ما ان اعلن عن اقتراب الرد الايراني وردّ “حزب الله” على اغتيال القيادي فؤاد شكر حتى تهافت اللبنانيون الى محطات البنزين والمازوت، ومحلات بيع الغاز للتموين من هذه المواد الأساسية خوفاً من تكرار تجربة الايام الصعبة التي عاشوها في حرب العام 2006 وفي سنوات الحرب الاهلية. فهل سنواجه المصير نفسه؟ وكيف يمكن تجنب الانقطاع في السلع الأساسية والاستمرار في تأمين حاجيات السوق؟ والاهم كيف يمكن ان نحافظ على مخزوننا وتجنيب تعرضه لاي عدوان اسرائيلي بعدما هدد العدو الاسرائيلي بضرب البنى التحتية؟
سؤال حملناه الى رئيسَ نقابة العاملين والموزّعين في قطاع الغاز ومستلزماته في لبنان، الخبير في قطاع النفط فريد زينون، الذي طمأن في بداية الامر الى ان مخزون المواد النفطية في لبنان قادر ان يلبي حاجات السوق لـ3 أشهر على الاقل اذا ما توسعت الحرب في لبنان، كما ان الشركات قادرة بدورها على تلبية حاجة السوق إلا إذا تعرض لبنان لحصار بحري، داعيا المواطنين الى عدم الهلع والخوف بل الى اتخاذ بعض الاجراءات الضرورية لمنع الطوابير ومنع البلاد من الوقوع في ازمات هي بغنى عنها.
وفي هذا الاطار، دعا زينون المواطنين الى ان يتخذوا اعلى درجات الاحتياط، وان يكونوا مستعدين للمرحلة المقبلة اذا ما دخلت البلاد في دوامة الحرب، مشيراً الى ان الوعي مطلوب اليوم من المواطنين واصحاب المؤسسات والشركات على حدّ سواء، لكي لا نصل الى ازمة فوق الازمات التي قد تضرب البلاد نتيجة الحرب.
ورداً على سؤال عن الاجراءات التي يجب اتخاذها للمحافظة على الاحتياط النفطي الموجود في البلاد وتحييده عن اي عدوان اسرائيلي قد يستهدفه قال في حديث الى “لبنان 24”: المطلوب اليوم الوعي والقدرة على تحييد كل المواد الأولية والمواد النفطية، عبر العمل على تعبئة الخزانات المنتشرة في البلاد، سواء خزانات مولدات الكهرباء أو محطات البنزين والسيارات والعمل ايضاً على التخفيف من النفط في خزانات النفط، خوفاً من اي استهداف اسرائيلي لها، وذلك عبر توزيع المخزون على الصهاريج، خصوصاً وان تجارب الحرب تشير الى امكانية استهداف هذه البنى التحتية.
كما دعا زينون المستشفيات على الاراضي اللبنانية كافة الى تعبئة خزاناتها من المازوت وغيره كاجراء احتياطي، لكي تكون جاهزة في حال حصول أي تطور.
كما تمنى على أصحاب المولدات الاحتفاظ باحتياط كافٍ من المازوت للاستمرار بتأمين التيار الكهربائي للناس، في حال تطور الوضع الأمني وتم استهداف البنى التحتية وضرب معامل الكهرباء، أو الخزانات، أو امتناع البواخر عن الاقتراب من الشاطئ أو في حال فرض حصار.
وفي الختام، تمنى زينون الا يصل لبنان الى مرحلة الحرب، وان تتمكن مساعي السلام والتهدئة من ابعاد هذا الشبح عن وطننا، لأننا غير قادرين على تحمل تبعاتها على المستويات جميعها، متمنياً ان تتمكن الحكومة بشخص رئيسها نجيب ميقاتي من ابعاد هذا الكأس المر عن اللبنانيين ومثمناً الجهود الكبيرة التي يقوم بها والمساعي المتواصلة من اجل احلال السلام في البلاد.
المصدر: “لبنان 24”