تشهد الحرب النفسية بين حركة “حماس” وإسرائيل تصعيداً ملحوظاً، تجلت آخر ملامحه في نشر الجيش الإسرائيلي صوراً لصواريخ قبل قصف قطاع غزة بها مدون عليها أسماء نشطاء أجانب وعرب عُرفوا بانتقاد تل أبيب.
بدورها، ردّت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح للحركة، بنشر صور لقذائف صاروخية أطلقتها باتجاه إسرائيل مدون عليها أسماء “شهداء من الضفة الغربية” عرفوا بمقاومتهم تل أبيب.
ويتبادل الطرفان، منذ بداية الحرب، هجمات إعلامية في إطار حرب نفسية، حيث تهدف إسرائيل من وراء ذلك، وفق مراقبين، لضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة في غزة وزعزعة صمود الشعب والمقاتلين المسلحين.
وتهدف الفصائل الفلسطينية من هجماتها الإضرار بالروح المعنوية للجيش الإسرائيلي وزيادة الضغط الشعبي ضد الحكومة الإسرائيلية، فضلاً عن رفع الروح المعنوية لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
والثلاثاء، نشرت كتائب “القسام”، صوراً لمجموعة من القذائف الصاروخية التي تم تجهيزها ضمن رشقة أطلقت باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وقالت في بيان إنها “إهداء لأرواح شهداء الضفة الغربية”.
وعلى القذائف الصاروخية، وضعت “القسام” لافتات دونت عليها أسماء عدد من شهداء الضفة الذين عرفوا بتنفيذ عمليات ضد القوات الإسرائيلية بالضفة من بينهم “إبراهيم النابلسي، ووديع الحوح، ومحمد كامل الجعبري”.
وجاءت هذه المشاهد، بعد يومين من نشر الجيش الإسرائيلي صوراً لمجموعة من الصواريخ، دون عليها باللغة الإنكليزية أسماء مجموعة من الناشطين الأجانب والعرب، الذين عرفوا منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول الماضي، بانتقادهم للجيش الإسرائيلي بسبب المجازر التي يرتكبها بحق المدنيين بالقطاع، فيما رسموا إلى جانب كل اسم “قلبا”.
وأثارت صور الجيش التي تضمنت أسماء نشطاء مثل “أندرو تيت، وجاكسون هينكل، ومحمد حجاب”، استياء وغضب ناشطين عرب وأجانب في تغريدات عديدة رصدتها الأناضول على منصة “إكس”.
ورداً على ذلك، حاول “مارك ريجيف” مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مقابلة مع قناة “سكاي نيوز” الدولية مساء الثلاثاء، تبرير ما فعله الجيش من كتابة أسماء شخصيات داعمة لغزة على الصواريخ.
وقال خلال المقابلة: “بعض الجنود كانوا يحاولون أن يكونوا مضحكين أو مبدعين، لكن هذا يعود بنا إلى التاريخ والحرب العالمية الأولى”.
وتابع: “لكن أعتقد أن الجنود البريطانيون والأمريكيون فعلوا ذلك أيضا”.
وحينما سأله المحاور إذا ما كان “يبرر (من خلال حديثه) هذا الفعل”، أجاب ريجيف: “أنا أضعه فقط في سياقه التاريخي”.
وفي ملمح آخر لهذه الحرب النفسية، كانت “القسام”، نشرت مساء الاثنين، مقطع فيديو ردا على إعلان الجيش الإسرائيلي اكتشاف نفق كبير للمقاومة في قطاع غزة.
ويظهر في الفيديو، الذي تضمن رسالة من القسام للجيش الإسرائيلي جاء فيها: “وصلتم متأخرين.. المهمة أنجزت”، مقاطع من اكتشاف الجيش للنفق وتجول وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت فيه.
وتتابعت في مقطع الفيديو بعد ذلك مشاهد من عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها كتائب القسام في المواقع العسكرية والبلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة.
وتضمنت المشاهد عمليات تفجير ضد قوات إسرائيلية واختطاف جنود إسرائيليين واستهداف آليات عسكرية بقذائف مضادة للدروع، في إشارة إلى أن المهمة التي كان هذا النفق مخصص لها “قد أنجزت”.
ومنذ 7 تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الاثنين 19 ألفا و453 شهيداً فلسطينياً، بالإضافة إلى 52 ألفا و286 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.
(الأناضول)