اخبار بارزة عرب وعالم

سيناريو “قيادة جماعية”.. كيف ستُدار “حماس” بعد اغتيال السنوار؟

توقع محللون سياسيون لجوء حركة “حماس” إلى “القيادة الجماعية”، عقب اغتيال إسرائيل لرئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار يوم 17 تشرين الأول الجاري.

وأرجع محللون ذلك إلى أن “إعلان تنصيب خليفة للسنوار في الوقت الحالي سيجعله مستهدفاً من جانب إسرائيل”، معتبرين في الوقت نفسه أن “الأمر الأكثر واقعية هو الاتفاق بين مجلس شورى الحركة على اسم يظل مخفياً حالياً لتجنب استهدافه إسرائيلياً، وأن تكون القيادة جماعية”.

ورجّح المحللون أن يكون السنوار قد وضع قبل اغتياله خطة بديلة تتضمن اسم خليفته، مع إجماع شبه كامل حوله، مع إبقاء الأمر سرياً للغاية.

وسيتم تأجيل كشف خليفة السنوار حتى لا يكون هدفاً سهلاً لإسرائيل، التي تنفذ خطة محكمة للتخلص من قيادات الحركة على كافة المستويات.

الخطة “ب”
وترى الباحثة السياسية د. تمارا حداد أن “الخطة (ب) التي وضعها السنوار إن وجدت لاختيار خليفته سيكون من الصعب تحقيقها لعدة اعتبارات، أولها صعوبة الاتصال بين قيادات الحركة داخل غزة وخارجها لاعتماد الخليفة الذي قام بترشيحه”.

وفي حديث عبر “إرم نيوز”، ذكرت حداد أن “صراع الولاءات سيكون حاسماً في تنصيب خليفة السنوار وسيُظهر الشق الأقوى داخل الحركة، لكن في النهاية سيتم الاصطدام بشروط رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الذي سيتمسك بأن يكون اليوم التالي في غزة من دون حماس”.

وتؤكد الباحثة أن “تحديد مرحلة ما بعد السنوار مرتبط على الأقل بعملية توافق وتنسيق بين قيادات الحركة في الخارج والتواصل مع من في الداخل، وهو الذي يعتبر أمر صعباً، وسط مراقبة إسرائيل لكافة أنواع الاتصال”.

ووفقاً للباحثة، “يتزامن ذلك مع خطة إسرائيلية لاستهداف من تبقى من قيادات الحركة في غزة، وعلى رأسهم محمد السنوار، المسؤول عن خان يونس، ومسؤول لواء رفح محمد شبانة، وأيضاً المسؤول عن شمال قطاع غزة جباليا عز الدين الحداد”.

وتشير الباحثة إلى أن “عملية اختيار اسم خليفة للسنوار في الوقت الحالي ستكون مستهدفة”، مرجحة أن “يكون هناك اتفاق بين مجلس الشورى في عملية وضع اسم ولكن يظل طي الكتمان، وأن تكون القيادة وفق مشورة العمل الجماعي على طريقة القيادة حالياً في حزب الله، باتباع القيادة الجماعية دون الإعلان عن البديل للأمين العام حسن نصر الله”.

البديل جاهز

من جهته، يقول المحلل السياسي راشد الجيلي إن “خطة بديل السنوار كانت جاهزة، لاسيما أنه كان على قائمة الاستهدافات، وتصفية السنوار داخل غزة الواقعة تحت القصف على مدار الساعة والتتبع والرصد كانت منتظرة”، على حد تعبيره.

ويوضح الجيلي في حديث لـ”إرم نيوز”، أنه “رغم ذلك فقد تأخرت تصفية السنوار كثيراً، بنظر الأوساط العسكرية الإسرائيلية، وهو ما اعتُبر فشلاً لمنظومة الاستخبارات وحكومة نتنياهو”.

وأضاف الجيلي أن “السنوار نجح إلى حد كبير في حماية نفسه ودائرته بأقل الإمكانيات رغم تصفية قادة آخرين، كان القضاء عليهم واستهدافهم مفاجأة إلى حد كبير وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وأيضاً إسماعيل هنية رئيس حماس، الذي تم قتله عبر عملية كانت في قلب إيران”.

واعتبر أن “هناك شبه إجماع على خليفة السنوار، ولكن الأمر سيكون سرياً للغاية، والإفصاح عنه مؤجلاً إلا إذا حدثت مستجدات تطلبت الإعلان عنه، ومن الممكن أن يتولى القيادة خلال الأيام القليلة القادمة، ولكن بشكل يحمل في طياته بعض التشويش، ليتجنب الاستهداف”.

(إرم نيوز)

Exit mobile version