لبنان

اتصالات دولية لتنفيذ الـ1701 والتصعيد جنوبا يستهدف الجيش و”بيان اعتذار” اسرائيلي

التهبت الجبهة الجنوبية امس على امتداد الخط الأزرق بما ينذر بازدياد الاقتراب من محاذير واحتمالات الانزلاق الى مواجهة واسعة وشاملة لا يملك أي طرف خارجي او داخلي الضمانات الحاسمة لتجنيب لبنان السقوط فيها. ولم تكن عاصفة ردود الفعل الرافضة والمنددة بإعلان “حركة حماس- لبنان”، لـ”طلائع طوفان الأقصى” سوى انعكاس مثبت وواضح الى الأكثرية اللبنانية التي ترفض الانزلاق الى حرب علما ان هذا الاستفتاء البارز جاء ليسقط تماما، ومن اول الطريق، هذه المحاولة الاستفزازية وكانت السمة البارزة في الردود انها تضمنت مواقف من مختلف الاتجاهات السياسية والطائفية.

كما ان الابرز رسميا وحكوميا جاء على لسان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اذ قال عن اعلان “حماس” اطلاق “الطلائع”: هذا الامر مرفوض نهائيا ولن نقبل به، علما ان المعنيين عادوا واوضحوا ان المقصود ليس عملا عسكريا”.

ووسط هذه المناخات دفع الجيش مرة جديدة ضريبة الدم اذ تعرض مركز عسكري للجيش في منطقة النبي عويضة – العديسة لقصف اسرائيلي ما أدى إلى استشهاد عسكري وإصابة ٣ آخرين وفق ما اعلنت قيادة الجيش . واستشهد في الاعتداء العريف عبد الكريم مقداد وجرح الرقيب يوسف إبراهيم والجندي الأول احمد البظر والعريف محمد موسى .

وكان لافتا ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، من إن الجيش الإسرائيلي أبدى أسفه لمقتل جندي لبناني في هجوم شنه جنوب لبنان.

وذكرت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل)، أنه في «بيان نادر» للاعتذار، قال الجيش الإسرائيلي، إن قواته «كانت تعمل لتحييد تهديد ملموس جرى تحديده» عند نقطة للمراقبة والإطلاق تابعة لـ«حزب الله اللبناني على الحدود عندما نفذ هجوما أمس الثلاثاء.

وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي تلقى تقريراً حول إصابة عدد من جنود الجيش اللبناني خلال الهجوم.
ونقلت عن بين الجيش الإسرائيلي، أن «القوات اللبنانية لم تكن هدفا للهجوم… الجيش الإسرائيلي يأسف للحادث، وسيتم التحقيق فيه».

وكتبت” النهار”؛ ان علائم زيادة اخطار الحرب عكستها معلومات لمراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين اشارت فيها الى ان الزيارات الفرنسية الأخيرة المتعاقبة للبنان من وزير الدفاع سيباستيان لو كورنو الى المبعوث الرئاسي جان ايف لودريان الى رئيس الاستخبارات الفرنسي السفير برنار ايميه تندرج في اطار رسالة ملحة وضرورية للجانب اللبناني هي التحذير من خطر كبير لتصعيد الحرب الإسرائيلية على لبنان وانزلاق الوضع القائم في الجنوب الى تصعيد يشكل كارثة على لبنان لان الوضع في إسرائيل وفي الجنوب اللبناني ليس مثلما كان عليه في ٢٠٠٦ ولا في ٢٠١٤.

وأفادت ان تركيز الموفدين الفرنسيين الرسميين الثلاثة الى لبنان كان على ضرورة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون ليس لان فرنسا مرتبطة بشخصه وليس لان باريس تريد جوزف عون لانه يحمي أوروبا من اللاجئين السوريين بل لان باريس تعول على التمديد له بسبب خطر الحرب في الجنوب والقلق من الهجوم على لبنان من دون ان يكون فيه قائد جيش ومن دون رئيس للجمهورية .

وكتبت” الاخبار” ان مدير المخابرات الفرنسية برنار إيمييه وصل إلى بيروت قبلَ يومين في زيارة لم يُعلن عنها، والتقى خلالها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري.

مصادر مطّلعة أكّدت أن إيمييه وصل إلى بيروت «قادماً من تل أبيب»، وأنه، كلودريان، ركّز في لقاءاته على «وضع الجبهة الجنوبية وضرورة عدم التصعيد وتحييد لبنان عن الأحداث في غزة»، مكرّراً التهويل الفرنسي من مخاطر التصعيد على لبنان ومن ردة الفعل الإسرائيلية. وتزامنت زيارة إيمييه مع تسريبات في الإعلام العبري عن وصول «وفد فرنسي يضمّ دبلوماسيين ومسؤولين رفيعي المستوى في الجيش الفرنسي إلى إسرائيل الأسبوع الجاري»، وأن ««باريس تحاول التوصل إلى حل دبلوماسي في ما يتعلق بالحدود الشمالية مع لبنان».

وفي هذا السياق، قالت مصادر دبلوماسية لـ«الأخبار» إن «أي تعديل للقرار 1701 يتطلّب سياقاً للوصول إليه»، إما «على الساخن عبر تصعيد يفرض مثل هذا التعديل»، من دون استبعاد أن يكون ذلك من ضمن الحرب النفسية التي تشنّها إسرائيل، وإما «على البارد عبر اقتراحات دبلوماسية قد تصل إلى حدّ طرح الانسحاب من مناطق لبنانية محتلة وحل مسألة النقاط الحدودية المتنازع عليها مع لبنان»، مذكّرة بالزيارة المفاجئة للمبعوث الأميركي عاموس هوكشتين لبيروت الشهر الماضي.
وكتب” نداء الوطن”أنّ مدير المخابرات الفرنسية برنار إيمييه الذي زار لبنان سراً في الأيام الماضية، أجرى اتصالات رفيعة المستوى، وأعقبت زيارته جولة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان.

وشملت لقاءات ايمييه الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي والمدير العام للأمن العام بالوكالة اللواء الياس البيسري ورئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد خالد حمود. كما شملت شخصية قيادية في «حزب الله» لم يعلن اسمها. ولم تشمل قائد الجيش العماد جوزاف عون لاعتبارات تتصل بتحييد المؤسسة العسكرية عن الالتباسات المعقدة في الأوضاع الداخلية. وتقول مصادر واسعة الاطلاع، أنّ ايمييه خاطب مضيفيه قائلاً: «لقد قال لكم مدير المخابرات الفرنسية عام 1988 (عندما كان العماد ميشال عون رئيساً للحكومة العسكرية) إن لبنان يجب ان يسير على طريق الحل وليس الخراب. وإنني عام 2023، آتي اليكم برسالة اسرائيلية، تقول إنّ أي حرب مع لبنان ستؤدي الى تدميره».

وذكرت «البناء» أن رئيسي المجلس النيابي والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي تواصلا مع قائد الجيش العماد جوزيف عون، وجرى البحث في استهداف العدو الإسرائيلي لمركز الجيش كما جرت اتصالات مع سفراء الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة الأميركية للضغط على ««إسرائيل» وقف قصفها.

وكان مدير المخابرات الفرنسية برنار إيمييه زار مسؤولين أمنيين في بيروت مساء الاثنين، وبحث معهم في 1701 وضرورة الالتزام ببنوده. وأكدت مصادر مطلعة لـ «البناء» أن زيارة ايمييه ليست مرتبطة بزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان. فالزيارة مقرّرة مسبقاً ومحصورة بالوضع في الجنوب.

وكتبت” اللواء”ان مهمة مدير الاستخبارات الفرنسية برنار ايميه في بيروت، تصب في اطار السعي لوضع صيغة تنفيذية للقرار 1701، وهو الامر الذي بحثه مع مسؤولي الاجهزة الامنية وحزب الله وامل ومسؤولين لبنانيين.

وكتبت” الديار”: على خط التحذيرات الخارجية التي تتجدّد كل فترة، وتطالب المسؤولين اللبنانيين بتجنيب لبنان إتساع الحرب من حدوده الجنوبية نحو كل لبنان، وصلت دفعة من هذه التحذيرات قبل يومين وفق معلومات « الديار» عبر دبلوماسيين غربيين، وصفت التهديدات «الاسرائيلية» بالجديّة، بسبب وجود نوايا لدى « الاسرائيليين» بتوسيع دائرة الصراع، والسعي لإبعاد المقاومة الى منطقة شمال الليطاني، بهدف تأمين الاستقرار لمستوطنات الشمال كما اشارت التحذيرات الغربية.
وافيد بأنّ ما نقل الى المسؤولين اللبنانيين، حمل الكثير من الهواجس والمخاوف، لانّ ما حصل على الحدود الجنوبية بعد الهدنة الاخيرة في غزة، لا يبشّر بالخير بل بالمزيد من الاشتباكات والمعارك الضارية المرتقبة.

موقف ميقاتي
وكان الرئيس ميقاتي قال خلال استقباله امس اعضاء السلك القنصلي : “نحن في عين العاصفة وفي وضع لا نحسد عليه، وهناك اضطراب قوي في المنطقة ككل، خصوصا على صعيد ما يحدث في غزة، وعلى الحدود الجنوبية مع العدو الاسرائيلي. كل همّي في هذه المرحلة أن أجنّب لبنان ، قدر المستطاع،الدخول في آتون الحرب”. ولفت في كلام ميقاتي إشارته الى انه “خلال الاشهر المقبلة، ستجري مفاوضات عبر الامم المتحدة من اجل المزيد من الاستقرار على الحدود اللبنانية الجنوبية، بدءا باستكمال تنفيذ القرار 1701 وصولا الى الاتفاق، عبر الامم المتحدة، على النقاط الخلافية الحدودية مع العدو الاسرائيلي. هذا الموضوع يأخذ حيزا اساسيا بهدف تجنيب لبنان اي حرب لا نعلم الى اين ستوصل، خصوصا وأن العدوان على جنوب لبنان تسبب بخسائر بشرية ومادية كبيرة. نأمل ان نصل في الاشهر الثلاثة المقبلة الى مرحلة استقرار كامل على حدودنا. ومن خلال اتصالاتي مع المعنيين في هذا الموضوع، من الجانب الاميركي او الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، هناك هدف اساسي هو تجنيب لبنان اي حرب كبيرة قد تحصل”.