طبعت الأزمات العديدة، لاسيما الحرب الدائرة في أوكرانيا، العام الحاليّ، لكن وعلى الرغم من هذا الانطباع العام، ظهرت في العالم خلال الـ2022، مجموعة من الابتكارات والابداعات العلمية التي قد يكون لها دورها في تغيير بعض مجالات الحياة وتذويرها
وفي هذا الاطار، ووفقا للعادة السنوية، قامت مجلة “تايم الأميركية” بجمع أفضل الابتكارات في نطاقات متنوعة، تبدأ من السيارات الذاتية القيادة والذكاء الاصطناعي، وتمتد إلى الطب والصحة وتشمل عدة مجالات أخرى، وذلك من خلال تقديم طلبات عبر الانترنت او عن طريق مراسليها ومحرريها المنتشرين حول العالم.
وبعد الانتهاء من عملية تجميع وفرز الطلبات، اتضح ان هناك 5 مواضيع يمكن وضعها في خانة افضل الاختراعات العلمية خلال العام 2022:
أقوى التلسكوبات
احتل الإبداع في نطاق علوم الفضاء 3 أماكن من قائمة “تايم” هذا العام، أولها التلسكوب جيمس ويب، الذي مثّل نقلة في تاريخ دراسة الفضاء العميق، والذي يستطيع التقاط الصور في نطاق الأشعة تحت الحمراء، الذي توجد فيه أبعد المجرات بالكون، وبذلك سيتمكن من دراسة المجرات الأولى في أفضل صورة.
وكان التلسكوب قد أعلن قبل أيام فقط عن رصد أقدم مجرتين في الكون، وقد نشأتا بعد حوالي 300-400 مليون سنة من الانفجار العظيم، لكن ملاحظات العلماء ترى أنهما تختلفان عن التوقعات، مما ينذر بالحاجة لإعادة كتابة القوانين الأساسية التي تشرح تشكل المجرات الأولى.
أقمار الإنترنت
واتخذت “ستارلينك” (Starlink) التابعة لـ “سبيس إكس” (SpaceX) -التي يديرها الملياردير الأميركي إيلون ماسك- مكانا في قائمة “تايم” لأفضل ابتكارات هذا العام، حيث يوجد حاليا أكثر من 3 آلاف قمر صناعي في المدار حول الأرض يتبع هذه الشركة، مما يوفر إمكانية الوصول إلى الإنترنت بالعديد من أنحاء العالم.
credit icon
وتأمل هذه الشركة أن يتضاعف هذا الرقم إلى حوالي 42 ألف قمر صناعي خلال السنوات المقبلة، لتأمين الإنترنت في العالم كله. وبشكل خاص كانت هناك إشارة للدور الذي لعبته أقمار ستارلينك في تأمين الإنترنت بأوكرانيا بعد الحرب الروسية عليها.
وقد تم تنشيط عمل هذه الأقمار في النطاق الجغرافي الأوكراني بعد انقطاع الإنترنت هناك من جراء الحرب، مما ساعد الناس على التواصل، وكان ذلك تجربة تؤكد قوة شبكة الإنترنت التابعة لستارلينك.
أقوى صاروخ في العالم
ووجد أيضا الصاروخ المسمى “نظام إقلاع للفضاء” (Space Launch System) في قائمة تايم، ويبلغ ارتفاعه 98 مترا ووزنه حوالي 3 ملايين كيلوغرام، وبحسب وكالة “ناسا” فهو أقوى الصواريخ التي طورتها على الإطلاق، ويمكنه إرسال حمولة تقارب 20 طنا إلى القمر.
وأعلى الصاروخ توجد كبسولة رواد الفضاء المسماة “أوايون” وهي النسخة الأحدث على الإطلاق من كبسولات رواد الفضاء.
وقد نجح الصاروخ في مهمته الأولى “أرتميس 1” التي انطلقت للفضاء في 16 تشرين الثاني الجاري، وخلال عامين فقط سيتمكن هذا الصاروخ من الوصول إلى القمر حاملا رواد الفضاء مرة أخرى إليه.
ويتوقع كذلك أن يساهم “نظام إقلاع للفضاء” في الرحلة المتوقعة للمريخ بحلول العقد القادم، والتي ستحمل البشر إلى الكوكب الأحمر لأول مرة في تاريخنا.
الذكاء الاصطناعي يدرس البروتين
ويتخذ الذكاء الاصطناعي مكانا مميزا في قائمة تايم، تحديدا برنامج “ألفافولد” (AlphaFold) التابع لشركة “ألفابيت” (الشركة الأم لغوغل) والذي يختصر توصيف البنية ثلاثية الأبعاد الدقيقة لبروتين واحد من حوالي 5سنوات إلى ثوانٍ معدودة بفضل التعلم الآلي.
قبل “ألفافولد” كنا نعرف الهياكل ثلاثية الأبعاد لحوالي 17% فقط من حوالي 20 ألف بروتين في جسم الإنسان، لكن الآن لدينا هياكل ثلاثية الأبعاد لجميع البروتينات البشرية تقريبا. ومن بين هذه الهياكل، تم توقع تركيب 36% بدقة عالية جدا و22% أخرى متوقعة بدقة عالية.
المثير أن الكود الأساسي للبرنامج متاح مجانا للجميع، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى تسريع عمل العلماء في كل أنحاء العالم، الذين يحاولون حل أصعب المشاكل الطبية.
مفاعل نووي صغير
أحدى الابتكارات اللافتة للانتباه في قائمة “تايم”هذا العام وحدة إنتاج طاقة جديدة سميت “نيوسكيل” (NuScale) أميركية الصنع، عبارة عن وحدة تفاعل نووي بارتفاع حوالي 20 مترا فقط وعرض 5 أمتار، وهي المفاعل الأول والوحيد الصغير الذي حصل على موافقة من هيئة التنظيم النووي الأميركية.
وتولد هذه الوحدة الصغيرة نسبيا حوالي 77 ميغاوات من الكهرباء، وهو ما يكفي لتشغيل 60 ألف منزل، ويتوقع أن يتم تشغيلها لأول مرة خلال 7 أعوام من الآن.
المصدر: “تايم الأميركية”