اخبار بارزة لبنان

السفيرة الاميركية وهوكشتاين يصلان هذا الاسبوع.. وميقاتي يؤكد العمل على حل ديبلوماسي

سيشهد لبنان حراكاً ديبلوماسيا جديداً يبدأ مع وزيرة الخارجية الألمانية اليوم، فيما تصل إلى بيروت السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون الخميس، على أن تمارس دورها كقائمة بالأعمال إلى حين انتخاب رئيس جديد تقدّم له أوراق اعتمادها، لكنها وفقَ ما نقلت مصادر دبلوماسية «ستبدأ جولة على القوى السياسية في سياق ضبط التصعيد على الجبهة الجنوبية».

وسيلي وصولها بسرعة وصول الموفد الأميركي كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الى بيروت لاستئناف المهمة البارزة التي بدأها في تل ابيب قبل أيام ساعيا الى منع توسع المواجهة الحربية الواسعة من غزة الى لبنان .

ولعل ما جسد بوضوح هذا السباق “المصيري” بين الديبلوماسية والحرب حديث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي امس عن معالم الحل المطروح لبنانيا كما عن تلقي “عرض” بحل مقترنا بتأكيده لعودة هوكشتاين هذا الأسبوع. وقد صرح ميقاتي في حديث الى قناة “الحرة”: “اننا نعمل على حل ديبلوماسي للوضع في الجنوب ربما سيكون تطبيقه مرتبطا بوقف العدوان على غزة”. وشدد على” أن المطلوب اعادة إحياء إتفاق الهدنة وتطبيقه وإعادة الوضع في الجنوب الى ما قبل العام 1967، وإعادة مزارع شبعا التي كانت تحت السيادة اللبنانية قبل البدء باحتلالها تدريجيا، والعودة الى خط الانسحاب السابق بموجب اتفاق الهدنة”.

وكشف ان مستشار الرئيس الاميركي أموس هوكشتاين سيزور بيروت هذا الاسبوع، “وسنبحث معه في كل هذه المسائل”. وقال: “لقد ابلغنا الجميع استعدادنا للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الامد في جنوب لبنان وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية وباتفاق الهدنة والقرار1701″.
وكشف :”إننا تلقينا عرضا بالانسحاب الى شمال الليطاني، ولكننا نشدد على الحل الشامل ومن ضمنه حل الموضوع المرتبط بسلاح حزب الله”.

وكتبت” نداء الوطن”: دخل لبنان على ما يبدو مرحلة حرجة جداً، ارتباطاً بالتطورات الميدانية والديبلوماسية المتلاحقة. وأتت المواقف التي أعلنها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس كي تحدّد معالم هذه المرحلة انسجاماً مع تحرك أميركي على أعلى المستويات من أجل منع انزلاق لبنان الى حرب تهدّده بها إسرائيل.

وزاد حراجة الظروف التي ترافق مساعي الحل اغتيال إسرائيل قائد فرقة «الرضوان» النخبوية في «حزب الله»، كما قالت وكالة «رويترز». وهو حدث أمني وضع في مصاف اغتيال إسرائيل القيادي البارز في حركة «حماس» صالح العاروري في الضاحية الجنوبية قبل أسبوع.

وأوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن الاشتباكات في الجبهة الجنوبية والتي حضرت بندا أساسيا للنقاش في زيارة مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزف بوريل إلى بيروت ،تتحول رويدا إلى نوع متطور مع مرور الأيام وأشارت إلى أن تكتيكات استراتيجية يتم اتباعها من قبل حزب الله والعدو الإسرائيلي ما يدفع إلى السؤال عن إمكانية الانتقال إلى مرحلة أكثر خطورة لاسيما إذا لم يأت الحل الديبلوماسي الذي يعمل عليه بثماره.

‎ولفتت هذه المصادر إلى أن بوريل حذر من اتساع رقعة الحرب وأكد أنه لا يحمل أي مسعى إنما يرغب في إنهاء التوتر والعمل على تطبيق القرار ١٧٠١، مؤكدة أن هذا التحذير ليس جديدا وإن الترقب سيد الموقف لزيارات عدد من المسؤولين إلى المنطقة وما قد تخرج عنها لجهة إمكانية التوصل إلى تفادي توسيع رقعة الحرب.

وكشفت مصادر ديبلوماسية ان جولة مسؤول السياسية والخارجية في الإتحاد الاوروبي بوريل على المسؤولين اللبنانيين،تناولت مجمل العلاقات بين لبنان والاتحاد على كل المستويات، والاوضاع السياسية بما فيها أزمة الانتخابات الرئاسية والازمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان، وموضوع النازحين السوريين وكيفية معالجة الاوضاع المتدهورة جنوبا بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت ان زيارة المسؤول الاوروبي للبنان حققت اختراقا بلقائه مع وفد من حزب الله للإطلاع منه على موقف الحزب من مجريات الاشتباكات الدائرة في الجنوب مع الجيش الاسرائيلي وارتباطها بالحرب في غزة، وخلص الى انه من الصعب وقف التدهور الحاصل بمعزل عن توقف الحرب في غزة كليا .ولكنه في الوقت نفسه شدد على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لتخفيف حدة التوتر والتصعيد ومنع تمدد حرب غزة إلى لبنان، من خلال السعي لتطبيق القرار الدولي رقم١٧٠١ من قبل جميع الاطراف.

واضافت ان بوريل ناقش بانفتاح موضوع النازحين السوريين، على عكس لقائه السابق مع وزير الخارجية عبدالله ابو حبيب في بروكسل، ابدى تفهما لوجهة النظر الحكومية بخصوص معاناة لبنان جراء أزمة النازحين السوريين الضاغطة بكل المجالات وضرورة مد يد المساعدة والتعاون لمعالجة هذه الازمة، وابدى استعداده لبحث افضل السبل لمساعدة لبنان ليتمكن من التخفيف من وطأة هذه الازمة. لكنه اعتبر ان الظروف الصعبة الحالية التي تمر بها المنطقة حاليا وتعدد وجهات النظر بين دول الاتحاد بخصوص موضوع اللاجئين السوريين تقف حائلا دون الاتفاق على حلول لهذه الازمة.

وكتبت” الديار”: لا تعويل جديا على الزيارات الديبلوماسية المكوكية الى بيروت، لانه لا قدرة جدية عند اي طرف اقليمي او دولي لفصل مسار الابادة الاسرائيلية المتواصلة في غزة عن الجبهات الاخرى في المنطقة، بعدما ابلغ المعنيون الجديون بمسار التطورات العسكرية والسياسية في لبنان من يعنيهم الامر، ان لا تسوية او ترتيبات امنية او سياسية قابلة للبحث والنقاش قبل توقف الحرب في القطاع، وهو الامر الذي لا يبدو انه ممكن في المدى المنظور، بسبب الميوعة الديبلوماسية الاميركية المتخبطة في مستنقع «المياه الآسنة» الاسرائيلية، ما يجعل المنطقة برمتها امام مخاطر تصعيد جدي لا يمكن حصره، خصوصا ان وزير الخارجية الاميركية انطوني بليكن لم يحمل معه اجابات واضحة على تساؤلات زعماء الدول التي التقاها، قبل وصوله محتطه الاخيرة في «تل ابيب» حول «اليوم التالي» الذي ترفض «اسرائيل» حتى اليوم في بحثه مع واشنطن، التي استبقت لقائه برئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو بتصريح لاحد كبار المسؤولين فيها الى محطة «سي ان ان» الاميركية دعاه فيها الى الاختيار بين طريقة وزيريه المتطرفين بن غقير وسموتريتش في الحكم او طريقة ترضي الاميركيين حسب تعبيره.