ذكر موقع “سكاي نيوز عربية” أن مقتل الرقيب أول، أحمد أبو لطيف مع 20 جنديا وضابطا إسرائيليا في قطاع غزة، سلّط الضوء من جديد على دور البدو العرب في الجيش الإسرائيلي.
ويشكّل البدو نحو 10 بالمئة من إجمالي السكان العرب في إسرائيل، وتتركّز غالبيتهم في صحراء النقب التي تضم أكثر من 300 ألف بدوي في قرى غير معترف بها من الحكومة.
إذاً، ما هي كتيبة البدو؟
في عام 1985، تقدّم علي خليف، من قبيلة خليف، بمبادرة إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي لإنشاء الوحدة، وتكون إطارا مؤسسيا لتجنيد البدو على أساس طوعي.
وتأسّست سنة 1987، ليعمل البدو لأول مرة في الجيش الإسرائيلي في مهام غير اقتفاء الأثر، وحاليا هي تحت إمرة قيادة منطقة غزة في الجيش الإسرائيلي. وحسب موقع “واللا” الإسرائيلي، يخدم في الجيش 1514 جنديا من المجتمع البدوي، منهم 84 ضابطا.
وفي عام 2005، تولّى قيادة الكتيبة العقيد وصفي سواعد، وهو من البدو، وحاليا يقودها المقدّم نادر عيدات. ويتدرّب جنودها في قاعدة لواء جفعاتي في كتسيعوت، ومن المهام التي عملت بها مراقبة الحدود مع مصر لمنع تهريب السلاح، وعمليات حربية على محور فيلادلفيا جنوب غزة.
واصطدمت بالفصائل الفلسطينية التي قتلت منها خلال عملية في نهاية 2004 قرب رفح، 5 من جنود الكتيبة.
زيارة نتنياهو
في 13 تشرين الثاني الماضي، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كتيبة دورية الصحراء البدوية “585” والتي تخضع لقيادة اللواء الجنوبي.
تلقّى نتنياهو، نبذة عن أنشطة الوحدة من قائد الكتيبة، المقدّم نادر عيدات، حول المعارك التي خاضوها يوم 7 تشرين الأول، الذي يعد بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال وفق ما نشره موقع الحكومة الإسرائيلية: “أنا هنا بكتيبة الدوريات البدوية مع القائد نادر والمحاربين الشجعان، القادة، اليهود والبدو، يقفون جنبا إلى جنب. لقد قاتلوا بشجاعة، وهم الآن يقاتلون بشجاعة. يحمون بلدنا بطريقة رائعة وشراكة مذهلة”.
وأضاف: “أحييكم وأثق بكم. أنتم مستقبلنا جميعا. إن شراكتنا هي مستقبلنا جميعا”.
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان الإسرائيلية، مردخاي كيدار، إن “كتيبة البدو نموذج للتعايش داخل المجتمع الإسرائيلي حيث يخدم المسلمون جنبا إلى جنب مع اليهود في داخل الجيش، خاصة أن التجنيد لا يتم فرضه على المسلمين ويكون إجباريا لليهود فقط، ولذلك كي ينضم البدو للجيش يجب أن يكونوا متطوعين بإرادتهم الحرة”.
وأضاف كيدار أن “عرب الجنود يأتون من العشائر البدوية، وهم مرتبطون بالصهر والنسب، وهناك 3 مجموعات الترابين والتياهة والعزازمة، وهم بدو يعملون لمصلحتهم الخاصة، ومصلحتهم تكمن في التعاون مع دولة إسرائيل من أجل الحصول على الخدمات التي تقدمها لهم، ولذلك يتطلع الكثير منهم للانضمام إلى الجيش”.
وأشار إلى أن البدو “من المقاتلين الأشداء ولديهم ولاء شديد لإسرائيل، ويعيشون كمواطنين إسرائيل بشكل كامل، ويجب الاعتراف أن ثقافتهم البدوية تختلف عن الثقافة الفلسطينية وهم على الأرجح لا يشعرون إنهم فلسطينيون، وهو ما يسهل عليهم الانخراط في الجيش”.
وحول مهامهم، يقول كيدار، أن المهمة الأساسية للكتيبة هي تقفي الأثر أمام قوات الجيش الإسرائيلي من أجل التأكد من خلو المسار الذي يتقدم فيها الجيش من أي فخاخ أو مهاجمين بحكم معرفتهم القوية بجغرافيا المنطقة، وهذه كانت البداية، ثم تحول الأمر إلى كتيبة كاملة بمهام قتالية.