تؤشر زحمة الموفدين الى المنطقة ولبنان الى أن السباق ناشط بين المساعي الديبلوماسية والتصعيد الميداني، من دون ان يبدو أفق الحرب الدائرة مفتوحاً على حلول حتى الان، وبالتالي، فإنّ الكلمة العليا ما زالت للوقائع الحربية والتصعيد، وعلى وجه الخصوص في غزة وعلى جبهة لبنان.
وسط هذه الاجواء، يحضر الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، وسط ترقب لما يحمله في جعبته من طروحات تصب في خانة الهدف المعلن وهو احتواء التصعيد والبحث عن حلول سياسية.
وبدا واضحا من المواقف المنقولة عن هوكشتاين من ان موضوع مزارع شبعا اللبنانية المحتلة غير مطروح للبحث في جولته، انه لا يحمل حلا جاهزا او مكتملا، وهو كَمَن يحاول البحث عن إطار لحل سياسي وفق القرار 1701، ويقوم هذا الحل على إقامة ترتيبات معينة على خط الحدود، من دون ان تشمل تلال كفرشوبا ومزارع شبعا”.
وقبيل اجتماع هوكشتاين مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عند الساعة الثانية عشرة والنصف بعد ظهر اليوم في السرايا ، أكد رئيس الحكومة “ان لبنان يحترم القرارات الدولية كافة بدءاً باتفاق الهدنة، بهدف تحقيق الاستقرار الدائم في جنوب لبنان”. وطالبَ بـ”دعم الجيش لتمكينه من القيام بمهامه”.
وكان ميقاتي يتحدث خلال لقائه في السرايا الحكومية أمس وزيرة الخارجية الالمانية انالينا بيربوك، التي شددت على أهمية تطبيق القرار 1701.
كما اجتمع ميقاتي مع المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، التي وضعته في أجواء الاجتماع الذي سيعقد الأسبوع المقبل في جنيف بين الامين العام للامم المتحدة وجميع مديري ومسؤولي البرامج السياسية للأمم المتحدة في العالم.
كما اطلعت فرونتسكا من الرئيس ميقاتي على مضمون رسالته الموجهة الى الامين العام والأمم المتحدة في ما خص القرار 1701 والأوضاع في الجنوب.
وفيما تستمر المعارك في جنوب لبنان بين “حزب الله” واسرائيل، تبذل بالتوازي جهود ديبلوماسية كبيرة لمنع الانزلاق.
وبحسب مصادر مطلعة فإنه بالرغم من قناعة الدول المعنية الاساسية بأن ايقاف المعارك بين “حزب الله” واسرائيل شبه مستحيل من دون تسوية في غزة، يبدو ان هناك جهوداً تبذل لمرحلة ما بعد وقف النار”.
وتقول المصادر “ان المساعي الاميركية مكثفة ناشطة من اجل الوصول الى تسوية لتثبيت الحدود البرية بين لبنان واسرائيل بعد انتهاء الحرب الامر الذي يجعل امكانية عودة التوتر الى الحدود صعبا للغاية”.