

لم تتوقف الحشودات العسكرية التي ينقلها الجيش السوري إلى محافظة درعا، رغم تراجع إحتمالات المعركة بعد بدء المفاوضات الأميركية – الروسية المتعلقة المنطقة الجنوبية بكاملها، إذ ووفق أوساط سياسية سورية فإن المفاوضات لا تزال في بدايتها وتالياً فإن فشلها لا يزال ممكناً، مما سيُحتم عودة أجواء الحسم العسكري.
تكاثرت في الفترة الماضية التسريبات في وسائل الإعلام حول التفاوض الروسي – الأميركي، إذ حكي عن إتمام تسوية تؤدي إلى الإنسحاب الإيراني من كامل المنطقة الجنوبية في مقابل إستلام الجيش السوري المعابر الحدودية مع الأردن، غير أن مصادر شديدة الإطلاع أكدت أن لا إتفاق حتى الساعة مع إستمرار المفاوضات بين معظم الأطراف المعنية.
في المقابل، لا تنظر طهران بقلق مبالغ فيه إلى التفاوض الروسي – الأميركي، لكنها تجد في نقاط محددة أساساً في إتخاذ موقفها من أي تسوية مقبلة قد تطال درعا والقنيطرة.
وتقول المصادر أن تفصيل دخول الجيش السوري إلى مناطق سيطرة المسلحين يبدو أساسياً للحكم على التسوية من وجهة نظر إيرانية، ففي حال نصت التسوية على دخول قوى الأمن السورية فقط وتسليمها المعابر من دون أي سيطرة فعلية للجيش السوري على المدن والقرى التي يسيطر عليها الفصائل المعارضة حالياً، فإن ذلك يعني أن التسوية أعطت ما يشبه الحكم الذاتي للمجموعات المسلحة المناهضة للنظام، أما في حال إذا كان الجيش السوري هو المرجع العسكري والأمني في هذه المناطق فذلك يعني أن التسوية تشبه تسويات دمشق من الناحية الميدانية.
نقطة ثانية تعتبرها طهران مفصلية في أي تسوية، إذ وفق المصادر فإن تسليم المسلحين لسلاحهم بالغ الأهمية، فهل سيسلم هؤلاء أسلحتهم الثقيلة فقط، أم أن التسوية ستنص على تسليم كل أنواع الأسلحة والخفيفة ضمناً؟ إذ إن بقاء الأسلحة الخفيفة مع المسلحين سيمكنهم من تنفيذ عمليات أمنية داخل المناطق التي سيدخلها الجيش السوري.
وتضيف المصادر أن الإنسحاب الإيراني من الجنوب السوري ليس وارد إيرانياً، إلا في حال ترافق مع إنسحاب القوات الأميركية من منطقة التنف في بادية محافظة دمشق، إذ إن طهران ترى تواجدها في الجنوب السوري لا يقتصر إلا على خبراء وبعض الكوادر، في المقابل أن قاعدة التنف تضم قوات أميركية ومدرعات وتقع في خاصرة دمشق، وتالياً فإن إنسحابها مقابل الإنسحاب الأميركي سيكون مربحاً.
وتسعى طهران وفق المصادر ذاتها إلى نقل قوات سورية شيعية رديفة للجيش السوري إلى درعا والقنيطرة، وذلك لإستبدالها بالقوت الأجنبية الحليفة لها المتمركزة هناك، خصوصاً في القنيطرة حيث تم سابقاً تأسيس مجموعات عسكرية سورية قريبة من طهران تعمل مع “حزب الله” على تأسيس مجموعات غير نظامية قرب الجولان.
وتستبعد المصادر أن تؤدي أي تسوية بين موسكو وواشنطن إلى طلاق بين روسيا وإيران في سوريا، إذ إن هناك بدائل كثيرة، ممكن لكلا الطرفين إستعمالها للحفاظ على تقاطع المصالح بينهما.
لبنان24