تناولت صحيفة “الغارديان” البريطانية إغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، حيث إعتبرت أن العملية ستعزّز إحتمال إندلاع حرب إقليمية.
وإستهلت الصحيفة المقال بالقول: “مثل جميع الشخصيات البارزة في حركة حماس، عاش إسماعيل هنية تحت التهديد المستمر بالإغتيال، وقتل في طهران بضربة صاروخية يُقال إنها الأحدث في سلسلة العمليات الجريئة التي تقوم بها إسرائيل لإستهداف أعدائها حول العالم”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرّح أن قيادة حماس، بما في ذلك أولئك خارج قطاع غزة، “مستهدفون للقتل”.
وبحسب الصحيفة، فإن توقيت ومكان مقتل هنية يعني أنه يمكن أن يكون عاملًا آخر يزعزع الإستقرار في صراع يقترب بالفعل من التحول إلى حرب إقليمية.
ورجّحت الصحيفة أن “الغارات الجوية والإغتيالات هي إحتمال دائم، والمخاطر تزداد إرتفاعًا”.
وإعتبرت الصحيفة أن إغتيال هنية هو “دفعة معنوية كبيرة لإسرائيل، وفائدة لشعبية نتنياهو، وضربة قوية للمقاومة الفلسطينية”، وتابعت: “بعد ما يقرب من 10 أشهر من القتال في غزة، فشلت إسرائيل حتى الآن في القضاء على قادة حماس الكبار: لا يزال يحيى السنوار، العقل المدبر لهجوم 7 تشرين الأول، طليقًا في غزة. كما أنه من غير الواضح ما إذا كانت الغارة التي إستهدفت قائد المجموعة العسكرية محمد الضيف قد نجحت”.
وأكدت الصحيفة أنه “يمكن أن يأتي الرد من حلفاء حماس، مما يجعل الشرق الأوسط أقرب من أي وقت مضى إلى حرب إقليمية بين إسرائيل وإيران ووكلائها، حيث جاء إغتيال هنية بعد ساعات فقط بعد الغارة على الضاحية أمس، والمنطقة تستعد لرد فعل حزب الله”.
وتابعت: “قد تحتاج إيران إلى حفظ ماء الوجه بعد عجزها عن حماية أحد أهم حلفائها على أرضها”.
وقال التلفزيون الحكومي الإيراني إن الإغتيال سيؤدي إلى “إنتقام” من المحاور التي تدعمها إيران في الشرق الأوسط.
ولفتت الصحيفة إلى أن “الضحايا المباشرين هم سكان غزة والرهائن الإسرائيليون المحتجزون في أنفاق حماس لأن فرص محادثات وقف إطلاق النار المطولة باتت ضئيلة”.
وإعتبرت الصحيفة أن هنية شخصية رئيسية في المحادثات التي توسطت فيها مصر وقطر والولايات المتحدة بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار واتفاقية إطلاق سراح الرهائن والأسرى.
وتابعت: “في حين أن حماس معتادة على إستبدال وترويج قادة جددا في أعقاب الإغتيالات الإسرائيلية، فإن فقدان شخصية مشهورة مثل هنية سيكون له تأثير عملي كبير، وكان “المخضرم”يدير علاقات الحركة مع الحلفاء في طهران وحول المنطقة، بما في ذلك حزب الله.
وبحسب الصحيفة، كان هنية أكثر براغماتية وإنفتاحًا على التفاوض مع إسرائيل من المتشددين مثل السنوار.
وكان هنية من أوائل المؤيدين داخل حماس للجهود السياسية والدبلوماسية إلى جانب المقاومة المسلحة، وإعتمد الميثاق المعدل لسلفه لعام 2017، الذي قبل ضمنيًا وجود إسرائيل.
وختمت الصحيفة: “يمثل هذا الصراع بداية فصل من المحتمل أن يؤثر على ملايين الأرواح، سواء في الشرق الأوسط أو في أماكن أخرى، لسنوات مقبلة”.
المصدر: “لبنان 24”