برزت عودة متجددة لتوافد موفدين غربيين الى بيروت بموازاة الاستعدادات لتحرك سفراء المجموعة الخماسية ولو ان مهمة هؤلاء الموفدين تمتزج فيها الازمة الرئاسية مع الواقع الميداني الخطير في جنوب لبنان.
وفيما أرجئت جولة السفراء لاستئناف المشاورات، برزت امس الحركة الدبلوماسية للسفيرين السعودي والمصري باتجاه المرجعيات الرئاسية.
وإذ يزور بيروت منذ امس وزير خارجية اسبانيا مانويل الباريس الذي دعا الى مؤتمر دولي للسلام، من المقرر ان يصا نظيره الايطالي اليوم وبعده وزير الخارجية البريطاني.
وكتبت” النهار”:استمر تحرك بعض السفراء في بيروت اذ التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري السفير السعودي وليد بخاري ومن ثم السفير المصري علاء موسى وعلم انهما وضعا بري في ما سيقدم اعضاء المجموعة الخماسية على فعله حيال مساعدة اللبنانيين في انتخاب رئيس الجمهورية. وفهم انه من خلاصات جلستي السفيرين انه تم البحث في النقاط الاتية:
– لا صحة لوجود مشكلة بين اعضاء الخماسية بل يسعى كل الاعضاء الى هدف واحد وهو التوصل لانتخاب رئيس للجمهورية. وستتابع المجموعة عقد مشاوراتها في الايام المقبلة بغية تحديد موعد اجتماع شامل لمكوناتها سيكون في شباط المقبل مع ترجيح التئامه في شباط المقبل .ولم يتحدد بعد مستوى الممثلين للمجموعة او مكان الاجتماع في باريس او الرياض او القاهرة.
– بعد هذا الاجتماع الموسع للمجموعة سيحضر الموفد الفرنسي جان – ايف لودريان الى بيروت لينقل الى المسؤولين ورؤساء الكتل النيابية وكل النواب خلاصة ما توصلت اليه المجموعة حيال المواصفات المطلوبة والتي يجب ان تتوفر في شخص الرئيس المقبل ليتمكن من ادارة الدولة وتشكيل حكومة تنقذ البلد من الوضع الراهن غير المطمئن.
– لم يدخل السفيران بخاري وموسى في اي من الاسماء المطروحة وغير المطروحة. ولم يبد اي منهما طرح الدخول في خيار اسم ثالث او استبعاد اي مرشح.
وركز رئيس المجلس على ضرورة حصول حوار بين الكتل النيابية وان على “الخماسية” ان تتفهم ضرورة هذه المسألة.
وكتبت” نداء الوطن”: تنشط حركة ديبلوماسية لافتة إلى جانب سفراء «الخماسية» مع وصول وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس أمس إلى لبنان في زيارة رسمية، بدأها بالسراي الحكومي، يليه اليوم نائب رئيسة الوزراء وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني. وفي ختام المحادثات، تحدّث الوزير الإسباني، حيث قال: «سأقوم بجولة مكثفة هنا في لبنان بدأت بالإجتماع برئيس الوزراء نجيب ميقاتي الذي أتوجه اليه بالشكر. تحدثنا عن الوضع الاقليمي والمحلي». ولفت إلى أنّ «لبنان في صلب مناقشاتنا، وسأزور المنطقة وتهمنا آراء كل هذه الدول».
أشارت مصادر مطّلعة لـ»نداء الوطن» إلى أنّ نشاط السفراء خلال الساعات الأخيرة، يرمي إلى التأكيد على عدم وجود خلافات داخل «الخماسية». وفيما لم يرصد المتابعون لهذه الحركة أي مؤشرات جديدة قد يبنى عليها إستناداً إلى تمترس مواقف القوى اللبنانية، يأمل أعضاء في اللجنة انتخاب رئيس خلال الشهرين المقبلين. هذا التفاؤل، وفق أوساط ديبلوماسية في «الخماسية»، مردّه إلى اهتمام لافت لأحد أعضائها الفاعلين المعنيين تاريخياً بلبنان، وهو الجانب السعودي. والأرجح أنّ التطورات الدراماتيكية والخطيرة في المنطقة، جرّاء الحرب الإسرائيلية على غزّة سبب رئيسي لعودة الرياض إلى إبداء هذا الاهتمام بإنهاء الشغور الرئاسي. هذه الجرعة الإيجابية، عزّزها موقف السفير المصري لدى لبنان علاء موسى الذي أكّد عقب زيارته عين التينة أنّ موقف «الخماسية» على «قلب رجل واحد»، وأنّ «لقاء السفراء تمّ تأجيله إلى الفترة المقبلة، وذلك في إطار إجتماعات أخرى لسفراء «الخماسية» مع مختلف القوى السياسية من أجل ترتيب المواعيد».
وذكرت “البناء” أن وفداً برلمانياً أوروبياً رفيعاً سيزور لبنان خلال الأسبوع الحالي على أن يقوم بجولة على القيادات اللبنانية، في إطار مساعي الاتحاد الأوروبي للتوصل الى حلول لوقف الحرب في غزة، واحتواء التصعيد في المنطقة ولا سيما على الجبهة الجنوبية. ويحمل الوفد مقترحات للحل سيجري طرحها ومناقشتها مع المسؤولين اللبنانيين. كما تقوم إسبانيا عبر وزير خارجيتها خوسيه مانويل ألباريس بمساعٍ بين “إسرائيل” ولبنان لضبط الحدود وتطبيق القرار 1701 إضافة الى مساعٍ على خط مواز بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس.
جددت أوساط “الثنائي” لـ«البناء” التمسك بالوزير السابق سليمان فرنجية كمرشح وحيد لرئاسة الجمهورية، ولم يطرح موضوع التخلي عنه أو عدمه”، رافضة دعوات الأطراف الأخرى لعقد جلسات متتالية لانتخاب الرئيس، لا سيما أن عقد جلسات في ظل خريطة التحالفات النيابية الحالية لن يغير الواقع الحالي ونتائج الجلسات الماضية كثيراً، لكون التوازنات النيابية لا تسمح لأي طرف حتى الآن بفرض مرشحه على الآخرين، لذلك المدخل الوحيد هو الحوار الجدّي وإنتاج تحالفات جديدة لتوفير النصاب السياسي والدستوري لانتخاب رئيس. وأوضحت المصادر أن “اختيارنا لفرنجية جاء وفق معايير ومواصفات وطنية وسيادية، ولذلك لن نفرض فرنجية أو أسماء أخرى على الطرف الآخر، ونرفض أن تفرض علينا أسماء لا نقبل بها، وحتى اللجنة الخماسية لم تدخل بأسماء بل وضعت معايير فقط”. إلا أن مصادر مطلعة مواكبة للحركة الدبلوماسية لاحظت مقاربة جديدة للجنة الخماسية تجاه الملف اللبناني، وضمناً ملف الرئاسة، أكثر واقعية وعقلانية ما يمنح فرصة لقبول التسوية أكثر نجاحاً، وبدأ هذا التغيير وفق ما تشير المصادر لـ«البناء” بدفع دول الخماسية لانتخاب رئيس للجمهورية بمعزل عن التطورات الحاصلة، على خلاف المقاربة السابقة التي كانت تربط الملف الرئاسي بسلة شروط يطلب من لبنان تنفيذها، كالقرار 1701 وسلاح المقاومة وشروط صندوق النقد الدولي وغيرها.
ولفتت المصادر إلى أن اللقاء بين السفيرين الايراني والسعودي يندرج في هذا الإطار، بانفتاح الخماسية على إيران، لا سيما أن الخماسية مصابة بعطل بنيوي هو أنها تمثل وجهة نظر واحدة دون الأخرى، وجاء اللقاء بين السفيرين ليجعل طيف المقاربة الإيرانية للملف الرئاسي حاضرة على طاولة اجتماعات الخماسية في الخارج، والمقاربة الإيرانية تدعو لأن يكون انتخاب الرئيس ضمن تسوية توافقية وليس بالفرض.
وكتبت” اللواء”؛ طغت حركة السفير السعودي وليد بخاري على ما عداها، في ما خص المقاربة الجديدة، الخاصة بضرورة انهاء الفراغ في الرئاسة الاولى، والذي كانت له محطة بارزة في عين التينة حيث التقى الرئيس نبيه بري.
وأكدت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن حركة اتصالات ولقاءات انطلقت للتمهيد لعودة النقاش في الملف الرئاسي ومعرفة الإمكانيات المتاحة لمنح فرصة لأي مبادرة حوله.
وقالت هذه المصادر أن ما يجري في هذا المجال هو مجرد تشاور لفتح قنوات التواصل من جديد، في حين تترك التفاصيل لوقت لاحق لاسيما بعد اجتماع اللجنة الخماسية وزيارة الموفدين المعنيين به، لافتة إلى أنه من المبكر الحديث عن تسوية وشيكة إذ أنه لا بد من الاتفاق على الخطوط الأساسية لهذه لتسوية ومضمونها، معتبرة أن كل ما يتصل بمعطيات الاستحقاق الرئاسي مؤجل إلى بداية الشهر المقبل.
إلى ذلك تردد أن موعد زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت ليس نهائيا بعد مع العلم انه مرتقب في الأيام الأولى من الشهر المقبل.
وأوضحت مصادر مقرّبة من عين التينة لـ «الديار» أنّ الرئيس بري فتح نافذة رئاسية، وعندما يقوم بمهمة كهذه فهذا يعني انّ الملف يسير على الخط الصحيح، وهنالك بوادر تفاؤلية ستظهر ولو بعد حين، ونقلت أنّ فرنسا طالبت لبنان بضرورة الاتفاق على آلية حل داخلي وعدم انتظار الخارج، لانّ التوافق اللبناني مطلوب اولاً. لذا تبدو فرنسا اول الساعين الى الحل، وسترسل موفدها الرئاسي جان ايف لودريان الشهر المقبل الى بيروت، كما سيعود الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، والاتصالات مستمرة ليس رئاسياً فقط، بل من اجل التهدئة أيضاً على الجبهة الحدودية.