عن المرأة. العنوان “القفشة” أو العمل “القفشة” بشكلٍ عام، هو أمر سهل، كاختيار الطريق الأسهل. أن تُصدر عملاً ضارباً ليس بالأمر الصعب، خصوصاً اليوم، في زمن مواقع التواصل الاجتماعي.

أمّا الصعب فأن تُقدّم عملاً بمستوى جيّد، كلاماً ولحاناً وصوتاً، غير مثير بأيّ عامل، بل انّه يتطلّب التفكير من المُستمِع، وأن يصِل. وبالتأكيد إن وصل هذا العمل فسيدوم أكثر، ومداه سيكون أبعد من الأغنية السهلة النافرة”.

ويضيف: “حين كانت تَصدر الأغنيات السهلة والموضوعات والعناوين النافرة، كنتُ أقدّم أغنيات مثل “لا تروحي” و”تعب الشوق” و”موهوم”. وكنتُ أقول إنني أفضّل “مئة مرّة” أن تأخذ أغنيتي وقتاً كي تُسمَع وتُحبّ، لأنّ هذه الأغنية ستعيش والاستماع إليها سيطول والإعجاب بها يستمرّ حتى بعد 10 سنوات. وهذا ما يُسعدني اليوم، فكلّ أغنية لي صدرت منذ 12 سنة يُمكن الاستماع إليها والتمتّع بها اليوم وكأنّها وليدة الأمس فقط”.

“سعادتي لا توصف بهذه الأغنية”

وعن الأصداء الواسعة التي حصدتها آخر اغنيات الألبوم “تغيّري” من كلمات كاترين معوّض وألحان هشام بولس وتوزيع عمر صبّاغ، يقول جوزيف “لا يُمكنني التعبير عن مدى سعادتي بهذا العمل، وبجماليّته اللحنية والشعرية، وفي هذه الأغنية عالجت الكاتبة الموضوع بذكاء وبطريقة جديدة تماماً فصحيح أنّ هذه الأغنية تحمل فراقاً لكنها أيضاً تحمل الحبّ وتعلّقَ الرجل بالمرأة. وهذا المزيج بخلط الموضوعات بأسلوب السهل الممتنع، أمر رائع قامت به كاترين.

وهذا أوّل عملٍ يجمعني بها ولن يكون الأخير بالتأكيد. أمّا هشام بولس فاعتدتُ على ألحانه المميّزة، واعتدنا بعملنا سويّاً على النجاح، من «لبنان راح يرجع» إلى “موهوم” وأكثر من عمل. واليوم نعيد الكرّة مع “تغيّري”.

ويعلن جوزيف أنّ الأغنية الاولى التي سيصوّرها من الألبوم هي أغنية “تغيّري” بتعاون سيجمعه مع المخرج بهاء خدّاج بعدما وقّع هذا الأخير بعدسته أحدث أعمال جوزيف المصوّرة بعنوان “روح”.

سأقول لها أنتِ الأولى

وجوزيف عطية الذي يُهدي المرأة بشكلٍ عام 9 أغنيات في ألبومه، يتساءل كثيرون أيّ أغنية من الألبوم تعبّر عن حالته العاطفية الشخصية. على هذا السؤال يردّ بابتسامة قائلاً: “معظم الحالات التي غنّيتها في هذا الألبوم، مرت في حياتي، وبالتأكيد أحسستُ بالأغنيات التسع في مراحل من عمري. اليوم أطمح أن أعيشَ حالة أغنية “الأولى”، أن أنظرَ إلى امرأة وأقولَ لها “أنتِ الأولى والأخيرة”، وأن تكون هي مَن تخاطب قلبي وفكري وكل أحاسيسي، ولكنني للأسف لا أعيش هذه الحالة اليوم وإنما أتوق لاختبارها”.

ويختم حديثه معتبراً أنّ “أجمل جائزة وهديّة أتلقاها بعد العمل والجهد لإصدار ألبوم، هي فرحة الناس، فحين ألمس سعادة الناس بالألبوم عبر السوشال ميديا أو في حياتي اليومية، وكيفية تعبيرهم لي عن اعجابهم بالأغاني، أشعر أنني حصلت على أجمل جائزة. أشكر الجميع على تفاعلهم الرائع، وعلى آرائهم في الألبوم، الإيجابية منها والسلبية، فهناك أشخاص يقوّمون وينتقدون سلباً ولكن بطريقة جميلة وراقية وبنّاءة. لذلك أشكر الجميع على المتابعة والمحبة الرائعتين. وأتمنّى أن أبقى عند حسن ظنّ الناس”.

المصدر: (الجمهورية)

وسوم :
مواضيع متعلقة