بقيت مواقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي محل ترحيب من قبل جهات سياسية ومحل اعتراض من أحزاب وكتل سياسية في وقت تستمر الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان، وما تثيره من قلق ومخاوف جراء اعلان الحكومة الاسرائيلية عن دخول الحرب المرحلة الثالثة وربطها بالاغتيالات.
وفي هذا السياق قال مصدر مطلع “إن هناك افرقاء في الداخل يتعاطون مع ما يجري وكأن لبنان جزيرة معزولة، في حين أن المشهد في غزة ليس منفصلا عن لبنان، خصوصا وأن إسرائيل، التي تواصل حربها على غزة لليوم السادس بعد المئة، تهدد بضرب لبنان وانتهاك قواعد الاشتباك، ولن توقف اعتداءاتها على جنوب لبنان قبل وقف الحرب على غزة”.
وعليه، يمكن التأكيد، بحسب المصدر، “ان مواقف الرئيس نجيب ميقاتي مهمة جدا لا سيما وأنها تنسجم مع مبادئ الرئيس ميقاتي وسياسة حكومته وبيانها الوزاري تجاه الملفات الوطنية، وتجاه أهمية تحرير الأراضي التي لا تزال محتلة، وأهمية إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، خاصة وأن استمرار إسرائيل في سياستها الاستيطانية وعدوانها على غزة وعلى المقامات الدينية الإسلامية والمسيحية سوف يشعل المنطقة التي انتفضت شعوبها ضد ما ترتكبه إسرائيل من مجازر”.
ومن هنا يرى المصدر “أن على الجميع الالتفاف حول الحكومة ورئيسها واتخاذ مواقف تحاكي المرحلة، والتعاون من أجل توحيد الجبهة اللبنانية التي يجهد رئيس الحكومة لتحصينها بعيدا عن الحسابات السياسية والخلافات والمناكفات”.
في المقابل، فان الملف الرئاسي عاد إلى الواجهة من جديد في الأيام الماضية مع تصريحات رئيس مجلس النواب نبيه بري وتحركات الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الذي وصل أمس إلى السعودية على أن ينتقل الى قطر غدا فضلا عن لقائه الموفد الرئاسي الأميركي الوسيط في ملف الطاقة آموس هوكشتاين، وسط معلومات أن لودريان سيصل إلى بيروت الأسبوع الأول من شباط كأقصى حد، على ان يتبعه الموفد القطري.
لكن مصادر سياسية أشارت إلى أن الملف الرئاسي لن يتبلور قبل نضوج تسوية خارجية انطلاقا من اتفاق أميركي- إيراني.
وتشير أوساط مطلعة على مواقف “الثنائي الشيعي” إلى أن لا جديد في الملف الرئاسي، لافتة إلى أن المعطيات لا تحمل أي طرح يمكن البناء عليه”.
واعتبرت المصادر “أن رئيس تيار المرده سليمان فرنجية لا يزال مرشح حزب الله وحركة امل في حين أن قوى المعارضة التي تدعي في الإعلام أن مرشحها هو الوزير السابق جهاد ازعور تدرك هي نفسها أن التقاطع الذي حصل بين مكوناتها في الأشهر الماضية حول ازعور سقط بعد الجلسة الانتخابية التي حصلت ولم يفز بها الأخير والذي أبلغ المعنيين أنه لم يعد معنيا بهذا الاستحقاق”.
وهنا يقول مصدر سياسي مطلع على الأجواء الأميركية “إن هناك تحولا في موقفي واشنطن والرياض من الملف الرئاسي سوف يتظهر في المقبل من الأيام، من خلال عدم معارضة انتخاب فرنجية”.
ويعتبر المصدر نفسه “أن هذه الأجواء سيعمل عليها هوكشتاين الذي ناقش والرئيس بري ملف الانتخابات بشكل موسع”.