ذكر موقع “نتسيف” الإسرائيلي، أن حركة “حماس” الفلسطينية تقوم بتجنيد عناصر جدد في لبنان بموافقة تنظيم “حزب الله”، مشيراً إلى أن ذلك سيخدم “حزب الله” في أي تصعيد مع إسرائيل.
وسلّط “نتسيف” الضوء على تصريحات، هلال خشان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية ببيروت، والذي قال إن حزب الله يحاول حشد دعم جماعات عديدة في الحرب ضد إسرائيل ضمن الجنوب اللبناني، معتبراً أن “جميع اللاعبين الآخرين لن يكونوا قادرين على التصرف بشكل مستقل بسبب سيطرة حزب الله بشكل كامل”.
تجنيد عناصر جديدة
ولفت الموقع إلى أن قيادة حماس كشفت العام الماضي عن وجود “غرفة مشتركة للحرب” أو ما يسمى “محور المقاومة”، موضحاً أنه تحالف عسكري مرتبط بإيران يضم حماس وحزب الله وآخرين.
وذكر أنّ التقديرات تشير إلى أن حماس تقوم بتجنيد عناصر في لبنان، وتحديداً في مخيمات اللاجئين والمساجد هناك.
وقال الموقع إنه بعد هجمات “حماس” على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول، والتي قُتل فيها 1200 مدني وعسكري، بحسب مسؤولين إسرائيليين، واصلت إسرائيل قصف غزة، مع توقف قصير للقتال في أواخر تشرين الثاني، واستشهد أكثر من 18 ألف فلسطيني في غزة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وفي لبنان المجاور، قُتل أكثر من 100 منذ بدأ حزب الله مهاجمة إسرائيل بالصواريخ في الثامن من تشرين الأول، ومعظم القتلى هم من مقاتلي الحزب.
تجدد العلاقات بين حماس وحزب الله
وأشار الموقع إلى أن العلاقات تجددت بين حماس وحزب الله في السنوات الأخيرة بعد التباعد بشأن الحرب الأهلية في سوريا، وغادر أعضاء قيادة الحركة قاعدتهم السابقة في دمشق عام 2012 .
ومنذ عام 2017، عاد بعض أعضاء حماس إلى لبنان، بمن فيهم صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، وخليل الحية، مدير العلاقات الخارجية للحركة، وزاهر جبارين، مسؤول شؤون الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ترسيخ الوجود في لبنان
ويعتقد بعض المحللين أن حماس قادرة على ترسيخ وجودها في لبنان، علماً أنه في نيسان 2023، زار رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في بيروت.
وقال الموقع الإسرائيلي إن المحللين يعتقدون أنه من غير المرجح أن تتجه حماس إلى إنشاء قاعدة لها في لبنان من دون التشاور أولاً مع “حزب الله”.
وأوضح أن “حزب الله” حافظ على هيمنته في جنوب لبنان لعقود، لكن المسؤولين الإسرائيليين قالوا مؤخراً إنهم لم يعد بإمكانهم قبول وجود الحزب، أو كتيبة الرضوان التابعة له، على الحدود الشمالية لإسرائيل، “ولهذا السبب فإن الوجود المتزايد لحماس في لبنان يمكن أن يكون قراراً تكتيكياً يخدم حزب الله أيضاً، وفقاً لبعض المحللين.
وكانت شبكة “بلينكس” الإماراتية نشرت تقريراً مؤخراً تحدثت فيه عن “إعلان حركة حماس في لبنان مطلع الشهر الجاري، إطلاق فصيل جديد يُسمى بطلائع طوفان الأقصى”.
وذكر التقرير أن “أطرافاً أساسية في لبنان كالقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وحزب الكتائب اللبنانية، اعتبرت أنّ خطوة حماس تمسّ بالسيادة اللبنانية بعدما تم اعتبارها مقدمة لوجود عسكري خاص بالحركة في لبنان”، وأضاف: “إبان البلبلة التي حصلت، سارعت الحركة الفلسطينية إلى توضيح خُطوتها عبر تصريحاتٍ لممثليها في لبنان، مؤكدة أنَّ الفصيل الذي تمّ إطلاقه ليس عسكرياً، والهدف منه هو استيعاب الشباب الفلسطيني وبناء شخصيته وطنياً، ودينياً، وقيمياً وبدنياً”.
وبحسب التقرير، فإنّ “التوضيحات التي أطلقتها الحركة لم تُلغِ القلق في لبنان وتستدعي تساؤلات هي: ما الفرق بين تلك المجموعة الجديدة والإطار العسكري لـ”حماس”؟ ما هو المقصود بالتنمية البدنية للشباب طالما أنّ المجموعة المستحدثة ليست عسكرية؟ ما هي أبعاد تلك الخطوة سياسياً وأمنياً؟ هل “حماس” أسست تنظيماً رديفاً لها في لبنان؟”.
وفي السياق، أكد ممثل “حماس” في لبنان أحمد عبد الهادي لـ”بلينكس” أنّ “طلائع طوفان الأقصى” ليست تنظيماً رديفاً للحركة في لبنان، مشيراً إلى أنّ “ما قامت به الحركة ليست أمراً خاطئاً لأن الهدف منه هو تنمية الشباب الفلسطينيّ”.
وقال عبد الهادي إن “معركة طوفان الأقصى تركت أثراً إيجابياً لدى شعبنا ورفع معنوياته، وقد شهدنا إقبالاً ضخماً باتجاه حماس”، وأضاف: “لهذا السبب، ارتأينا إطلاق إطار شعبي يستوعب الشباب للقيام بدورهم المجتمعيّ، علماً أن التشكيل الجديد ليس جُزءاً من الحركة”.
عبد الهادي أشار إلى أن مصطلح التنمية البدنية للأفراد المنتمين إلى “طلائع طوفان الأقصى” لا يعني تجهيز هؤلاء عسكرياً، وقال: “العمل الكشفي يساهم في تنمية الشباب بدنياً وفي الأصل نحن لم ندع إلى النفير العام مثلما تم التصوير في لبنان”.
وأكمل: “نتفهم البلبلة التي حصلت لكننا ندعو الأشقاء اللبنانيين إلى عدم تفسير الأمور بغير وجهها الحقيقي”.
فصيل مسلح موجود
وأوضح تقرير “بلينكس” إن “المجموعة التي أطلقتها حماس لا تنفي وجود إطار عسكري للحركة داخل لبنان يُعرف بكتائب القسام – لبنان، وقد جرى الكشف عنه فعلياً خلال الأحداث الدائرة في جنوب البلاد عند الحدود مع إسرائيل، منذ تفجر الأوضاع في الـ 7 من تشرين الأول الماضي”.
ووفقاً لتقرير الشبكة، فإن “الفصيل العسكري المذكور تبنى عمليات عديدة ضد مواقع إسرائيلية في المنطقة الحدودية، وهو يتمركز في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين منها البص والبرج الشمالي في منطقة صور، جنوب لبنان، وعين الحلوة في مدينة صيدا، وبرج البراجنة ببيروت”.
الخبير العسكري والإستراتيجي عمر معربوني قال لـ”بلينكس”، إنّ الاختلاف قائم بين الجناح العسكري لـ”حماس” والحالة الجماهيرية الجديدة المتمثلة بـ”طلائع طوفان الأقصى”، لافتاً إلى أن الفصيل الجديد يرتبط أكثر بهدف التعبئة الشعبية، وحدود مهامه في الحد الأقصى إقامة محاضرات ومخيمات شبابية توضح عدالة القضية الفلسطينية وأهمية الإصطفاف خلفها.
معربوني يوضح أن “حماس ليست بصدد إنشاء فصيل عسكري جديد، فهي تمتلك فصيلاً قائماً وموجوداً ويتمثل بكتائب القسام، والتي كان لها عمليات عسكرية في جنوب لبنان خلال الآونة الأخيرة”، وقال: “حماس كانت واضحة في التحدث عن الفصيلين وسارعت رسمياً إلى توضيح توجهات طلائع طوفان الأقصى والتي ترتبط بتعبئة سياسية ودينية وفكرية عبر مخيمات كشفية وليس الدخول في التعبئة العسكرية”.