كيف ستكون خاتمة محادثات الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي أعلن انه أتى الى بيروت ممثلاً لـ”اللجنة الخماسية” التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر؟
معطيات اليوم الاول من زيارة لودريان تشير الى أنها في جوهرها تكرار لطروحات سابقة له، لا سيما لجهة التأكيد ان على اولوية مساعدة اللبنانيين على حسم خياراتهم والتوافق على إنجاز الاستحقاق الرئاسي في اقرب وقت ممكن، مؤكّداً على ضرورة جديدة لهذا التعجيل فرضتها الظروف الحالية التي تشهدها المنطقة، ومشدّداً في الوقت نفسه على تجنّب التصعيد في الجنوب وضرورة الحفاظ على استقرار لبنان ومنع الإنزلاق نحو التصعيد والمواجهة العسكرية الواسعة.
وبحسب اوساط مطلعة فان الجانب المشترك في كل لقاءات لودريان هو التأكيد على ضرورة التنبّه والحذر الشديد من جبهة الجنوب، حيث انّ قيام اسرائيل بتصعيد ضدّ لبنان احتمال ما زال وارداً بشدة.
في المقابل، يستعد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للمشاركة في قمة COP28 “الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة الخاصة لتغير المناخ” في دبي بالامارات العرببة المتحدة، حيث ستكون له سلسلة لقاءات واجتماعات مع عدد من الرؤساء والقادة العرب والاجانب.
وكان رئيس الحكومة لفت خلال جلسة مجلس الوزراء بالامس الى أن مروحة اللقاءات والاتصالات التي أجراها تؤشر إلى أن الاتجاهات الدولية تسعى إلى وضع حلّ على أساس “قيام الدولتين” ونظام العدالة الإنسانية.
وشكر ميقاتي “الموفدين، من الأشقاء العرب وأصدقاء لبنان الدوليين الذين يزورون لبنان، ويجرون الاتصالات لإنهاء الحرب وإرساء قواعد السلام، على مساعيهم الهادفة إلى الحضّ على الإسراع بانتخابات الرئاسة ورصد ما يجري في الجنوب من اعتداءات واستفزازات إسرائيلية وسقوط ضحايا”.
وقال: “هذا الوضع أبلغته اليوم إلى الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، وأكدت أن الأولوية لوقف العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وغزة”.
مصادر نيابيّة قالت: “إنّ الحركة الدبلوماسيّة التي يشهدها لبنان، من أجل تجنيبه الدخول في الصراع بين حركة “حماس” وإسرائيل، جيّدة، وتدلّ على أنّ هناك إهتماماً دوليّاً كبيراً بلبنان”.
لكن المصادر أشارت إلى” أنّ هذا الأمر لا يعني بالضرورة أنّه سينعكس على الإستحقاقات الدستوريّة، وبشكل خاصّ على رئاسة الجمهوريّة، لأنّ الإنتخابات مشكلة داخليّة، فهناك طرفٌ يتمسّك بمرشّح واحد، دون سواه”.
وأوضحت المصادر” أنّ جولة الموفد الفرنسيّ لودريان لم تُقدّم أيّ جديد، وباريس والدول المعنيّة بلبنان لا تزال تُشدّد على انتخاب رئيسٍ، من دون أنّ يكون لهذا الأمر أيّ تأثير على مواقف النواب”.